Menu
09:46احصائية عمل معبر رفح في اليوم الأول لفتحه استثنائيًا
09:31إنهاء عزل الأسير إسلام وشاحي ونقله لمعتقل "شطة"
09:30الاحتلال يغلق سجن "جلبوع" بعد تفشي فيروس كورونا
09:27الكشف عن موعد صرف المساعدات لمتضرري كورونا
09:25معهد عبري : موت ملك السعودية سيمهد الطريق للتطبيع
09:21حملة اعتقالات ومداهمات في الضفة
07:40الاحتلال يسرق مركبات وخلايا شمسية من خربة ابزيق بالأغوار
09:14مداهمات واسعة بقرية تل غربي نابلس
09:12قيادي في "حماس": نقلنا رسائل عبر الوسطاء بشأن إصابة أسرى بكورونا
09:11لجنة الطوارئ: 108 إصابات بفيروس (كورونا) في محافظة غزة
09:08الاحتلال يصدر قرارا جديدا بشأن هدم الخان الأحمر
09:05الولايات المتحدة تنتخب رئيسها اليوم
09:04حالة المعابر في قطاع غزة صباح اليوم
09:04تواصل فتح معبر رفح لليوم الثاني على التوالي
09:03توغل محدود لجرافات جيش الاحتلال شرق البريج

حظيرة "أوسلو" مُجمع نتن للتصريحات اللاوطنية جبريل عوده

ليست غريبة تلك التصريحات المشينة , التي أطلقها "أشرف العجرمي" الوزير السابق في سلطة أوسلو, إستهدف خلالها رمزاً وطنياً يُمنع الإقتراب منه , أو الإنتقاص من مكانته المهمة, حيث يشكل صدارة الفعل المقاوم لثورتنا , ضد المشروع الإحتلالي الصهيوني لفلسطين , هم الأسرى ضميرنا الوطني وعلامة الإنتماء والتضحية لأجيال فلسطين , تلك الأجيال التي لم تنقطع عن نضالها ومقاومتها للإحتلال البغيض , ومواجهته بكل الوسائل المتاحة , ولو كان ثمن ذلك إستشهاد في الميدان أو الوقوع في أسر العدو , فالضريبة معلومة مسبقاً لعشاق الطريق الثوري والمسلك الوطني , ولا يقفون كثيراً ولا يفكرون أبدا في كم هي باهظة تلك التكاليف , فالمراد من مقارعتهم للإحتلال أسمى وأعظم , وتهون في سبيله كل التضحيات مهما عظمت , فالحر الأبي لا يقبل الضيم والشريف الطاهر لا يستسلم للإحتلال الغاشم , يقاوم بكل بما يملك , إعلاناً لرفضه للإحتلال وإفرازته على الأرض الفلسطينية .

هذه هي القناعات التي سار عليها الشهداء والأسرى , وهم طليعة المجموع الفلسطيني بأكمله, تلك هي المسلمات في نضالنا الوطني , لا يقترب منها أبداً أصحاب الكروش المنتفخة, والطامعين في السيادة المزيفة أو المناصب الوزارية التي تسقط قيمتها أمام إختبار الكرامة على حاجز أمني تقوده مجندة صهيونية , قادمة من شوارع اللهو والفجور في منهاتن, تغلق الطريق بحاجزها الأمني , وتمارس وظيفتها بفحص بطاقة الـ " vib  " , للوزراء الوطنيون جداً ! , والمجندة الصهيونية على قناعة تامة , بأن هذا المستوزر المفحوص أمنياً في دوائر الشباك الصهيوني, يحصر كل الحرص على عدم فتح فَاهَهُ , ولو بحرف واحد يعتبر تحريضاً أو مساً بأمن بالإحتلال , لكنه يتشدق طويلاً بالإساءة ضد مسيرة عظيمة من جهاد ومقاومة شعبنا الفلسطيني ضد هذا المحتل الطارئ على أرضنا, يسئ للشهداء وللأسرى بلا رادع , حيث تحميه منظومة التنسيق الأمني , يشوه المقاومة ويستهزأ بصمود أهلنا في مواجهة إجراءات الإحتلال الظالمة والهمجية , فالمهمة الأسمى لهذا المستوزر أن يظهر بالشكل الذي ترضاه "إسرائيل" , كلباً ذليلاً في حراستها , لتلقي إليه بقايا طعام , يتقوى به على حراسته لكيان الإحتلال , أمنياً وإعلامياً وسياسياً , عبر تمرير مؤامرة التطبيع والإستسلام للإحتلال والتعايش معه , وإجهاضاً للمشروع الوطني التحرري , الذي يؤمن به شعبنا ويسعى إلى إنجازه منذ أكثر من مائة عام .

لا غرابة في تلك التصريحات فهي تخرج من حظيرة أوسلو العفنة , وقد سبقها تصريحات أكثر وقاحة, تستهدف النيل من المقاومة وسلاحها , تحت دواعي السلاح الشرعي الواحد والسلطة الواحدة , وهذا السلاح الواحد الذي يُزعم له بشرعية عند البعض , لا يقوى على أن يحمي طفلاً فلسطينياً , يُخطف من حضنه أمه , ليلقى به في زنازين الإحتلال في ليلة العيد , للأسف لازال هذا المسار الذي خرجت منه تصريحات الوزير الآثمة , يمسك بزمام السياسة الفلسطينية العامة , ويقود قضيتنا الوطنية إلى الضياع في سراديب التسوية ومتاهات التفاوض , لذا لن يُجرم أحد منهم أقوال وزيرهم المُطبع , فلقد سالت تصريحاتهم النتنة بأقبح من ذلك , ألم يصف أصحاب هذا المسار العمليات الإستشهادية بـ " الحقيرة " , وكذلك صواريخ المقاومة التي صنعت معادلة الردع مع العدو وُصفت في إعلامهم بـ " العبثية " , ألم يعترف أصحاب هذا النهج بالسيادة الصهيونية على حائط البراق , ألم يقوم كبيرهم بالمشاركة في جنازة كبير مجرمي الصهاينة " بيرس" , الأمور محسومة فجميعهم أبناء حظيرة واحدة , لا يخرج منها ما يسر بالكم أو يشرح صدوركم .

لقد إرتكب هذا الوزير الذي يمثل بوقاً ترويجياً لنزلاء حظيرة أوسلو النتنة , جرائم مركبة مرفوضة على المستوى الوطني الفلسطيني , فلقد تواصل مع العدو خلال مؤتمرا تطبيعيا , وإعترف بسيادة العدو على مدينة القدس المحتلة , كون المؤتمر التطبيعي تم عقده في المدينة المقدسة , وثالث هذه الجرائم تشويه وإساءته لنضالات أسرانا الأبطال , ووصف مقاومتهم بالعنف و "الإرهاب ", وطبيعي أن يكون ذلك في سياق تقديم فروض الطاعة والإنصياع للرؤية الصهيونية , والترويج لها والتماهي معها في إستهداف القضية الفلسطينية وجوهر عدالتها وحقيقة مظلوميتها , والنيل من مشروعية مقاومة رجالها الساعين لكنس الإحتلال عن تراب فلسطين .

حتى لا نستغرق في الإدانة والمطالبة بالمحاسبة والمحاكمة , فهذا الوزير يمثل نهجاً يختطف القضية الفلسطينية , ويسيطر على مؤسسات الشعب الفلسطيني , ولا يرى لفصيلاً أو حزباً أو تيارا تمثيلاً وازناً في الحياة السياسية الفلسطينية , أفلا نحتاج إلى وقفة وطنية جادة , لوقف هذا العبث بالمشروع الوطني , وصياغة رؤية وطنية جامعة , من أجل الإصلاح في هرم القيادة الفلسطينية, وإنتزاع التمثيل من مغتصبيه وإبطال إدعائهم الكاذب , والعمل على تشكيل قيادة فلسطينية حقيقية وطنية , تتقدم الصفوف من أجل إستكمال معركة الحرية وتسعى للحفاظ على الحقوق والثوابت ,وبذلك تنتهي حقبة المستوزر المُطبع , وتتوقف الإساءة لنضالات شعبنا الفلسطيني بألسنة فلسطينية , وحينها لسنا بحاجة لإدانة أو إستنكار لنهيق بعض الهاربين عن طُهر المسار الوطني .

كاتب وباحث فلسطيني

17-9-2017م