أرض كنعان - غزة /
بالرغم من مرور عامين كاملين على انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة، إلا أن أهالي الشهداء لا زالوا يطالبون بصرف المخصصات المالية التي لم يتقاضوها منذ استشهاد أبنائهم عام 2014.
ويفترش بشكل يومي العديد من أهالي الشهداء الأرض أمام مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير للمطالبة بصرف رواتبهم، بعد أن أرهقتهم ظروف الحياة القاسية بفعل الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات طويلة.
أم هاني دهليز من سكان الشوكة بمخيم رفح جنوب قطاع غزة وهي أم لشهيد وجريح تقول:" لقد فقدت ابني الشاب في الحرب الأخيرة على غزة، وابنى الآخر ما زال يعاني جروحه التى ألمت به بعد اصابته، وتجرعنا خلال 51 يوما من الحرب جرعات كبيرة من الألم والقهر، وتشردنا من منازلنا"، مشيرة إلى أن أهالي الشهداء ينتظرون استلام مخصصاتهم المالية على أحر من الجمر فهي المعين الوحيد في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع المحاصر.
وتضيف " في كل مرة أذهب فيها إلى غزة لمتابعة موضوع استلام الرواتب، أدفع الكثير من النقود ذهابا وإيابا وهذا يكلفني الكثير من المواصلات إلى جانب الشعور بالتعب والإرهاق بسبب كبر المسافة بين غزة ورفح"، مطالبة بالإسراع في إنهاء معاناتهم من أجل ضمان حياة كريمة تضمن لأبنائها واقعاً معيشياً أفضل .
يفترشون الأرض
من جهتها؛ تحدثت أم علي القايض وهي أم لثلاثة شهداء، أنها تعاني جراء عدم حصولها على المخصصات المالية لأبنائها الشهداء، وأنها تجرعت الحسرة والألم خلال الحرب على فلذات كبدها إلى جانب التشرد من منزلها، في وقت لم يمد فيه أحد يد العون والمساندة لها.
وتوضح القايض ، معاناتها جراء هدم الطائرات الحربية منزلها في الحرب الأخيرة، مشيرةً إلى أنهم حصلوا على وعودات كثيرة من السيدة انتصار الوزير بشأن استلام رواتبهم، وفي كل مرة كانت تمنحهم أعذار ووعودات دون فائدة.
وشددت أن أهالي الشهداء لن يتركوا مكانهم حتى يحصلوا على رواتب شهدائهم، وسوف يواصلون مطالبهم العادلة، وأنهم سيظلون يفترشون الأرض أمام مقر مؤسسة الشهداء والجرحى بغزة.
بدورها؛ أكدت أم طه قاسم والتي أستشهد زوجها في العدوان الأخير على قطاع غزة ولديها سبعة من الأبناء" ذكور وإناث" أنها تعيش ظروفا صعبة لا يعلم بها إلا الله تعالى، خاصة في ظل عدم وجود معيل للأسرة، وأغلب أولادها في المدارس والجامعات ويحتاجون إلى مصاريف واحتياجات كثيرة لا تنتهي أبدا".
وكحال سابقاتها، تعاني والدة الشهيد محمد أبو عجوة من عدم حصولها على المخصصات المالية لابنها الشهيد، موضحة أنها لا زالت تواصل مشاركتها في الاعتصامات مع أهالى الشهداء في ظل الوعودات الكاذبة التي لم يتم تحقيقها.
وكان عدد من أهالي الشهداء قاموا الأسبوع الماضي باقتحام مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى في مدينة غزة لعدة ساعات قبل أن ينسحبوا بعد تلقيهم وعودات بصرف رواتبهم في شهر أيار من العام المقبل.
اقتحام المؤسسة
ويؤكد المتحدث باسم أهالي الشهداء علاء البراوي، أن العديد من العائلات قامت باقتحام مكتب مديرة مؤسسة رعاية أسر الشهداء بسبب كثرة الوعودات التي وعدوا بها أهالي الشهداء خاصة بعد اجتماع الفصائل، وأنه حتى اللحظة لا يوجد قرار رسمي وأكيد ويبشر بخير.
ويقول البراوي :" إن هناك 1943 أسرة لشهداء استشهدوا خلال العدوان على غزة، بالإضافة إلى وجود العديد من أمهات الشهداء لا يزلن متواجدات أمام مكتب انتصار الوزير في ظل البرد القارس والأجواء العاصفة"، مشيراً إلى أن الأهالي ينتظرون قرار من الرئاسة الفلسطينية باعتماد أسمائهم لحصولهم على مستحقاتهم المالية.
واتهم البراوي مديرة المؤسسة انتصار الوزير بما وصفه المماطلة والمراوغة في إنهاء مشكلة أهالي الشهداء، منوها أن اقتحام المكتب كان الخطوة الأولى من قبل الأهالي في محاولة منهم للمطالبة بحقوقهم.
ويضيف:" أي مؤسسة تتبع لمنظمة التحرير يجب عدم تسييها والتزامها بصرف المخصصات المالية"، محملا لمسئولية الكاملة عن تأخر حصول أهالي الشهداء على مستحقاتهم للسيدة انتصار الوزير مدير المؤسسة.
ويأتي اقتحام المؤسسة بحسب البراوي بعد اجتماع لعدة ساعات جمع بين اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء وعدد من فصائل منظمة التحرير بوجود انتصار الوزير حيث أن الاجتماع لم يفض الى أي حلول لمشكلة أهالي الشهداء.
عبد الكريم - فلسطين