أرض كنعان/ غزة/ قال مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "حماس" أسامة حمدان إن اللقاءات التشاورية حول تشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة ستبدأ الاثنين القادم.
وأضاف حمدان الذي يزور غزة خلال لقاء جماهيريًا نظمّته حركة "حماس" في قاعة رشاد الشوا وسط المدينة مساء الثلاثاء أن "المصالحة اليوم تمر بمرحلة حساسة ووضعنا قائمة تواريخ، وستبدأ مشاورات تشكيل الحكومة الاثنين القادم، وحددنا سقفا زمنيا لبدء عمل لجنة الانتخابات".
وقال إنه تم الاتفاق على تشكيل لجنتين مرتبطتين بغزة والضفة لبحث القضايا الأمنية، دون أن يوضح مزيدًا من التفاصيل حول هاتين اللجنتين.
واتفقت حركتا فتح وحماس على استئناف جهود تنفيذ اتفاقات المصالحة على أن تنتهي حتى 30 يناير الجاري ويلتقي الإطار القيادي لمنظمة التحرير في 9 فبراير المقبل.
وأكدّ حمدان أنّ حركته منذ بدء الإنقسام الفلسطيني وعقب أحداث يونيو/حزيران 2007 بذلت جهدًا كبيرًا لكي لا يصبح الانقسام واقعا، مشدّدا على أنّ المصالحة خيار استراتيجي لا يمكن التخلي عنه.
ولفت إلى أنّ حركة "حماس" قدّمت تنازلات حقيقية من أجل تحقيق المصالحة، "وهي تنازلات من أجل توحيد شعبنا وليست خسارة بالنسبة لنا في سبيل إنهاء الانقسام".
حماية المقاومة
ودعا حمدان لإعادة صياغة مشروع وطني مقاوم وموحد بين جميع الفصائل الفلسطينية، مطالبًا الشعب الفلسطيني بالتوحد خلف كلمة واحدة والارتباط بأمته العربية والإسلامية.
وأشار القيادي في "حماس" إلى أنّ حركته تحمي المقاومة وتستوعب كل الشعب الفلسطيني للتوحد خلف خيار المقاومة، "وساحتنا تتسع لكل فصيل يعمل من أجل تحرير فلسطين".
وبيّن أنّ "شعبنا ومصلحته هي الأساس بالنسبة لنا، وفي اللحظة التي يشعر فيها أي طرف سياسي أو تنظيم أنّ مصالحه تتناقض مع مصالح شعبه، فعليه أن يدرك أنه أخطأ السبيل، لأن المصلحة الحقيقية تكمن مع الشعب".
وقال إنّ مشروع النضال الفلسطيني لم يبدأ بحركة ما لوحدها، ولن ينتهي بقرار من أحد ما دام هناك احتلال على أي جزء من أرض فلسطين، مشيرًا إلى أنّ مقاومة الاحتلال مشروع وطني متكامل لكل فلسطيني.
العلاقة مع الأمة
في سياق آخر، أكدّ حمدان أنّ من يدعم غزة فهو مرحب به دائمًا، "ومن يحاول أن يقايض هذا الدعم لدفعنا لتقديم تنازلات فلا نريد دعمه".
وثمّن انخراط الأمة العربية والإسلامية بالقضية الفلسطينية ودعم المقاومة، وقال: "كان لزاما علينا أن نشرك أمتنا بمقاومتنا وأن نعيد لقضيتنا اعتبارها، وما نراه من تضامن معنا في الحرب والسلم دليل بيّن على نجاحنا في ذلك".
ولفت أنّه "رغم دعم أمريكا والعالم الأوروبي للمشروع الصهيوني، إلا أننا لا بد أن ننقل للعالم وأحراره حقيقة جرائم الاحتلال، ويجب أن لا يمنعنا شيء بأن نبحث عن الخير في الشعوب الأوروبية ونستقطب جهدها".
وفي ختام اللقاء، أكدّ حمدان أنّ فلسطين أرض وقف إسلامي لا يجوز التنازل عن شبر واحد منها، وأنّها حق للشعب والأمة وتحريرها واجب عليهم.