Menu
23:12برشلونة يُعلن عن رئيسه المؤقت ومجلس الإدارة
23:10تفاصيل رسالة الرئيس عباس للأمين العام للأمم المتحدة
23:09الخارجية: 11 إصابة جديدة بفيروس كورونا بصفوف جالياتنا
20:42الحية يكشف تفاصيل زيارة وفد حماس للقاهرة
20:25كهرباء غزة تصدر تعليمات ونصائح مهمة للمواطنين استعدادا لفصل الشتاء
20:24بيان من النيابة العامة حول الحملات الالكترونية
20:21قائد جديد لشعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي
20:20الاحمد: ننتظر رد حماس منذ بداية أكتوبر.. ولا اجتماع للأمناء العامين قبل إصدار مرسوم الانتخابات
20:18ابو حسنة: استئاف العملية التعليمية لطلبة المرحلة الاعدادية بمدارس الاونروا بغزة بدءا من الاثنين المقبل
20:14صحيفة اسرائيلية: كهرباء غزة و"التنسيق الخفي" بين إسرائيل ومصر وقطر والفلسطينيين..!
20:13السلطة الفلسطينية تنوي مقاضاة إسرائيل لترخيصها شركات اتصال بالضفة
20:12بري: ليس وارداً بأن تفضي مفاوضات الترسيم للتطبيع.. والحكومة اللبنانية سترى النور قريباً
20:10الأوقاف بغزة تغلق ثلاثة مساجد بخانيونس بسبب ظهور إصابات بفيروس كورونا
20:09بعد مشاركته في لقاءات القاهرة.. حماس: عودة القيادي الحية إلى غزة ودخوله للحجر الصحي
14:08لهذا السبب .. "حزب الله" يعلن الاستنفار و يستدعي عددا من عناصره

الموازنة العامة 2016 تفتقد للشفافية والتخطيط وتستحوذ على "جيب المواطن"

أرض كنعان - غزة /

كشفت ورقة عمل تحليلية خاصة بالموازنة العامة لعام 2016 عن مشاكل كبيرة في الموازنة، بدءاً من التخطيط لها، ومروراً بنشرها والإفصاح عنها، وتفاصيلها، وقانونيتها، وليس انتهاء في ارقام عشوائية غير مفصلة حُشرت في ثناياها تحت بنود غامضة كبند "أخرى" الذي يستحوذ على أرقامٍ خيالية دون تفصيل.

وأوضحت الورقة التي أعدها الفريق الأهلي لدعم شفافية الموازنة العامة خلال ورشة عمل نظمها منتدى الإعلام الاقتصادي وجود مشكلة حقيقية في تطبيق مبادئ الشفافية المتعلقة، وفقا لقانون رقم (7)   لسنة 1998، وكذلك في تطبيق القانون في عرض مشروع الموازنة على المجلس التشريعي قبل شهرين من انتهاء العام، وعدم انتهاج القائمين عليها للشفافية والمشاركة المجتمعية في دورة اعداد الموازنة العامة، او في توفّر البيانات الخاصة بالحسابات الختامية للموازنات السابقة او التقرير المدقق.

وأشار الورقة إلى أن الجهات المعنية لم تتقيد بالمواعيد القانونية لإعداد وإقرار مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2016، حيث لم يتم تقديم مشروع الموازنة الى المجلس التشريعي في بداية شهر تشرين ثاني/ نوفمبر 2015 وفقاً لأحكام المادة (3/أ) من قانون تنظيم الموازنة.

لم يتم التقيد بالمواعيد القانونية لإعداد وإقرار مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2016، حيث لم يتم تقديم مشروع الموازنة الى المجلس التشريعي في بداية شهر تشرين ثاني/ نوفمبر 2015 

كذلك لم يتضمن مشروع الموازنة 2016 قائمة بالأهداف الاقتصادية والاجتماعية التي تنوي السلطة الوطنية الفلسطينية تحقيقها كلياً أو جزئياً من خلال مشروع الموازنة.

واصدرت الحكومة موازنة المواطن، ولكن في شهر 6/2016، وباللغة الانجليزية فقط، وهذا يخالف الهدف منها، فمن اسس اصدارها ان تكون بلغة مبسطة وموجهة للمواطن، فهل الهدف منها فقط اشارة للدول المانحة بالتزام وزارة المالية بإصدارها.

لم يتضمن مشروع الموازنة 2016 قائمة بالأهداف الاقتصادية والاجتماعية التي تنوي السلطة تحقيقها كلياً أو جزئياً من خلال مشروع الموازنة

يشار إلى أن وزارة المالية لم تنشر ثلاث وثائق مهمة من أصل ثمانية تتعلق في الموازنة وهي: (التقرير النصف سنوي) إذ ان ما تنشره وزارة المالية هو تقرير تراكمي لنصف العام، وهذا لا يلبي شروط ومعايير التقرير نصف السنوي، وتقرير نهاية السنة (الحساب الختامي)، تبعا للقانون الاساسي وقانون الموازنة العامة، يجب ان تصدر وزارة المالية والتخطيط الحساب الختامي لموازنة العامة 2015 في نهاية الاتم 2016، وهذا لم يتم.

اما التقرير الثالث الذي لم ينشر فهو (التقرير المدقق)، وكان آخر تقرير مدقق صدر في العام 2016، هو تقرير العام 2011، وتبعا للأحكام القانونية يجب ان يصدر تقرير العام 2014، وهذا لم يتم.

اصدار موازنة المواطن باللغة الانجليزية فقط وهذا يخالف الهدف منها فمن اسس اصدارها ان تكون بلغة مبسطة وموجهة للمواطن

وكشفت الدراسة ان اجمالي صافي ايرادات الموازنة العامة 2016، كانت اعلى من المخطط، وحققت (13,581.4) مليون شيكل، في حين كان المخطط في موازنة 2016 (11,188.0) مليون شيكل.

ومن خلال تحليل مبنى الايرادات نلاحظ ان هناك زيادة عن المقدّر في كل من الايرادات المحلية وايرادات المقاصّة، إ ارتفع اجمالي الايرادات المحلية عن المخطط بنسبة (148%)، في حين ارتفع اجمالي ايرادات المقاصة بنسبة (108%) .

غياب الحساب الختامي لموازنات الاعوام : 2012، 2013، 2014، 2015 مما يجعل عملية المساءلة الفعلية على ما تم انفاقه مشلولة كليا

وخلُصت الورقة التحليلية إلى وجود ارتفاع في اجمالي صافي الايرادات في العام 2016، مقارنة بالمقدّر في موازنة العام 2016، او مقارنة بالمتحقق فعليا في موازنة العامة 2015، وهذه مؤشرات جيدة، وان كان جزء من تلك الايرادات هو لمرة واحدة.

وفيما يتعلق بالتمويل الخارجي، أوضحت الورقة أنه على رغم التقديرات المنخفضة للتمويل الخارجي، الا ان المتحقق فعليا ما زال ايضا اقل بكثير من المقدّر، وهذا الامر يخلق مشكلتين، الاولى تتمثل بزيادة العجز في الموازنة العامة، والثانية تتمثل في مصير الخطط والبرامج وخاصة التطويرية والتي لم يصل التمويل التطويري الخاص بها.

ارتفاع في اجمالي صافي الايرادات في العام 2016 سواء مقارنة بالمقدّر في موازنة العام 2016، او مقارنة بالمتحقق فعليا في موازنة العامة 2015وهذا يدلل على حجم الإنحراف المعياري بين المتوقع والحاصل

ويلاحظ أن اجمالي النفقات المتحقق في ارتفاع، وارتفع عن نسبة الـ (108%) عن المخطط، رغم حديث الحكومة المتكرر عن ترشيد النفقات واطلاقها خطة لذلك في العام 2016، علما بان اجمالي النفقات وبما فيها النفقات التشغيلية "السلع والخدمات" لم تنخفض بل بالعكس ارتفعت، كل ذلك في ظل عجز الموازنة العامة ووجود فجوة تمويلية تحدثت الحكومة عن ردمها بترشيد النفقات.

وعن صافي الإقراض، ذكرت الورقة "أن صافي الاقراض له تأثير واضح على الموازنة العامة، وفي الاعوام الاخيرة به تزايد مضطرد، وتحيط به حالة غموض كبيرة، وفي كل عام تكون قيمته أكبر من المخصص وبشكل غير طبيعي ودال احصائيا، لذا توجد ضرورة لمعرفة اين تذهب هذه الملايين والتي فاقت في العام 2016 عن المليار شيكل، وهو بند يستنزف الموازنة العامة، وارتفاع تقديراته مؤشر على ضعف المساءلة والمحاسبة للمسببين في تبذير المال العام في هذا الملف الهام، وترشيده امر هام جدا في خطة التقشف والترشيد لسد عجز الموازنة".

رغم التقديرات المنخفضة للتمويل الخارجي، الا ان المتحقق فعليا ما زال ايضا اقل بكثير من المقدّر

وبينت الورقة أن الاقتراض من البنوك كان بندا ثابتا في موازنة العام 2016، لذا توجد ضرورة لنشر تفاصيل كاملة عن الاقتراض من البنوك، وما هي الفوائد التي تدفع مقابلها، وما هي رؤية الحكومة لسداده؟ ومع أي البنوك يتم ووفق أي شروط؟ خاصة في ظل وجود أكثر من اتفاقية مع البنوك في العام 2016، وبنسب فائدة مختلفة، وفارقة احصائيا، كلها اسئلة هامة توجد ضرورة لتوضيحها من قبل الحكومة من اجل شفافية أكبر للموازنة العامة.

وفيما يتعلق بالدين العام، أوضحت الورقة أن السلطة تعاني مشكلة الدّين العام قائمة لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، بالرغم من حديث الحكومة ووزارة "المالية والتخطيط" عن تخفيض الديّن العام كهدف من اهدافها، الا ان النتائج ما زالت محدودة، علما بانه تم تحقيق نجاح ضئيل في موازنة 2016، بتخفيض الديّن العام بنسبة (3.5%).

يلاحظ أن اجمالي النفقات المتحقق في ارتفاع، وارتفع عن نسبة الـ (108%) عن المخطط، رغم حديث الحكومة المتكرر عن ترشيد النفقات واطلاقها خطة لذلك في العام 2016

في السياق، لم تتضمن الموازنة العامة 2016 تفاصيل عن صندوق التقاعد والمعاشات، ومستوى الاقتراض من الصندوق من قبل الحكومة، وتوجد ضرورة كبيرة لتعزيز شفافية صندوق التقاعد، ونشر التقارير السنوية الخاصة به، علما بانها لا تدخل ضمن بيانات الديّن العام المفصح عنها، خاصة في ظل تضارب البيانات الرسمية حول صندوق التقاعد ومستوى العجز فيه.

ومن غير المعقول ان لا تكون هناك معلومة واحدة دقيقة حول رصيد الصندوق، ومستوى الديون المستحقة له في موازنة العام 2016.

وما زالت مخصصات الامن تستحوذ على حصة الاسد من الموازنة العامة، واستحوذت خلال العام 2016 على نفقات تقارب مجموع كل من وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الصحة الفلسطينية، كما ما يزال بند الرواتب والاجور فيها يستهلك ويستنزف الحصة الاكبر من نفقات الامن ويفوق بكثير «مجموع موازنات» الصحة والتنميّة الاجتماعية ومؤسسة رعاية اسر الشهداء معا، ولا توجد تفصيلات عن نفقات وزارة الداخلية والامن سوى بنود رئيسية عامة عن مبنى النفقات.

صافي الاقراض له تأثير واضح على الموازنة العامة، وفي الاعوام الاخيرة به تزايد مضطرد، وتحيط به حالة غموض كبيرة

وأوصى الفريق الأهلي لدعم شفافية الموازنة العامة بضرورة التشدد والالتزام باحترام أحكام القانون الاساسي والملزم للجميع بما فيه وزارة "المالية والتخطيط" في إعداد الموازنة العامة الفلسطينية بكافة مراحلها، وتقديم المشروع للمجلس التشريعي قبل شهرين من بداية العام الجديد، وكافة الاحكام القانونية الواردة في قانون الموازنة العامة.

وأوصى وزارة "المالية والتخطيط" بضرورة االإلتزام بتعزيز الشفافية في إعداد الموازنة العمة وتنفيذها، والالتزام بالأحكام القانونية، والتي تتضمن نشر وثائق الموازنة العامة في مواعيدها، ومن ضمنها اصدار ونشر موازنة المواطن باللغة العربية، اللغة الرسمية في القانون الأساسي الفلسطيني. ونشر التقارير الدورية والربعية والحساب الختامي.

الاقتراض من البنوك كان بندا ثابتا في موازنة العام 2016 لذا توجد ضرورة لنشر تفاصيل كاملة عن الاقتراض من البنوك، وما هي الفوائد التي تدفع مقابلها

وضرورة اعتماد وزارة "المالية والتخطيط" النهج التشاركي مع الفريق الاهلي لشفافية الموازنة العامة ومؤسسات المجتمع المدني، في كافة مراحل دورة اعداد وتنفيذ الموازنة العامة، ومأسسة تلك الشراكة بشكل دائم.

وضرورة اعادة النظر في مبنى الموازنة العامة وتوزيع المخصصات للقطاعات المختلفة، وايلاء اهتمام أكبر للقطاع الاجتماعي، واعادة توزيع الموازنات تبعا للبرامج فيها، وبما يحقق التنمية الاجتماعية، وضرورة ان يتم اعتماد نظام موحد لمراكز المسؤولية، دون دمج او تجزئة دون الاعتماد على معايير موحدة، وتوجد ضرورة ان لا تتضمن مراكز المسؤولية أي نفقات غير تابعة لها.

واعتماد برنامج مخطط للترشيد والتقشف والذي دعا اليه الفريق الاهلي لشفافية الموازنة العامة بمنهجية علمية موضوعية تشاركية، خاصة في ظل وجود فجوة تمويلية وتراجع الدعم الخارجي، وعدم تخفيض النفقات في العام 2016.

وضرورة توفير شفافية كاملة في بند النفقات التحويلية، نظرا لوزنه النسبي الكبير في مكونات الموازنة، وتماسّه المباشر مع الفئات الاكثر تهميشا والاقل حظا في المجتمع، وضرورة لتعزيز الشفافية والافصاح عن البيانات الخاصة بصرف الاحتياطات المالية، خاصة وانها تنفق تحت بند (فضفاض) وهو النفقات التحويلية.

ودعا الفريق إلى ضرورة معالجة الحكومة لبند "صافي الاقراض"، وتوجد ضرورة لمساءلة وزارتي المالية والحكم المحلي عن سبب ذلك، ومحاسبة من يتسببون بارتفاع صافي الاقراض من هيئات محلية وشركات خاصة وغيرها، وتفعيل مبدأ الشفافية في هذا البند، وعن طبيعة التسويات مع البلديات والهيئات المحلية وشركات توزيع الكهرباء وغيرها.

وجود مشكلة حقيقية في شفافية صندوق التقاعد ومستوى الديون المستحقة له وآليات الحكومة لسداد تلك الديون

وضرورة ان تتضمن تقارير موازنة 2016، تفاصيل عن اليات التعامل مع ثلاث قضايا مرتبطة معا وهي (الديّن العام- المتأخرات- والتحويلات لصندوق التقاعد والمعاشات)، وان يتم الاعلان عن ديون صندوق التقاعد، وبشكل دقيق وشفاف.

وأكدت الورقة على ضرورة ان يتضمن تقرير الموازنة العامة 2016 (ملحق) بإجمالي الايرادات المتحصلة والنفقات الخاصة بقطاع غزة، والنفقات التطويرية، وذلك من اجل شفافية أكبر للموازنة العامة، وتوفير معلومات دقيقة ورسمية عن حجم الانفاق الرسمي في قطاع غزة.

كما، أكدت الورقة ضرورة ان تتضمن النفقات، تفصيلات خاصة بالإنفاق على قطاع غزة في المحاور المختلفة، والخدمات ومن ضمنها الكهرباء، وايضا التوجهات الحكومية والسياسات المالية المتعلقة بقطاع غزة، وذلك من اجل تحقيق مبدأ الشفافية.

مخصصات الامن تستحوذ على حصة الاسد من الموازنة العامة، واستحوذت خلال العام 2016 على نفقات تقارب مجموع كل من وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الصحة 

بدوره، أكد محمد أبو جياب رئيس تحرير جريدة "الاقتصادية" في غزة وعضو الفريق الأهلي لدعم شفافية الموازنة أن العرض السريع لبعض العثرات والمشكلات التي عانت منه الموازنة العامة عام 2016 يتطلب وقفة مجتمعية مسؤولة وحريصة من جميع الجهات لتصحيح المشاكل التي تعاني منها الموازنة، خاصة أنها تفتقد للشافية وغياب التخطيط الاستراتيجي.

وأوضح أبو جياب أن وعي المواطن في تفاصيل الموازنة العامة وقانونيتها وطريقة إجراؤها والمراقبة عليها من كل القطاعات يساهم في التنمية المجتمعية ويصب في صالحه، وغياب وعيه بالرقابة عليها ينعكس سلباً على المجتمع من خلال الخدمات المقدمة.

بدورها، قالت منسقة الفريق الاهلي لمراقبة شفافية الموازنة في ائتلاف امان مروة أبو عودة "إن ورشة العمل والورقة التحليلية تأتي ضمن جهود الائتلاف الرامية لتعزيز مبادئ الشفافية ونظم المساءلة".

وأوضحت أبو عودة أن اهم مادة سياسية اقتصادية اجتماعية في السلطة هي قانون الموازنة العامة، كونها الأداة المالية الأساسية وبرنامج عمل السلطة التفصيلي للنفقات والإيرادات لمختلف النشاطات، كما أنها تعبر عن توجهات الحكومة وبرامجها وسياساتها المستقبلية في مختلف المجالات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والتنموية.