Menu
16:13الحكم غيابيا بالإعدام شنقاً لمدان بقتل المواطن موسى أبو نار
16:08غانتس: المساعدات الأوروبية لغزة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مسألة إعادة جنودنا
16:04الاقتصاد بغزة تُقرر منع استيراد السمن النباتي
16:03"التعليم" تستأنف الدراسة في "المناطق الحمراء" بقطاع غزة
16:02"التنمية" بغزة تعلن موعد صرف مخصصات جرحى وشهداء مسيرات العودة
16:01"التنمية" تكشف عن أسباب تأخر صرف شيكات الشؤون في غزة والضفة
12:39هيئة الأسرى تطالب بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسير الأخرس
12:37"أوقاف" بيت لحم تقرر إغلاق مسجد بسبب "كورونا"
12:35وفاة جديدة بفيروس "كورونا" في صفوف جاليتنا بالسعودية
12:33وزير العمل: سيتم صرف مساعدات لـ68 ألف عامل من المتضررين من جائحة كورونا
12:30بأكثر من 20 مليون دولار... المملكة المتحدة تعلن تقديم مساعدات لوكالة "أونروا"
11:08تجديد الاعتقال الإداري للبروفيسور عماد البرغوثي للمرة الثانية
11:06"واللا" العبري : نتنياهو خان ترامب ورفض مساندته علنا في الانتخابات الاميركية
10:13أردان يكشف سببًا رئيسيًا لفشل الأمم المتحدة في حل الصراع الفلسطيني مع الاحتلال
10:10صحة غزة: تسجيل 248 إصابة بفيروس "كورونا" وتعافي 198 حالة

الناطق باسم "أنصار الدين" في شمال مالي: أسقطنا مروحيتين فرنسيتين و"كونا" لاتزل تحت سيطرتنا

بينما تضاربت الأنباء المتداولة بشأن الوضع في "كونا"، البلدة الوحيدة التي شهدت معارك مباشرة بين الجيش المالي المسنود من المقاتلات الفرنسية ومقاتلي الجماعات الإسلامية المسلحة، صرح سندة ولد بوعمامة، الناطق باسم حركة أنصار الدين لصحيفة "الشرق الأوسط" من تومبوكتو، إن "ما تداوله الإعلام الغربي من أخبار هو مجرد هراء وأكاذيب".

وفي غضون ذلك، أعلن الجيش المالي أنه ألحق خسائر كبيرة بالإسلاميين، وأنه سيطر على بلدة كونا، التي يعيش بها خليط من قبائل السونغاي والفلان، وتعتبر محطة مهمة للسيطرة على القاعدة العسكرية في سفاري، التي تحتوي على المطار الوحيد في الجبهة القائمة بين شمال وجنوب البلاد.

وبدورها، تصر الحركات الإسلامية على أن بلدة كونا لا تزال تحت سيطرتها، وقال الناطق باسم حركة أنصار الدين: "نحن نتحدى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن يعرض صورة واحدة من داخل البلدة، نتحداه أن ينشر صورة من داخل مستشفى البلدة الممتلئ بضحايا طائراته من السكان".

وإذا كان الجيش المالي قد خسر عددا من جنوده في بلدة كونا، فإنه حرم الجماعة المسلحة من أحد أبرز قادتها الميدانيين هو محمد كوجاك، الذي أصيب في المعارك بجروح خطيرة توفي على أثرها، بينما قال ولد بوعمامة إن "كوجاك رأى منذ ثلاثة أسابيع رؤيا بشأن استشهاده، وها هي تتحقق".

وينتمي كوجاك لإحدى أكبر قبائل الطوارق، وسبق له أن كان ضابطا سابقا في الجيش المالي قبل أن يقرر الالتحاق بأبناء عمومته من الحالمين بإقامة دولة في إقليم أزواد، ليبدأ رحلة جديدة قلما يفلت منها أي رجل من طوارق مالي.

وظل كوجاك يتنقل بين أكثر من جبهة، فقد قاتل إلى جانب الجيش المالي في مراحله العسكرية الأولى، قبل أن يقاتل ضده في تمرد سابق كان فيه الذراع اليمنى لزعيم الحركة الوطنية الأزوادية، إبراهيم أغ بهانغا، ثم حمل لواء الحركة الوطنية لتحرير أزواد، ذات التوجه العلماني، وهي الحركة التي أشعلت فتيل التمرد الحالي.

وخلال الأشهر الماضية، تمكن إياد أغ غالي، زعيم حركة "أنصار الدين" السلفية الجهادية، من استقطابه ليلبس لبوس الحركة الإسلامية، ويحمل راية كتيبة من المقاتلين الإسلاميين، الذين بدأوا الهجوم على بلدة كونا، حيث نجح في اقتحام الثكنة العسكرية الموجودة في البلدة، ليصاب بعد ذلك برصاصات جعلته أول قتيل في أول معركة له مع "أنصار الدين".

وساهم كوجاك، قبل وفاته، بشكل كبير في هزيمة الجيش المالي الذي انسحب بسرعة إلى "سفاري"، لتبدأ مرحلة جديدة من المعارك تقودها المقاتلات الفرنسية، منذ إعلان الرئيس الفرنسي انطلاق عملية "القط المتوحش"، مساء يوم الجمعة الماضي.

وإذا كانت المقاتلات الفرنسية دخلت المعارك بقوة وثقة كبيرتين، فإن ولد بوعمامة أصر على القول إن حركته تعرف طريقة التعامل مع هذه الطائرات، مشيرا إلى أن "المقاتلين لا يتجمعون في نقاط واحدة حتى لا يكبر عدد ضحايا أي قصف فرنسي محتمل".

وزاد قائلا: "حتى سياراتنا تتباعد فيما بينها كي لا ينالها القصف مجتمعة"، مشيرا إلى استخدام مضادات للطائرات من بينها صواريخ (سام 7) ، التي يقال إن الحركات الإسلامية في شمال مالي حصلت عليها من ليبيا.

وأكد ولد بوعمامة أن مضاداتهم تمكنت من إسقاط مروحيتين فرنسيتين، وهو الخبر الذي تناولته أوساط صحافية فرنسية، دون أن تعلق عليه أي جهة رسمية حتى الآن.

وحسب شهود عيان في المنطقة، كانت المروحيات الفرنسية تحلق في مستويات منخفضة، مطلقة الرصاص على المقاتلين الإسلاميين، وهو ما دفعت ثمنه غاليا عندما قتل ضابط فرنسي برصاص هؤلاء المقاتلين، ليكون أول خسارة فرنسية على الأرض المالية.

وبدأت هذه المقاتلات في توسيع نطاق ضرباتها التي تستهدف الجماعات الإسلامية المسلحة، وهي ضربات استهدفت في مرحلتها الأولى البنية التحتية لهذه الجماعات، ومخازن الأسلحة والوقود، في مدن: "ليره" و"دوينتزا"، وأخيرا في "غاوه"، عاصمة الشمال المالي.

وباستهدافهم مخازن السلاح، أعلن الفرنسيون عن وعيهم التام بأن هذه الحرب لن تكون حرب ساعات أو أيام ولا حتى أسابيع، كما يجمع على ذلك أغلب المراقبين، هذا إضافة إلى استقدامهم لوحدات من المشاة في الجيش الفرنسي من المنتظر أن تلتحق بالجيش المالي في الجبهة الملتهبة.

وكانت الخطة الفرنسية بدأت بضرب مدينة "ليره" الحدودية، التي تبعد 70 كيلومترا عن مدينة فصاله الموريتانية، حيث استهدفت المقاتلات قاعدة عسكرية كانت تابعة لقوات حرس الحدود المالية وخزانا للأسلحة، وهي المنشآت التي قالت حركة أنصار الدين إنها أخلتها منذ مدة لأنها توجد في منطقة مكشوفة.

وفي هذا السياق، قال ولد بوعمامة لـ"الشرق الأوسط": "لقد كنا ندرك ومن دون أدنى شك أن الفرنسيين سيقومون بقصف هذه المواقع، فأخلينا جميع المعسكرات المعروفة والقريبة من المدنيين، وهو قرار اتخذناه منذ أن عزمت المجموعة الدولية على محاربتنا"، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن 2085 الصادر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وأعاد القصف الفرنسي الحياة إلى الطريق الرابط بين شمال مالي وموريتانيا، ولكنها حياة في اتجاه واحد، حيث بدأت جموع من القلة القليلة التي كانت ترفض مغادرة مساكنها، في التوجه نحو مخيمات اللاجئين في باسكنو وفصاله، شرق موريتانيا.

وتحدث بعض السكان المحليين، ممن نزحوا إلى الأراضي الموريتانية بعد القصف، عن وقوع انفجارات هائلة في مدينة ليره، مؤكدين أن القصف استهدف مخزنا للأسلحة تسببت شظايا انفجاره في مقتل سيدة واثنين من أطفالها.

وأعاد ما حدث في "ليره" إلى الواجهة الملف الإنساني في منطقة شمال مالي، الذي تطحنه الحرب منذ قرابة العام، حيث حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من وقوع "كارثة إنسانية" في مالي، بعد المعارك الأخيرة، مشيرة إلى أنها "تهدد بزيادة صعوبة الظروف المعيشية للسكان جراء النزوح من أماكن إقامتهم". بينما أكدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" أنه منذ اندلاع المعارك الأسبوع الماضي تم قتل 10 مدنيين من بينهم 3 أطفال.