أرض كنعان - غزة /
6 سنوات مضت من عمر مسيرة كفر قدوم الاسبوعية السلمية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع تاريخي اغلقه جيش الاحتلال عام 2003، لاتاحة الفرصة امام مستوطني مستوطنة "قدوميم" المقامة عنوة على اراضي القرية وتوسيعها وتوحيد بؤرها المتناثرة على 4000 دونم من مجمل مساحة القرية البالغة 23000 دونما.
ويقول منسق الحملة الشعبية لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية، مراد شتيوي في الذكرى السادسة لمسيرة كفر قدوم السلمية، انطلقت المسيرة بقرار جماعي من كافة مؤسسات البلدة في مطلع تموز من عام 2011 بعد ان تضاعفت معاناة اهاليها جراء استخدامهم طرقا بديلة بعد اغلاق طريقهم، مسافات اطول وطريق موت ضيق سلكه الاهالي طيلة السنوات السابقة فجر في قلوبهم ثورة هذه المسيرة.
واوضح شتيوي ، ان المسيرة انطلقت بهدف استعادة حق اهالي البلدة في استخدام شارعهم التاريخي الذي يضرب عمره في عمق التاريخ سنوات قبل ولادة كيان الاحتلال الغريب فان اهدافها قد انسجمت مع اهداف شعبنا الوطنية الاستراتيجية الرامية لانهاء كل اشكال الاحتلال لاقامة دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف.
واوضح شتيوي ان اكثر من500 مسيرة انطلقت من كفر قدوم فيها شهيد مسن و85 اصابة بالرصاص الحي منها 6 اطفال ومثلها في الاجزاء العلوية بقصد القتل و170 معتقلا و250000 شيكل غرامات لمحاكم الاحتلال، رفعت فقد عينه ووئام فقد نطقه وغيرهم لا زالوا يعانون مرارة مضاعفات جراحهم، بيوت دمرت ومزارع احرقت ودواجن ومواشي نفقت حواجز وارهاب منظم وعقوبات جماعية طالت الرضيع حتى الشيوخ حصيلة مقاومة لن تتوقف في كفر قدوم.
الشعب قد تمرد على الخوف والاستسلام
وعن المشاهد في كفر قدوم يتذكر يسترجع شتيوي ذاكرته بالقول:" نعم،هي مسيرة بطعم انتفاضة الحجر، تعرضت لاشكال بشعة من التنكيل والقمع الذي لم يفرق بين كبير وصغير بهدف كسر شوكة المشاركين فيها، لكن تعددت مشاهد جنود مدججين بالسلاح يتقهقرون خوفا امام حجر طفل في رسالة للاحتلال ان هذا الشعب قد تمرد على الخوف والاستسلام ولن يرض الا بحقه في ارضه فرصاص الاحتلال وقنابل غازه وصوته ومياهه النتنة وحواجزه واعتقالاته ومداهماته وكمائنه لم تكن الا وسائل تعزيز صمود ابناء هذه البلدة في وجه كل هذه الاشكال القبيحة من القمع.
مواصلا حديثه، 6 سنوات مضت ولم تتراجع العزيمة ولم تضعف الهمة، تراكمت فيها انجازات معنوية تكاد ترتقي لمقام الانتصارات العسكرية التي عجزت جيوش عن تحقيقها، فالناطر الى حجم ما يتم دفعه من تعزيزات عسكرية لجيش الاحتلال لقمع مسيرة سلمية يدرك تماما ان هذه المسيرة انتصرت بكل معنى الكلمة على جيش اعتبر نفسه لا يقهر، لكنه اعترف بانه لا يستطيع قمع او اسكات هذه المسيرة.
وأضاف شتيوي، في الذكرى السادسة تتجدد فينا الروح، روح المقاومة الشعبية التي نسجت حروفها من دماء ومعاناة تجبرنا ان نتقدم ولا نتراجع خطوة في تحدي الوجود والبقاء على ارضنا التي عشقنا برها وبحرها وشجرها وحجرها وسماءها وارضها وكل ذرة تراب فيها.
كفر قدوم و الإستيطان
كفر قدوم قرية فلسطينية تتبع محافظة نابلس، وتقع على بعد 16 كم غرب مدينة نابلس باتجاه مدينة قلقيلية.
ويعتقد أن كلمة قدوم تحريف لكلمة (قداما) السريانية بمعنى السباق، ويقول سكان القرية بأن اسم قريتهم يعود إلى إبراهيم الخليل عليه السلام الذي مر بها، حيث يوجد في القرية مقام يعرف باسم (مقام إبراهيم) .
تقع القرية إلى الغرب من نابلس وعلى بعد 15كم منها، يصلها طريق محلي معبد يربطها بالطريق الرئيسي نابلس – قلقيلية، وطوله 2كم، ترتفع عن سطح البحر 400م، وتبلغ مساحة أراضيها حوالي 18900 دونم تحيط بأراضيها قرى قوصين، حجة بيت ليد، دير شرف، أماتين، وجيت، يزرع فيها الحبوب والقمح والشعير والفول والسمسم والكرسنة والذرة وأهم مورد تعتمد عليه هو الزيتون .
بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 874 نسمة ارتفع إلى 1240 نسمة عام 1945م، وفي عام 1967م بعد الاحتلال الصهيوني بلغ عددهم حوالي 1400 نسمة ارتفع إلى 1900 نسمة عام 1987م.
في القرية مسجد قديم تم تجديده، وفيها مدارس حكومية تشمل مختلف المراحل الدراسية، وتتوفر فيها الخدمات الصحية، وفيها عيادة عامة واحدة بالإضافة إلى الخدمات البريدية والهاتفية ولجنة زكاة تشرف على عيادة صحية وعدد من المشاريع التأهيلية وتساعد الأسر الفقيرة والأيتام .
صادرت سلطات الاحتلال جزء من أراضيها لمستوطنة (كدوميم) وهي قرية تعاونية تبلغ مساحتها 600 دونماً أنشأت عام 1975م.
ضربت المثال والنموذج في المقاومة الشعبية
من جهتها قالت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني إن بلدة كفر قدوم ضربت مثال ونموذج للمقاومة الشعبية، وتقدمت بالتحية لاهالي كفر قدوم الذين يواجهوا الاحتلال وقدموا التضحيات ، مؤكدين على أن المقاومة الشعبية والنضال الجماهيري عمل نضالي مستمر ضد الاحتلال .
وتابعت الجبهة صادف أمس، الاول من تموز الذكرى السنوية السادسة لمسيرة كفر قدوم الاسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع تاريخي اغلقه جيش الاحتلال عام 2003، لإتاحة الفرصة امام مستوطني مستوطنة قدوميم المقامة عنوة على اراضي القرية توسيعها وتوحيد بؤرها المتناثرة على 4000 دونم من مجمل مساحة القرية البالغة 23000 دونما.
وأضافت الجبهة ، رغم القمع وإجراءات الاحتلال المتواصلة ضد البلدة، وسياسة العقاب الجماعي والاعتداء على الاهالي ، إلا أن صمود كفر قدوم كان اقوى من كل اجراءات الاحتلال ، وما زالت المسيرة مستمرة ضد الاستيطان.
ودعت الجبهة الى دعم اهالي البلدة والمشاركة الفاعلة قي المسيرة الاسبوعية، وتفعيل المقاومة الشعبية لفضح الاحتلال وإجراءاته العنصرية والفاشية .
وتقدمت الجبهة بالتحية لأهالي كفر قدوم ابطال المقاومة الشعبية، الذين انطلقوا بيد واحدة اطفال وشباب وشيوخ ونساء للدفاع عن اراضيهم بوجه الة الدمار والاستيطان التي تبتلع الاراضي الفلسطينية لصالح غول الاستيطان.