Menu
12:26معروف: عقوبات تصل للحبس وتشديد للإجراءات بغزة مع ازدياد إصابات كورونا
12:24مصادقة إسرائيلية على 108 وحدات استيطانية في القدس
12:22بينيت: قدنا عملية اغتيال أبو العطا بعمل حكيم ومتطور
12:21العثور على جثة جندي اسرائيلي مقتولًا قرب حاجز حزما بعد يومين من اختفاء آثاره
10:59تفاصيل مخطط تهويدي ضخم يستهدف وسط القدس المحتلة
10:58موظفو "أونروا" يهددون في حال لم تتراجع الوكالة عن قرار تقليص الرواتب
10:56الاحتلال يجرف اراضي المواطنين جنوب شرق نابلس
10:52الاحتلال يعتدي على مسن اثناء قطفه الزيتون شمال الخليل
10:41"الأوقاف" بغزة ستعلن عن مسابقة لأكثر من 200 وظيفة
10:40مالية غزة تحدد موعد صرف حقوق الغير "مدني وعسكري"
09:59الصحة بغزة تكشف حصيلة الإصابات بفيروس كورونا خلال 24 ساعة الماضية
09:53محكمة الاحتلال تمدد اعتقال مقدسي لثمانية أيام
09:52الاحتلال يحول الأسير قاسم الشيخ للاعتقال الإداري
09:47الاحتلال يقرر منع مواطني الـ48 من دخول الضفة باستثناء الطلبة والعمال
09:41إغلاق مكتب تسوية الأراضي في بيت لحم بسبب "كورونا"
مشهد لاحدى الحفلات الخاصة في السعودية

صحافي سعودي يكشف عن حفلات خلف الاسوار في السعودية لا تنطبق عليها القوانين التقليدية

 يقول موقع "سبق" السعودي للانباء المحلية ان خمسين رجلا وامرأة احتجزوا ليلة راس السنة في احد مقاهي مدينة جدة في المملكة العربية السعودية بتهمة التواجد مجتمعين فيه. الا ان المدون والصحافي السعودي احمد العمران كتب في مجلة "فورين بوليسي" الالكترونية ان هناك اماكن في السعودية لا ينطبق فيها النظام المحافظ، وفيما يلي ترجمة المقال:

تقوم مدينة "ارامكو" في المنطقة الشرقية من السعودية حيث توفر شركة النفط العملاقة التي تملكها الحكومة مساكن لحوالي 62 الف موظف، ينتمون الى 65 دولة مختلفة. وبشوارعها الواسعة وحقولها الخضراء واشجارها التي تلقى عناية كبيرة، تبدو تلك المدينة كما لو كانت ضاحية اميركية وليس سعودية. فالرجال والنساء يعملون في مكاتب الشركة جنبا الى جنب خلال النهار وفي المساء يمضون الوقت في المنتزهات لحضور لعبة البيس بول او الغولف. حتى ويشاهدون احدث افلام هوليوود في دار السينما هناك – وهي كلها فسح نشاط تحرم على السعوديين.

وفي اوائل كانون الاول (ديسمبر) وجه عالم فيزياء اجنبي الدعوة لعشرات من الاصدقاء لحضور حفل في منزله. وبدأ الرجال والنساء في العشرينات من العمر بالحضور حوالي العاشرة مساء. وارتفعت اصوات الموسيقى الراقصة ومن يرغب في الكحوليات التي يصنع بعضها محليا او يتم تهريبه من الخارج، قام بشربها في مطبخ الشقة.

كان الحضور مختلطا من اميركيين وايرلنديين وعرب وسعوديين. معظمهم من العاملين في "أرامكو"، ولكن كان من بينهم البعض من خارج تلك المدينة. تبادلوا اطراف الحديث وشربوا ودخنوا النارجيلة ورقصوا طوال الليل. فقد كانت عطلة نهاية الاسبوع، وليس بينهم من هو على عجل لمغادرة المكان، اللهم الا اولئك الذين كانوا يريدون اللحاق بحفلات اخرى في المدينة. استمر الحفل طول الليل وغادرها اخر الضيوف في السادسة صباحا.

ولا تقتصر مثل هذه الحفلات على مدينة "أرامكو" في الظهران. واذا كنت على معرفة ببعض الشخصيات فان التجمهر يجري في الحي الدبلوماسي في مدينة الرياض وفي مساكن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا اضافة الى عشرات من مجمعات المساكن الخاصة في انحاء البلاد.

وهذه المناطق او "المنتجعات الحرة" كما وصفها مراسل رويترز السابق اندرو هاموند في كتابه الجديد، تظل خارج سلطة المحافظين الذين يتحكمون بمعظم مناحي الحياة الاجتماعية في البلاد. وتقع هذه الأماكن في المنطقة الرمادية شرعا – وليس هناك مراسم رسمية تستثنيها من قوانين المملكة، الا انه قيل للشرطة الدينية ان تتحاشاها.

ومع ذلك فان "ارامكو" تخضع للضغوط المحافظة. اذ انها الغت حفلا موسيقيا كان من المقرر ان يقام للعازف العراقي الشهير نذير شما في اواخر العام 2012. قالت الشركة انها لم تتمكن من الحصول على تأشيرة لدخول شما البلاد، الا ان مواقع الاخبار المحلية ذكرت ان الالغاء جاء بعد ان ضغط المحافظون على امير المنطقة لمنع الحفل.

وبما ان الشركات الاخرى لا تستطيع ان تنشئ مدينة مثل "أرامكو" فان بعض المستثمرين قاموا ببناء مجمعات سكنية في المدن الرئيسية لاقامة المغتربين الذين لا يرغبون في التعامل مع القيود الاجتماعية للحياة السعودية اليومية. ومن ابرزها مدينة المملكة، التي يملكها الامير الوليد بن طلال، والتي تعتبر احدى اكثر المجمعات فخامة في العاصمة الرياض. وسكانها يجمعون، كم جاء في موقعها الالكتروني، بين "جمال المعمار النجدي ومتعة الحياة الغربية". وما فيها من مطاعم في الهواء الطلق ودكاكين ومقاهي وملاعب تنس وبرك سباحة يسمح للمغتربين العيش بالاسلوب الغربي، داخل مجمعاتهم على الاقل.

وقد يستمتع المغتربون بحياتهم داخل هذه المجمعات لكنها تعزلهم عن المجتمع المحلي. وليس غريبا ان نجد اجانب يحضرون للعمل في المملكة السعودية ويخرجون من البلاد من دون اقامة صداقة مع سعوديين.

ولا تلقى بعض هذه المنتنجات الاستحسان في المملكة السعودية. فهي اقيمت باوامر صريحة من الحكومة. والمركز الاساسي لمثل هذه المنتنجات هو جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا التي افتتحت في حفل كبير في ايلول (سبتمنبر) 2009. وبفضل تخصيص مبلغ 10 بلايين دولار فان مرافقها الحديثة ومشاركتها لجامعات متميزة من امثال ستانفورد، اجتذبت مدرسين وطلبة على مستوى عالمي. لكنها تتجاوز تعريف المدرسة لها. اذ المفروض ان تكون وسيلة للتغيير. وباعتبارها اول مؤسسة تعليمية مشتركة بين الجنسين ووحيدة فانها تامل في نشر الحرية التعليمية والتفكير الحر في بيئة تحتاج حاجة ماسة اليهما.

وقد طلب الملك من "أرامكو" الاشراف على بناء الجامعة وادارتها. حتى قال البعض انها جزء من "أرامكو" على الساحل الغربي، فهي تبعد 50 ميلا عن جدة، وفيها دار خاصة للسينما. ويسمح للمرأة فيها بقيادة السيارة، وليس عليهن لباس البرقع.

انها جزء من المملكة السعودية، ولكنها جزء مختلف. وقد اعرب المحافظون عن عدم رضائهم عن الجامعة، الا ان القليل منهم من جرؤ على انتقادها فهي مشروع الملك شخصيا. واحد هؤلاء سعد الشهري، الذي طرد من وظيفته فورا لانتقاده المشروع.

كتب احد المدونين بعد زيارة الجامعة "امكنكم اقامة مجمع سكني جديد باسلوب مختلف عن التراث السعودي. غير اني ارجو ان تقولوا لي انكم تفعلون ذلك لتجربته، وبعدها ستعملون على تطبيقه في انحاء المملكة".

هذا ما نأمله، غير ان الواقع هو ان ننظر الى هذه المنتجعات باعتبارها دليلا على فشل الحكومة في تحرير قوانينها في وجه معارضة رجال الدين المحافظين. والحكومة السعودية تعمل على استرضاء المحافظين بدلا من مواجهتهم، مثلما كانت تفعل سابقا. والجدران حول هذه المجمعات المحروسة لا يقصد منها ابقاء السعوديين بعيدين عنها فحسب، بل حشر قوى التقاليد التخريبية في داخلها.