ا ف ب - يواصل عدد الناخبين اليهود المتطرفين الارتفاع لاسباب ديموغرافية حيث يأملون في كسب نفوذ وان يكون لهم ثقل في تشكيل الحكومة الاسرائيلية المقبلة التي ستنبثق عن الانتخابات التشريعية المرتقبة في 22 كانون الثاني (يناير).
ويعتزم الحزبان اليهوديان المتطرفان العضوان في الائتلاف الحكومي المنتهية ولايته، شاس (سفارديم، 11 مقعدا) واليهودية الموحدة للتوراة (اشكيناز، 5 مقاعد) تعزيز صفوفهما خلال الانتخابات التشريعية المقبلة.
ويريد التنظيمان بشكل خاص منع الحكومة المقبلة من التصويت على قانون يرغم الشباب اليهود المتطرفين من اداء الخدمة العسكرية، وهو احد اولويات افيغدور ليبرمان الحليف الرئيسي لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والذي شكل معه لائحة انتخابية مشتركة.
وقد هدد الزعيم الروحي لحزب شاس الحاخام عوفاديا يوسف (92 عاما) الذي ادخل الى المستشفى لفترة وجيزة في نهاية الاسبوع، بان ينصح الشبان المؤمنين بمغادرة اسرائيل اذا حال قانون ما دون تمكن طلاب المدارس التلمودية من متابعة دراساتهم.
والنظام الحالي يمنح هؤلاء الطلاب الذين يقدر عددهم بعشرات الالاف، ارجاء لاداء خدمتهم العسكرية طالما انهم يتعهدون بعدم العمل والاكتفاء فقط بالدراسة.
واقترحت عدة احزاب اصلاحا يمكن ان يرغم الحكومة على التصويت على قانون من اجل تجنيد اليهود المتشددين سواء في الجيش او في خدمة مدنية.
الا ان الاحزاب الدينية المتشددة تواجه تحديات اخرى. فرغم تواجده في الحكومة، لم يتمكن حزب شاس المدافع التقليدي عن المحرومين من منع ارتفاع اسعار السلع الاساسية الذي تعاني منه منذ اكثر من اربع سنوات الطبقات الاكثر فقرا.
وبالتالي فان بعض اصوات ناخبي شاس يمكن ان تصب في مصلحة حزب العمل (وسط يسار) الذي ركز برنامجه الانتخابي على النقمة الاجتماعية وموجة الاحتجاج الكبرى التي حصلت في صيف 2011، فيما يمكن ان يصوت اخرون للحزب القومي الديني "البيت اليهودي".
من جانب اخر، وبحسب استطلاعات الرأي، فان القاعدة الناخبة لليهود المتطرفين مستقرة رغم النمو الديموغرافي لهذه المجموعة التي تعد حوالى 900 الف شخص، اي اسرائيلي يهودي من اصل ستة، لكن نصفهم فقط في سن يتيح لهم التصويت.
وقال ميني شوارتز مدير اذاعة "هاكول هاريدي" ان "قسما كبيرا من اليهود المتطرفين لم يعودوا يصوتون للاحزاب التي يفترض انها تمثلهم لاسباب مختلفة".
واضاف ان الالاف يمتنعون لانهم من التيار غير الصهيوني فيما هناك اخرون خاب املهم من الاداء السياسي او حتى يختارون احزابا غير دينية لاسيما الليكود بزعامة نتانياهو.
وخلال الانتخابات التمهيدية الاخيرة لحزب الليكود صوت المئات من اليهود المتشددين ما يثبت تغير الذهنيات في هذه الاوساط التي كانت تعتبر على الدوام تقليدية.
ومن اجل كسب اصوات لم تعد الاحزاب الدينية المتشددة تتردد في القيام بحملة تتوجه للناخبين العلمانيين.
فقد اعلن زعيم حزب اليهودية الموحدة للتوراة ياكوب ليتزمان نائب وزير الصحة انه يقف وراء القانون الاخير الذي قدم مجانا علاج اسنان للاطفال الذين تقل اعمارهم عن 12 عاما.
اما حزب "شاس" الذي يتولى حقيبة الاسكان، فيفاخر في محطات دعائية بانه بنى الاف المساكن.
وفي نهاية المطاف فان مستقبلهم السياسي رهن بنتانياهو الذي سيشكل الحكومة المقبلة بشكل شبه مؤكد ، بحسب استطلاعات الرأي.
وفي حال اعادة انتخابه سيكون نتانياهو امام خيارين: اما تشكيل ائتلاف مع الاحزاب الدينية المتشددة وحزب البيت اليهودي ويضمن لنفسه غالبية من 65 الى 70 نائبا من اصل 120 او يتحالف مع الاحزاب الوسطية التي ستعطي الحكومة صبغة اقل تطرفا لكنها ستطالب باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وقال ميني شوارتز "لا شيء محسوما قبل المفاوضات لتشكيل الحكومة المقبلة".