أرض كنعان-تركيا/
زيارة هي الأولى لرئيس هيئة الأركان الإيراني اللواء محمد باقري لتركيا منذ عام 1971، في ظل تحديات مشتركة تواجه البلدين بعد أن وصلت العلاقة بينهما لمرحلة الصدام غير المباشر.
تحديات مشتركة فرضتها المتغيرات في المنطقة أوجبت اللقاء الذي وصفه الإعلام الإيراني بـ "غير المسبوق"، وسط تخوف من الفراغ بعد تنظيم الدولة ومساعي الأكراد لإنشاء دولة على حدود البلدين وإصرار كردستان العراق على إجراء استفتاء من أجل الانفصال.
واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء رئيس هيئة الأركان الإيرانية الجنرال محمد باقري في العاصمة التركية أنقرة.
وجرى اللقاء المغلق في المجمع الرئاسي بأنقرة واستمر خمسين دقيقة، ولم يصدر عن الرئاسة التركية أي بيان حول فحوى اللقاء، فيما أكدت مصادر إعلامية بانه ناقش التنسيق العسكري والأمني والاستخباراتي بين تركيا وإيران.
وبينت المصادر أن اللقاء تناول أيضا الأوضاع في الحدود بين البلدين والتي تشهد تحركات لمسلحي حزب العمال الكردستاني ونشاطا لعصابات التهريب وهو ما دفع السلطات التركية للبدء في إنجاز جدار عازل في المنطقة.
وأوضح أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان محمد المختار الشنقيطي، أن تدل على تبدل استراتيجي في المنطقة، مبيناً أن العلاقات بين البلدين تشهد تحولا استراتيجيا.
وأضاف الشنقيطي، أن العلاقات الإيرانية التركية حافظت على الجانب الاقتصادي رغم الخلافات بينهما، متابعاً "زيارة رئيس الأركان واستقباله من قبل الرئيس أردوغان يأتي في أجواء حصار قطر وتخلي السعودية عن كل أوراقها الاستراتيجية في المنطقة، فالرياض تستقبل مقتدى الصدر وأنقرة تستقبل باقري، بما يعني فارقا كبيرا في الرؤية الاستراتيجية بين السعودية وتركيا".
وقالت رئاسة أقليم كردستان العراق إن الولايات المتحدة طلبت تأجيل الاستفتاء على استقلال الإقليم المقرر في سبتمبر أيلول المقبل.
وأوضحت الرئاسة، أن وزير الخارجية الاميركي ريكس أعرب عن رغبة واشنطن في تأجيل الاستفتاء و"تأييدها لاستمرار المباحثات والمفاوضات بين الإقليم وبغداد"، مبينة أن رئاسة الاقليم أكدت على أن "شعب كردستان سيمضي في طريقه ويقرر مصيره".
وتابعت أن "التعايش السلمي الذي كان يشكل الهدف الرئيسي لكردستان مع العراق في المراحل التاريخية المتعاقبة التي مر بها الجانبان لم يتحقق".
وكان رئيس الإقليم أعلن في السابع من يونيو الماضي أنه سيتم إجراء استفتاء في مناطق العراق الكردية في 25 سبتمبر على إقامة دولة مستقلة.
أما الباحث في مركز الشرق الأوسط بجامعة لندن سعد جواد، فأكد أن هناك مصلحة مشتركة بين طهران للتقرب من بعضهما البعض في ملفات عديدة، موضحاً أن تغير سياسة الإدارة الأمريكية في المنطقة يدفعهما للتقارب.
وبين جواد، أن زيارة رئيس الأركان تضع الملف السوري ضمن أبرز الأولويات وخصوصا إدلب والملف الكردي العراقي، لافتاً إلى أن الأخطاء العربية بدأت مع موافقتهم على تدمير قوة العراق ثم تدمير ليبيا والاندفاع نحو الحرب في سوريا، مما قزم دورهم وجعل إيران وتركيا اللاعبين الوحيدين في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، إن بلاده جاهزة لكل السيناريوهات في حال تعرض أمنها القومي لأي تهديد.
وأضاف بوزداغ، أن تركيا لن تسمح أبدا بإقامة ممر إرهابي في المنطقة ولن تغضّ الطرف عن فرض أمر الواقع، متابعاً ردًا على سؤال حول تقارير إعلامية تحدثت عن استعداد القوات التركية لشن عملية في مدينة عفرين السورية التي يسيطر عليها وحدات حماية الشعب التركية أن "كل ما يجري في سوريا يخص بشكل مباشر الأمن القومي التركي".
وأوضح أن الوحدات الكردية تتواجد في عفرين ومنها تشن هجمات "استفزازية ضد تركيا".
وتسيطر القوات التركية على مناطق واسعة من الشمال السوري تشمل معظم أجزاء محافظة الحسكة وتمتد إلى الريف الشمالي لمحافظة الرقة وحتى مدينة منبج بريف حلب.