قصّة مؤلمة وموجعة من سوريا … أخوي خلص إطلع ما عاد بدي إلعب غميضة…إطلع أمانة ..!!! منقول
طفلة لم تتجاوز السادسة من العمر مرمية على أحد القبور الحديثة تحفر بكلتا يديها القبر وهي تقول باكية
“خلص اطلع ما عاد بدي ألعب غميضة … طلاع أمانة”
أحزنني هذا المشهد كثيرا فاقتربت منها فإذا بوالدها يجلس على حافة قبر آخر والدمع ينهمر بصمت من عينيه وهو ينظر إليها دون أن يمنعها
… حاولت حمل الطفلة وإبعادها عن هذا العمل لكنها أبت إلا أن تتابع ما تقوم به وهي تبكي
سألت والدها عن السبب فأخبرني والدمع يملأ عينيه والحرقة تعتصر قلبه
قال لي : “في ذلك اليوم أراد ابني أن يخرج من البيت لكن أخته هذه منعته من ذلك وهي متعلقة به كثيرا وكلما هم بالخروج قامت بالبكاء الشديد لتمنعه
فما كان منه إلا أن لجأ إلى الخدعة معها فقال لها : يلا ما عاد بدي روح خلينا نلعب غميضى
فقبلت :: ولعبا سوية فهي تغمض وهو يختبئ و بعد عدة مرات أغمضت عينيها واستغل الفرصة وخرج من المنزل
فتحت عينيها وبدأت بالبحث عن أخيها دون جدوى
وما هي إلا لحظات حتى رن جرس هاتفي ظاهرا عليه اسم ابني فتحت الخط فإذا بي أسمع أصوات ضجيج وصوت رجل غريب أخبرني بأن ابني قد استشهد برصاص قناص غادر وضيع
شيعناه في اليوم التالي فشاهدته ابنتي وهو محمول على الأكتاف فنادته فلم يستجب
فقالت لي : بابا وين آخدينو لأخي
فقلت لها في حيرة : رح ياخدوه حتى يتخبى منشان تكملو لعبة الغميضة
فقالت : بس أنا ما عاد بدي إلعب
فقلت لها : بس هالمرة
وأثناء دفنه أغمضت ابنتي عينيها في حجري وقالت لي هامسة : يللا خلي يتخبى
لقد وضعناه في الحفرة ولفه تراب الوطن شهيدا بإذن الله وعدنا إلى البيت
ومن يومها تطلب منا كل يوم أن نأتي إلى المقبرة لأنها تعرف أن أخيها قد اختبأ هنا و تقول : يا متخبي احفير وطلاع
ثم شهق شهقة أحرقت قلبي و قال لي : والله ما عاد يطلع
ثم أجهش بالبكاء حتى احمرت عيناه وابتلت لحيته”
فتركتهما وخرجت من المقبرة وأنا أردد في نفسي والدمع في عيني :لاحول ولاقوة الا بالله ..حسبنا الله ونعم الوكيل