Menu
21:11"الخارجية": تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" في صفوف جالياتنا
21:08"الصحة" بغزة تصدر بيانًا بشأن ازدياد أعداد الإصابات بكورونا
21:06حماس تعقب على إعلان وزير الخارجية الأمريكي بخصوص الأمريكيين المولودين في القدس
21:05واشنطن تصدر أمرا يخص الأمريكيين المولودين في القدس
20:00جيش الاحتلال ينهي مناورات واسعة تحاكي حربًا متعددة الجبهات
19:57"الأوقاف" بغزة تقرر إغلاق 4 مساجد بمحافظتي الوسطى والشمال
19:55إدخال المنحة القطرية لقطاع غزة عبر حاجز "ايرز"
19:54السعودية تسمح بقدوم المعتمرين من الخارج بدءا من الأحد
19:50قيادي بـ"الديمقراطية" يتساءل: ماذا بعد جولات الحوار الأخيرة؟.. وإلى أين؟
19:49نتنياهو يعلق على قرار بيع الولايات المتحدة 50 مقاتلة "إف 35" للإمارات
19:48اسرائيل تبعث رسالة للرئيس عباس عبر ايطاليا.. إليك تفاصيلها
19:46رئيس الوزراء: سنرفع نسبة صرف الرواتب خلال الاشهر المقبلة.. وهذا ما طلبناه من البنوك بشأن الخصومات
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر

21 عامًا على اغتيال المهندس يحيى عياش

أرض كنعان - غزة / 

يوافق اليوم الخميس، الذكرى السنوية الحادية والعشرين لاستشهاد المهندس الأوّل في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الشهيد يحيى عياش، والذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي في الخامس من يناير عام 1996م في إحدى المنازل شمال قطاع غزة عبر تفخيخ هاتف خليوي تمّ تفجيره عن بُعد.

ولد المهندس عياش في قرية "رافات" جنوب غرب مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلّة في 6 مايو 1966م، لعائلة عٌرفت بتدينها وبساطة أفرادها وماضيها الجهادي، فآل عياش، شاركوا في الانتفاضات والثورات الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني منذ وعد بلفور وحتى الثورة العربية الكبرى عام 1936.

بزغ نبوغ عياش منذ طفولته حيث أتمّ حفظ كتاب الله، وكان طوال مسيرته التعليمية منذ الصف الأول الابتدائي حتى حصل على شهادة "التوجيهي" بمعدل 92.8% ما مكّنه من الالتحاق بجامعة بيرزيت في رام الله حتى حصل منها على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية عام 1993م.

في صفوف القسام

انضمّ المهندس عياش إلى صفوف حركة حماس خلال دراسته الجامعية، وأظهر تميزًا ونبوغًا وقدرة على القيادة وحسن التخطيط مكّنته من الارتقاء ضمن صفوف الحركة، وانتقاله إلى مرحلة العمل العسكري في صفوف كتائب القسام أثناء الانتفاضة الأولى عام 1990م.

وتمكّن "المهندس" من التوصل إلى مُخرج لمشكلة شُحّ الإمكانات المتوفرة وندرة المواد المتفجرة، وذلك بتصنيع هذه المواد من المواد الكيماوية الأولية التي تتوفر بكثرة في الصيدليات ومحلات بيع الأدوية ولمستحضرات الطبية.

وكانت العملية الأولى التي اتهمت "إسرائيل" عياش بالوقوف ورائها هي عملية تفجير سيارة مفخخة في حي "رامات" بمدينة تل أبيب المحتلّة، وعلى إثرها دخل الاحتلال بأجهزته الأمنية والعسكرية في مرحلة مطاردة خاصة للمهندس، وطُبع اسمه على رأس قائمة المطلوبين.

المطاردة والتخفّي

ويعتبر يوم الأحد 25 نيسان أبريل 1993م بداية المطاردة الرسمية ليحيى عياش؛ ففي ذلك التاريخ غادر المهندس منزله ملتحقا برفاق الجهاد والمقاومة.

وفي مساء ذات اليوم داهمت قوات كبيرة من الجيش والمخابرات المنزل وقامت بتفتيشه والعبث بالأثاث وتحطيم بعض الممتلكات الشخصية للمهندس، وبعد أن أخذ ضباط الشاباك صورة الشهيد جواد أبو سلمية التي كان المهندس يحتفظ بها توجه أحدهم إلى والده مهددًا "يجب على يحيى أن يسلم نفسه وإلا فإنه سيموت وسوف نهدم المنزل على رؤوسكم".

وقد أطلقت قيادة الاحتلال على القائد عياش عدة ألقاب منها (الثعلب، العبقري، الرجل ذو الألف وجه، الأستاذ، المهندس)، فهم كانوا معجبين إعجابًا شديدًا بعدوهم الأول كما كانوا يصفوه، والمطلوب رقم 1 لديهم، وقدرته الفائقة على التخفي ومحو آثاره.

وعبر الجنرال جدعون عيزرا، نائب رئيس الشباك السابق عن إعجابه بيحيى عياش ففي مقابلة مع صحيفة معاريف، قال الجنرال عيزرا "إن نجاح يحيى عياش بالفرار والبقاء حولته إلى هاجس يسيطر على قادة أجهزة الأمن ويتحداهم. فقد أصبح رجال المخابرات يطاردونه وكأنه تحد شخصي لكل منهم، وقد عقدت اجتماعات لا عدد لها من أجل التخطيط لكيفية تصفيته... لقد كرهته، ولكني قدرت قدرته وكفاءته".

وقد بين القادة العسكريون الصعوبات التي تواجههم في متابعة البحث عن المهندس، ففي مناسبتين متباعدتين زمنياً، يقول الميجر جنرال أمنون شاحك -رئيس هيئة الأركان العامة- والميجر جنرال ايلان بيران الذي كان يشغل قيادة المنطقة الوسطى ومن بينها الضفة الغربية بعدم معرفتهما بمكان إقامة يحيى عياش.

ومن أروقة الكنيست، يصرح الجنرال شاحك أثر لقائه مع لجنة الخارجية والأمن بقوله "الشاب يحيى عياش الملقب بالمهندس، أنا لا أعرف بالضبط أين هو؟!. نحن نبحث عنه منذ مدة طويلة… نحن نواصل البحث عنه حتى نقبض عليه".

وقد حمّل الجنرال بيران الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، في مقابلة صحفية، مسؤولية الفشل معتبرًا أن هذه الأجهزة "أصبحت عاجزة تماماً أمام الأعمال والخطط التي يضعها عياش"، وبناء على ذلك ينصح بيران بقوله "الآن يتوجب على أجهزة الأمن حماية نفسها من هجمات عياش الانتحارية، وعليهم أن يتوقعوا المزيد من العمليات".

اغتيال البطل

في يوم الجمعة 5 كانون الثاني (يناير) 1996 م، وبعد أربع سنوات من وضع اسحق رابين ملف تصفية القائد القسامي يحيى عياش على رأس أولويات حكومته السياسية والأمنية كانت فلسطين على موعد مع رحيل بطلها الهمام وفارسها الأبي، وكانت السماء جاهزةٌ لاستقبال شهيدٍ جديد ينضمَ إلى قافلة الخالدين.

ففي ذلك اليوم، تمكّن جهاز "الشاباك" الإسرائيلي من رصد مكان تواجد المهندس يحيى عياش مُتخفّيًا في أحد المنازل بمشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ووضع مادة متفجرة في "تليفون محمول" لخال صاحب المنزل "كمال"، الذي قدّمه للمهندس للاتصال بوالده بعدما قُطعت خطوط الاتصال الأرضية، وكان ضابط "الشاباك" في طائرة حلّقت قريبًا من مكان تواجد عياش، وحينما تمكّن من تشخيص صوت المهندس عبر أجهزة الرصد أثناء حديثه لوالده "كيف حالك يا أبي، دير بالك على صحتك ولا تظل تتصل على الهاتف "، ضغط الضابط على زر جهاز الإرسال لإرسال ذبذبة معينة لانفجار العبوة الناسفة لاسلكيًا، فوقع الانفجار، وتناثرت أشلاء عياش بعدما قطع الانفجار رقبته ومزّق نصف وجهه الأيمن، وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها.

عمّ الإضراب والحداد أرجاء فلسطين، حزنًا على فراق المهندس يحيى عياش، ووقعت الاشتباكات والمواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال الإسرائيلي في كل مكان، وبثّ مآذن المساجد والإذاعات المحلّية آيات القرآن الكريم وبيانات النعي.

أمّا عسكريًا، فقد ثأر جنود المهندس لقائدهم، إذ نفّذت كتائب الشهيد عزّ الدين القسام سلسلة عمليات تفجيرية أسمتها "سلسلة الثأر المقدّس"، وقد أسفرت عن مقتل 48 إسرائيليًا وجرح 85 آخرين.