Menu
23:12برشلونة يُعلن عن رئيسه المؤقت ومجلس الإدارة
23:10تفاصيل رسالة الرئيس عباس للأمين العام للأمم المتحدة
23:09الخارجية: 11 إصابة جديدة بفيروس كورونا بصفوف جالياتنا
20:42الحية يكشف تفاصيل زيارة وفد حماس للقاهرة
20:25كهرباء غزة تصدر تعليمات ونصائح مهمة للمواطنين استعدادا لفصل الشتاء
20:24بيان من النيابة العامة حول الحملات الالكترونية
20:21قائد جديد لشعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي
20:20الاحمد: ننتظر رد حماس منذ بداية أكتوبر.. ولا اجتماع للأمناء العامين قبل إصدار مرسوم الانتخابات
20:18ابو حسنة: استئاف العملية التعليمية لطلبة المرحلة الاعدادية بمدارس الاونروا بغزة بدءا من الاثنين المقبل
20:14صحيفة اسرائيلية: كهرباء غزة و"التنسيق الخفي" بين إسرائيل ومصر وقطر والفلسطينيين..!
20:13السلطة الفلسطينية تنوي مقاضاة إسرائيل لترخيصها شركات اتصال بالضفة
20:12بري: ليس وارداً بأن تفضي مفاوضات الترسيم للتطبيع.. والحكومة اللبنانية سترى النور قريباً
20:10الأوقاف بغزة تغلق ثلاثة مساجد بخانيونس بسبب ظهور إصابات بفيروس كورونا
20:09بعد مشاركته في لقاءات القاهرة.. حماس: عودة القيادي الحية إلى غزة ودخوله للحجر الصحي
14:08لهذا السبب .. "حزب الله" يعلن الاستنفار و يستدعي عددا من عناصره

قراءة في التهديدات الاسرائيلية لسوريا.. قلق مستفحل، ومحدودية خيارات

أرض كنعان/ بيروت/حسان ابراهيم/احتل "الخطر الكيميائي" السوري، صدارة الاهتمام في "اسرائيل". "هبة" مواقف وتصريحات وتحليلات، وسلسلة من التقارير والتسريبات، لبحث الخطر السوري و"إمكان انزلاق السلاح الاستراتيجي" الى ايد معادية، وعلى رأسها حزب الله، كانت كفيلة بترحيل كل الاهتمامات "الاسرائيلية" الى الخلف، والتركيز على الساحة السورية والاخطار الكامنة فيها.

بدأت "الهبة الفجائية" قبل نحو من اسبوعين. في حينه، قام رئيس حكومة "اسرائيل"، بنيامين نتنياهو، بزيارة الى هضبة الجولان السورية المحتلة. الهدف كما بدا، كان انتخابيا، حيث قام نتنياهو بالتقاط صور، على خلفية الانتخابات، مع الجنود والضباط، المرابطين على الحدود مع سوريا، الا ان تصريحات قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، الذي كان باستقبال نتنياهو في الجولان، سحبت كل الاهتمام باتجاهها، وخاصة انها تضمنت سلسلة من التهديدات المنساقة ضد النظام في سوريا، والتشديد على "امكان" ان تقدم اسرائيل على التدخل العسكري المباشر، بما يشمل ايضا، امكان احتلال اراض وانشاء منطقة امنية عازلة، على شاكلة الحزام الامني السابق، في الجنوب اللبناني.
طائرة اسرائيلية
تبع تهديدات غولان، التي يمكن ردها ايضا الى نتنياهو، لانها قيلت بمناسبة زيارته وخلالها، سلسلة من الاجتماعات والجلسات، التي تناولت الشأن السوري والقلق الاسرائيلي مما يجري تسميته بـ"انزلاق" السلاح الاستراتيجي، ومن ضمنه السلاح الكيميائي والبيولوجي، الى يد معادية، كحزب الله في لبنان.
الجلسات التي جرى الاعلان عنها لاحقا، كانت ثلاث: جلستان لمنتدى وزراء التسعة في الحكومة "الاسرائيلية"، وهو متندى رفيع، يعنى بالمسائل الاكثر الحاحا وضرورة، وتتطلب قرارا مقلصا خشية من التسريبات حوله، اضافة الى جلسة اخرى، جمعت مسؤولي المؤسستين العسكرية والامنية، الى جانب رئيس هيئة الاركان، بني غانتس.
لم يرشح الكثير عن الجلسات الثلاث. وبقيت شبه سرية، الى حين بدأ نتنياهو نفسه، في جلسة الحكومة الاعتيادية، يوم الاحد الماضي، الحملة "التهويلية" غير المسبوقة، ضد سوريا وما يجري فيها، معبرا عن ان هذه الساحة، تحمل اخطارا وجودية ضد اسرائيل، بما يشمل ايران وحزب الله ايضا.
كلام نتنياهو فتح الباب على مصراعيه، لسلسلة من التصريحات، التي اشترك فيها الجميع، ومن بينها نائبيه، سيلفان شالوم وموشيه يعلون، ووزير الجبهة الداخلية، افي ديختر، اضافة الى عدد اخر من المسؤولين السياسيين والعسكريين، ومجموعة واسعة من تقارير المراسلين العسكريين والسياسيين، التي ركزت على الخطر السوري، وإمكان ان تلجأ اسرائيل الى تدخل عسكري مباشر، للحؤول دونه.
كان كلام رئيس الهيئة السياسية الامنية في وزارة "الدفاع" الاسرائيلية، عاموس غلعاد، في سياق مقابلة خاصة اجرتها معه اذاعة الجيش، ملفت. اذ اكد بان السلاح الاستراتيجي السوري، ما زال مسيطرا عليه، "لكن لا يمكن الركون الى ذلك، في ظل التغييرات على الساحة السورية". اما بقية التصريحات والمواقف، فكانت متطرفة جدا، وتناولت الفعل العسكري الاسرائيلي المباشر، كما قال شالوم، "مع اي اشارة تأتي بان هذا السلاح قد انزلق الى لبنان".

في اطار ذلك، لا بد من الاشارة الى النقاط الآتية:

اولا. قبل اي تعليق او تحليل، لا بد من الاشارة الى ان الصراخ الاسرائيلي، المنفلت العقال، لا يشير الى ان الفعل الاسرائيلي العدائي وارد، والا لما تحدثت اسرائيل عن التهديد اساسا، وأكثر ما كانت للتحدث عن الضربة المفترضة نفسها.

ثانيا. يوجد في الحديث الاسرائيلي، التهديدي، تناقضا بينا. من جهة، يؤكد الجميع، بلا استثناء، بان "التطورات الميدانية في سوريا، تشير الى قرب سقوط النظام وتفككه"، وبالتالي يتوجب العمل على تأمين السلاح الاستراتيجي، ومنع انزلاقه الى ايد عدوة، وفي مقدمة ذلك، حزب الله. مع ذلك، يستبعد الى حد اليقين، ان تكون الاستخبارات الاسرائيلية غير مدركة لحقيقة الواقع الميداني في الساحة السورية، وعلو يد الجيش السوري فيها، وتحديدا في الاسابيع القليلة الماضية، اي الفترة التي اثارت فيها اسرائيل، هبتها التهديدية ضد سوريا وحزب الله والسلاح الكيميائي والاستراتيجي عموما.

معنى ذلك، ان الاسباب الموجبة التي تشدد عليها اسرائيل، لا تتوافق مع الواقع، وبالتالي فإن مرد الهجمة التهديدية اسباب اخرى، يتوجب البحث عنها تحليليا، بالاستناد الى مؤشرات دالة ترد في ضمن التصريحات والتحليلات الاسرائيلية المنشورة، خلال وفي اعقاب الهجمة.

الصواريخ السورية

ثالثا. كان ملفتا، يوم الاحد الماضي، وفي مستهل جلسة الحكومة الاسرائيلية، حديث نتنياهو عن الاخطار الوجودية لاسرائيل، وفي مقدمتها ايران وسوريا، ليخلص الى ان هذه التهديدات، الوجودية، تستوجب تشكيل حكومة تستند الى قاعدة نيابية واسعة، تؤمن الاستقرار الحكومي، كي تتفرغ لمواجهة هذه الاخطار.

معنى هذا التصريح، بمضمونه وشكله وتوقيته، محاولة استثمارية للاجواء التي سادت من خلال الحملة الاعلامية والتصريحات التهديدية ضد سوريا وخطر السلاح الاستراتيجي فيها. الهدف، كما يبدو، حث كل احزاب الوسط واليسار، للانضواء في الائتلاف الحكومي المقبل، وتأمين مخرج لمن يريد، وتحديدا للجهات التي اعلنت بشكل قاطع انها لن تشارك في حكومة نتنياهو المقبلة، وهي في نفس الوقت، بحاجة الى الائتلاف معه. هي محاولة ضغط، من نوع اخر، على كل الاحزاب الوسطية واليسارية، وورقة دفع باتجاه التراجع عن المواقف المتطرفة السابقة، ضد نتنياهو وحكومته.

رابعا. تشير المواقف والتصريحات، وبشكل اكثر وضوحا، تحليلات الخبراء والمراسلين، ان لا جديد فعلي، في الساحة السورية، يفسر الهجمة التهديدية الاسرائيلية الاخيرة. يقر عدد كبير من الخبراء، بان الساحة السورية لا تشهد تغيرا دراماتيكا، على نقيض ما يجري الحديث عنه في المواقف المعلنة في تل ابيب، وعلى لسان نتنياهو وما دونه من المسؤولين، العسكريين والسياسيين، الامر الذي دفع بعدد من المحللين، الى التأكيد، على وجود نية توظيفية لهذه التهديدات، في الحلبة الداخلية السياسية، وسعي نتنياهو الى تشكيل حكومة تستند الى ائتلاف واسع في الكنيست، في اعقاب الانتخابات، التي اظهرت ان اي حكومة تستند فقط الى الاحزاب والكتل اليمينية، لن تكون حكومة مستقرة، ومهددة بالسقوط، من قبل اي طرف يميني، مهما كان صغيرا، وهو ما لا يريده، ولا يقوى عليه، نتنياهو.

خامسا. على فرض ان هناك تغيرا ما في الساحة السورية، وان اسرائيل كانت في وارد مناقشة فعل ما عدائي فيها وضدها، الا ان ما حصل حتى الان، والصراخ الذي تبع التهديدات وجلسات النقاش، يشير الى ان اسرائيل وصلت الى حد، وجدت خياراتها العدائية محدودة، إن لجهة عدم القدرة على تأمين النتيجة المطلوبة، او انها قدرت عدم القدرة على تحمل ثمن اعتدائها المفترض وموضع النقاش، او ان هناك قيودا، ترتبط بمصالح الولايات المتحدة والغرب، لا يمكن لها تجاوزها. وكل السيناريوهات المرتبطة بهذه الفرضية، تشير الى ان الفعل العدائي الاسرائيلي متعذر، مهما اتفق.

سادسا. كما يبدو، حتى الان، فان الصراخ الاسرائيلي، التهويلي والتهديدي، تجاوز الفعل العدائي، للبحث عن استدراج تدخل دولي، شرقا وغربا، لاعادة التركيز على الساحة السورية، ومنع اي تطور يمكن ان يقلق اسرائيل، ربطا بالاسلحة الاستراتيجية، وعلى رأسها السلاح الكيميائي. وهذا ما يفسر ارسال نتنياهو مستشاره للامن القومي، اللواء يعقوب عميدرور، الى روسيا، في محاولة لاقناع موسكو كي تتدخل لدى سوريا، والتأكد من ان ما يقلق اسرائيل، لم يجر فيه اي تغير، يدفع الى اقلاقها، للمرحلة الحالية والمقبلة.
قلق اسرائيلي من الكيميائي السوري
سابعا. رغم ان الهجمة التهديدية لم تنته، الا انها تشبه، بصورة او بأخرى، الهجمة التهديدية، التي تواصلت في السنوات القليلة الماضية، ضد ايران، على خلفية برانامجها النووي. ما يحدث حاليا، هو بدء مسار شبيه، بات يتركز اكثر فأكثر، على ما يسمونه في اسرائيل: بسياسة "امسكوني، والا". وهذه السياسية إن كانت تعبر، فانها تعبر عن محدودية الخيارات الفعلية، والإتكال على الغير والتدخل الخارجي. اما التوجه الى موسكو، تحديدا، وليس الى الولايات المتحدة، رغم وجود اتصالات جرى الاعلان عنها في سياق الهجمة الاخيرة على سوريا، الا دليل على مستوى المتدني جدا للخيارات العسكرية والامنية الاسرائيلية، وإلا لكانت لجأت اليها بالفعل.
كيفما اتفق، سيبقى النقاش الاسرائيلي قائما، بما يشمل التهديدات والاعراب عن القلق والخشية المتواصلين. الساحة السورية التي جرى فتحها باعتبار ان كسرها يشكل حلقة اساسية في ضرب محور المقاومة، باتت ساحة مقلقة لاسرائيل والغرب وما يسمى بالاعتدال العربي. باتت ساحة تولد اسباب القلق لهذه الجهات، من دون القدرة على الحؤول دونها.