Menu
18:37وفاة شاب غرقًا في خانيونس
18:26حشد تطالب شركة جوال بتخفيض أسعار الخدمات للمشتركين
18:11زلزال قوي يضرب ولاية إزمير التركية
18:10الحركة الإسلامية بالقدس تدعو لإحياء الفجر العظيم ورفض أوامر الهدم
18:07اشتية: على أوروبا ملء الفراغ الذي تركته أميركا بتحيزها لإسرائيل
18:00بالصور: حماس تدعو للانضمام إلى حملة مقاطعة البضائع الفرنسية
17:58خلافات لبنانية إسرائيلية بشأن ترسيم الحدود البحرية
17:57لا إصابات في صفوف الجالية الفلسطينية بتركيا جراء زلزال إزمير
17:55إصابة شاب بالرصاص المعدني والعشرات بالاختناق في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية
17:54الاحتلال يعتدي على المواطنين قرب باب العامود
17:53وفاة شاب غرقا في بحر خانيونس
17:52الخضري: خسائر غير مسبوقة طالت الاقتصاد الفلسطيني بسبب الاحتلال و"كورونا"
13:49مسيرات غاضبة في قطاع غزة نصرةً للنبي ورفضًا لإساءات فرنسا
13:47الصحة: 8 وفيات و504 إصابات بكورونا في الضفة وغزة خلال 24 ساعة
13:26إدخال الأموال القطرية إلى غزة

تراكم الازمات السياسية والاقتصادية وضعف الوازع الديني يدفع الشباب للانتحار

أرض كنعان - غزة / يشهدُ قطاع غزة بين الفينة والأخرى إقدام شبان في مقتبل العُمر على الانتحار، نتج عن ذلك وفاة العديد منهم وإصابة آخرين بعد فشل محاولاتهم خلال العام 2017، ويرجع مختصون تزايد الحالات نتيجة للتدهور الحاد في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، إضافة لضعف الوازع الديني.

مراقبون ومختصون فلسطينيون دقوا ناقوس الخطر في ظل مؤشرات تزايد حالات الاقدام على الانتحار في أوساط الشباب في قطاع غزة، خاصة أن هناك عشرات محاولات الانتحار لا يتم الإفصاح عنها، وبات الوقوف عند هذه المؤشرات التي وصفت بـ"الخطيرة امرا ضرورياً"، ويتطلب علاجها تضافر جميع الجهود دون استثناء الجانب السياسي والاقتصادي والديني والنفسي.

الإخصائي النفسي في برنامج غزة للصحة النفسية د. سامي عويضة يرى أن حالات الانتحار في قطاع غزة لم تتطور لتضبح ظاهرة، غير أنه شدد في ذات السياق أن هناك "مؤشرات خطيرة" على زيادة معدلات الانتحار، الامر الذي يتطلب وقفة جادة لمعالجة الدوافع والأسباب.

اخصائي:  أسباب عديدة تدفع الشباب في قطاع غزة إلى الانتحار، بينها غياب الأفق السياسي، إلى جانب الواقع الاقتصادي، والاجتماعي المتردي

وذكر الإخصائي عويضة في حديثٍلـ"فلسطين اليوم" أن هناك أسباب عديدة تدفع الشباب في قطاع غزة إلى الانتحار، بينها غياب الأفق السياسي، إلى جانب الواقع الاقتصادي، والاجتماعي المتردي.

وأشار إلى أن انعدام الأفق في حدوث انفراجة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، يدفع الشباب إلى التفكير الجدي بالانتحار، مشيراً إلى فئة الشباب تصطدم بواقع اجتماعي واقتصادي سيئ للغاية، الامر الذي يحطم طموحاتهم، ويفقد التفاؤل في المستقبل، ويدفعهم للانتحار.

ولفت إلى أن هناك دوافع مَرضِية نفسية للانتحار والتي غالبا ما تكون بسبب اليأس، والإحباط، الذي كثيراً ما يُعزى إلى اضطراب نفسي مثل الاكتئاب أو الهوس، إضافةً إلى إصابة بعض الناس بإضرابات عصبية وذهنية مثل جنون العظمة، والاضرابات الهيستيرية والتحولية.

 وأشار إلى أنه نتيجة تأزم الوضع الاقتصادي، وعدم توفر فرص عمل، يلجأ بعض الأشخاص إما إلى ممارسة العنف مع الآخرين تنفيساً لحالة الغضب التي تنتابه، أو إن كان من الناس الذين لديهم سلبية في التعامل مع الأمور أن يلجأ إلى الانتحار هروباً من الواقع المعاش.

وذكر عويضة، أنه وبالرغم من تنامي هذه الحالات الفردية أحياناً وعدم تسميتها ظاهرة، إلا أنها تدق ناقوس الخطر لدى الجميع، وهذا مؤشر سلبي يجب الوقوف أمامه والعمل على حله قبل أن يصبح ظاهرة.

وإلى جانب الأسباب السياسية والاجتماعية والاقتصادية للانتحار، ذكر أن غياب الوازع الديني عند بعض الشباب يدفعهم إلى الانتحار.

اخصائي:  علاج تزايد حالات الانتحار بحاجة إلى منظومة متكاملة تنخرط فها كل الجهود، أولها يبدأ من إزالة مسببات ودوافع الانتحار، مثل تحسين الأوضاع الاقتصادية

وشدد على أن علاج تزايد حالات الانتحار بحاجة إلى منظومة متكاملة تنخرط فها كل الجهود، أولها يبدأ من إزالة مسببات ودوافع الانتحار، مثل تحسين الأوضاع الاقتصادية، التي من بينها إيجاد فرص عمل للشباب، وتحسين الواقع السياسي كإنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة.

ودعا إلى تضافر الجهود داخل المجتمع لعلاج تزايد حالات الانتحار (الاسرة، الأصدقاء، الاعلام، منابر الخطابة، الأمن، الطب النفسي، الامن)، وشدد على ضرورة إشاعة الثقافة النفسية في المجتمع.

كما ودعا إلى إخضاع حالات الانتحار للبحث العلمي، والبحث في الأسباب الحقيقة لتفكير الشباب في الانتحار، الأمر الذي من شأنه وضع الاستراتيجيات والخطط لخفض مؤشرات محاولات الانتحار.

وفي السياق، قال الكاتب الفلسطيني د. وليد القططي: عندما يقدم الانسان على الانتحار أو يحاول الانتحار أو يسلك سلوكاً انتحارياً يعني أنه قد وصل إلى قناعة بأن الموت أفضل من الحياة أو على الأقل سيان ، وأن بطن الأرض خيرٌ من ظاهرها أو على الأقل تتساويان ، ويعني أن اليأس قد تقدم عنده على الأمل ، وأن الجزع قد سبق الصبر ، ويعني أيضاً أن الحزن قد استحكمت حلقاته وأُغلقت ، وأن الاحباط قد بلغ عنده مبلغه".

وأضاف -في مقالٍ بعنوان (الانتحار بين الحكم الشرعي ومسؤولية المجتمع) نشر بتاريخ 25 فبراير 2016-: المسؤولية الشرعية الفردية التي تقع على عاتق المنتحر كونه الجاني والمجني عليه في آن واحد لا تعني إعفاء المجتمع بأسره من مسؤوليته الاجتماعية لجريمة الانتحار ومرتكبيها، فصحيح وجود أسباب شخصية وأُسرية لبعض حالات الانتحار أو محاولات الانتحار ، إلا أن الكثير منها ناتج عن الوضع الاقتصادي المتردي لاسيما في قطاع غزة، بل حتى الأسباب الشخصية والأُسرية محصلة لوضع المجتمع في جانب منها، فهنالك علاقة طردية بين سوء الأوضاع العامة والاقتصادية خاصة وحالات الانتحار، التي من ضمن مدلولاتها أنها رسالة احتجاج ضد المجتمع خاصة أولي الأمر فيه .

وتابع: مأساة الانتحار تجلي واضح لمأساة أكبر أصابت جيل كامل من البؤساء الذين اصطدمت طموحاتهم بصخرة الاحتلال البغيض التي لم نستطع تحطيمها بعد، وأُحبطت أهدافهم أمام سد الحصار المنيع الذي لم نستطع اختراقه بعد، وتوقّف قطار حياتهم عند محطة الانقسام النكدة الذي لم نستطع مغادرتها إلى محطة الوحدة الوطنية، وضاعت أحلامهم في دهاليز المناكفات السياسية وأزقة الردح السياسي المتبادل بعد كل جولة مفاوضات للمصالحة الوهمية .

الكاتب د. وليد القططي:  مأساة الانتحار تجلي واضح لمأساة أكبر أصابت جيل كامل من البؤساء الذين اصطدمت طموحاتهم بصخرة الاحتلال البغيض التي لم نستطع تحطيمها بعد، وأُحبطت أهدافهم أمام سد الحصار المنيع الذي لم نستطع اختراقه بعد، وتوقّف قطار حياتهم عند محطة الانقسام النكدة الذي لم نستطع مغادرتها إلى محطة الوحدة الوطنية، وضاعت أحلامهم في دهاليز المناكفات السياسية وأزقة الردح السياسي المتبادل بعد كل جولة مفاوضات للمصالحة الوهمية

واردف قائلا: مسؤولية المجتمع هي مسؤولية شرعية أيضاً يتحملها أولي الأمر منهم ويشاركهم فيها كل مؤسسات المجتمع الرسمية والأهلية ، فقد جعل الله تعالى عدم كفالة اليتيم وعدم مساعدة الفقراء والمساكين نوع من التكذيب بالدين نفسه ، وأمر رسولنا الكريم-صلى الله وعليه وسلم- بالتكافل الاجتماعي عندما أمر من عنده فضل زاد بأن يعود به على من لا زاد له ، ولم تُفرض الزكاة والصدقة إلا لهذا الغرض ، وهذا ما فهمه أبو ذر الغفاري –رضي الله عنه- عندما تعجب من الفقراء الذين لا يتمردون على واقعهم ويثورون ضد ظالميهم بقوله "عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه". 

د. القططي: إذا تجاوزنا مسؤولية الاحتلال الأساسية عن الفقر والبطالة التي تقف وراء الكثير من حالات الانتحار ومحاولات الانتحار ، فإن مسؤولية المجتمع وأولي الأمر فيه تقتضي معالجة هذه الظاهرة بكافة الطرق الممكنة والإمكانيات المتاحة

واختتم مقاله "إذا تجاوزنا مسؤولية الاحتلال الأساسية عن الفقر والبطالة التي تقف وراء الكثير من حالات الانتحار ومحاولات الانتحار ، فإن مسؤولية المجتمع وأولي الأمر فيه تقتضي معالجة هذه الظاهرة – إذا ما اعتبرناها ظاهرة – بكافة الطرق الممكنة والإمكانيات المتاحة.....أما لأولئك المساكين الذين طحنتهم الحياة وألقت بهم في مهاوى الردى وراودتهم أنفسهم بالانتحار أو حدثتهم بالانسحاب من الحياة الدنيا فلا فأقول لهم ما قاله أحد الدعاة  (لا تحزن إن كنت فقيراً فغيرك محبوس في دين ، وإن كنت لا تملك وسيلة نقل فسواك مبتور القدمين ، وإن كنت تشكو من آلام فالآخرون مرقدون على الأسرة البيضاء ومن سنوات ....لا تحزن وانتظر الفرج ففي الحديث  الشريف "انتظار الفرج عبادة" ، وفي القرآن الكريم: "ومن يتق الله يجعل له مخرجًا".

ووصلت معدّلات البطالة حسب إحصاءات الجهاز المركزيّ للإحصاء الفلسطينيّ إلى 43.2%، فيما وصلت معدّلات الفقر إلى 38.8%، بينما بلغ عدد الذين يعتاشون من مساعدات المؤسّسات الدوليّة كوكالة الأمم المتّحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين "الأونروا"، نحو مليون ونصف مواطن في 2016.