ارض كنعان/ برحيل هيلاري كلينتون ووزراء آخرين، قد تكون حكومة ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثانية أقل تمثيلاً من الأولى، في ما يعتبر مفارقة بالنسبة إلى رئيس أعيد انتخابه بفضل أصوات النساء والأقليات .
ورداً على سؤال في هذا الشأن أجاب رئيس الولايات المتحدة، الاثنين الماضي، أثناء مؤتمر صحفي قبل بضعة أيام من بدء ولايته الثانية “أنا فخور جداً لأنه كان لدي أثناء السنوات الأربع الأولى بيت أبيض وحكومة أكثر تمثيلاً مما سبق في التاريخ”، وأضاف “وأنوي المحافظة على ذلك” .
لكن منذ بداية التعديل في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لم يعين أوباما سوى رجال من البيض في الخمسين أو الستين من العمر . جون كيري (69 عاماً) ليحل محل هيلاري كلينتون في وزارة الخارجية، والجمهوري تشاك هاغل (66 عاماً) في البنتاغون، وجاك لو (57 عاماً) في الخزانة .
وفي نهاية ولايتها الأولى، كانت حكومة أوباما تعد، بين وزراء ومسؤولين برتبة وزراء، 15 رجلاً وثماني نساء، بينهن ثلاث على الأقل أعلن مغادرتهن، وهن كلينتون وزيرة الخارجية (الثانية في التسلسل البروتوكولي)، ووزيرة العمل هيلدا سوليس، والإدارية في وكالة حماية البيئة ليسا جاكسون .
وفي الإجمال، فإن سبعة من أعضاء الإدارة هم من الأقليات: أربعة من السود (وزير العدل اريك هولدر، وليسا جاكسون، والممثل الأمريكي لشؤون التجارة رون كيرك والسفيرة في الأمم المتحدة سوزان رايس)، وآسيويان (هما وزير الطاقة ستيفن شو ووزير المحاربين القدامى اريك شينسكي) والإسبانية هيسلدا سوليس .
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن أوباما ينوي تعيين دينيس ماكدونوي، وهو رجل أبيض في الثالثة والأربعين، ليحل محل جاك لو أميناً عاماً للرئاسة . واقترح الرئيس جون برينان (57 عاماً) لتولي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي .آي .إيه) وهو منصب لا يتمتع برتبة وزير، لكنه أحد أبرز المناصب في الإدارة الأمريكية .
وفي الوضع الحالي للتعديل، فإن أرفع امرأة تتولى حقيبة وزارية في سلم البروتوكول هي كاتلين سيبيليوس وزيرة الصحة التي تحتل المكانة العاشرة . وهولدر أرفع ممثل للأقليات يحتل المرتبة الخامسة .
وهيمنة الرجال البيض البالغين الواضحة للعيان في محيط الرئيس أوباما، أول رئيس أسود للولايات المتحدة، تثير اشمئزاز بعض حلفائه، في حين طرح اسم ميشال فلورنوي مساعدة وزير الدفاع سابقاً، في وقت ما لتصبح المرة الأولى التي تتولى حقيبة الدفاع .
وكتب بيل برس زعيم الحزب الديمقراطي السابق في كاليفورنيا، في افتتاحية ساخراً من الضرورة التي يرزح تحتها أوباما لتعيين عدد كبير من النساء حوله .
في إشارة إلى تعبير استخدمه المرشح الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ميت رومني الذي أعرب في مناظرة تلفزيونية بطريقة غير موفقة عن رغبته في تعيين نساء في فريقه .
واغتنم أوباما التنوع المتنامي في الهيئة الناخبة ليفوز أمام رومني: لو صوت البيض وحدهم، لكان انتخب هذا الأخير رئيسا بأغلبية 59 في المئة من الاصوات . لكن أوباما حصد 93 في المئة من اصوات السود و73 في المئة من أصوات الآسيويين و71 في المئة من الإسبانيين .
من جهة أخرى، فإن نسبة 55 في المئة من النساء صوتت له . والنقاش حول وجود نساء وأقليات في الحكومة الأمريكية امر “مشروع، لكنه لا يتمتع بأهمية كبيرة”، كما قال الخبير في العلوم السياسية توماس مان من معهد بروكينغز، وأضاف “أعتقد أنه عندما ينتهي، سيكون لدى أوباما عدد كبير من النساء و(من أفراد) الأقليات في حكومته” .
والاثنين، حذر أوباما من إصدار حكم “مسبق”، وذكر أيضاً بأنه عين امرأتين في المحكمة العليا وأن 50 في المئة من فريق عمله في البيت الأبيض مؤلف من نساء