أرض كنعان - الأراضي المحتلة /
نقلت وسائل إعلام عبريّة، عن قائد الجبهة الداخلية في إسرائيل، قوله إنّ الحرب المقبلة يمكن أنْ تبدأ بمفاجأة، لذلك يتوجب على جيش الاحتلال الاستعداد أكثر لأيّ مواجهة قادمة، فربما تبدأ المعركة بسقوط المئات من الصواريخ في قلب إسرائيل، وسقوط تلك الصواريخ سيستمر حتى انتهاء الحرب، على حدّ تعبيره.
وزاد قائلاً إنّه في المعركة الأخيرة حصلنا على ما يشبه العدالة الاجتماعية، لافتاً إلى أنّ كافة المدن الإسرائيلية مهددة بالتعرّض القصف الصاروخيّ، وأنّ جميع الإسرائيليين سيتضررون جرّاء ذلك.
وأشار إلى أنّ الكثير من الإسرائيليين سوف يكونوا متضررين خلال المواجهة القادمة، مضيفًا أنّه يتحتّم على صنّاع القرار في تل أبيب الاستثمار أكثر في التعليم ومنظومات الإنذار وأكثر تحصينًا للجمهور الإسرائيلي، كما يتوجب عليهم إعطاء الدروس للإسرائيليين في كيفية التصرف خلال أوقات الطوارئ وكذلك تطوير صفارات الإنذار، بهذا تستطيع الدولة العبريّة الحفاظ أكثر على قدرات الجبهة الداخلية، بحسب أقواله.
على صلة بما سلف، كشف التقرير السنوي الصادر عن مكتب وزارة الجبهة الداخلية الإسرائيلية لعام 2015، عن عدم جاهزية الدولة العبرية أمام تهديدات غير تقليدية، وأوضح التقرير الذي نشره الموقع الإخباري العبري “القناة السابعة” على الشبكة، أنّ جاهزية المكاتب الحكومية والسلطات لمواجهة تهديدات غير تقليدية متدنية جدًا أوْ متوسطة.
ولفت التقرير إلى أنّ هذا الضعف في مستوى الاستعداد، يأتي في ظل أنّ احتمالية استعمال جهات معادية لإسرائيل أسلحة كيميائية غير تقليدية بات اليوم عاليًا جدًا.
وبحسب التقرير فإن تدّني مستوى الجاهزية يتركز في الأساس في نقص الكمامات الواقية، حيث أن 60 بالمائة من الإسرائيليين فقط من يمتلكون كمامات واقية. وأفاد التقرير أنّ مخزون الاحتياط للكمامات الواقية فارغ تمامًا، بسبب عدم تخصيص ميزانية كافية، إلى جانب نقص إضافي في الكمامات الواقية التجارية التي تباع في المحال، ويتركز النقص في أوساط المتدينين المتزمتين جدا (حريديم).
علاوة على ذلك، جدير بالذكر أنّ التقرير الذي أصدره مراقب الدولة العبرية، يوسف شابيرا، ذكر أنّ أكثر من 700 ألف مواطن إسرائيلي لا تتوفر لديهم ملاجئ خاصة، كما لا توجد في إسرائيل ملاجئ لحماية المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، فيما تعاني الملاجئ الإسرائيلية العامة الـ9600، والـ20000 الخاصة، من إهمال متواصل منذ حرب لبنان الثانية، فيما أعلنت بلدية تل أبيب أنّها بصدد تحويل عدد من مواقف السيارات تحت الأرض إلى ملاجئ عامة في حال الطوارئ.
وفي ما يتعلق بالأقنعة الواقية، فبالرغم من التوقعات الإسرائيلية بان أي هجمات صاروخية لن تشمل أسلحة غير تقليدية: بيولوجية أو كيميائيّة، إلا أنّ تزويد المواطنين بتلك الأقنعة يمنحهم شعورًا بالأمان، غير أن 4.2 مليون قناع التي تم توزيعها حتى الآن على 53 بالمائة من سكان إسرائيل، تؤشر على النقص الحاد في الأقنعة المتوفرة، والتي تكفي لـ60 بالمائة فقط من سكان إسرائيل.
وتشير التقارير الإسرائيلية إلى نقص في عدد أفراد الشرطة في حالة الطوارئ، والذين يتوجب عليهم العمل مع الجيش والحفاظ على محاور السير متاحة أمام حركة مرور قوات الجيش أثناء تنقلها، والتصدي لمظاهرات واحتجاجات من قبل العرب والمواطنين الإسرائيليين ضد الحرب، فيما تبدو أجهزة الإطفاء غير قادرة على الاستجابة لحرائق قد تندلع في وقت واحد وفي أماكن عدة.
ولفتت تقارير متفرقة خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى أنّ معظم مباني المستشفيات الإسرائيلية غير محصنة ضد الصواريخ، وأنّ العمل على تحصينها لن ينتهي قبل حلول عام 2017، حيث أوصت تلك التقارير ببناء مواقف سيارات أسفل المستشفيات بحيث يمكن تحويلها لاحقًا إلى مستشفيات طوارئ.
وبالرغم من العديد من التدريبات التي أجريت خلال الأشهر الماضية على تعزيز حماية الجبهة الداخلية، فإنّ الوضع لا زال مقلقًا، بحسب المصادر العسكرية الإسرائيلية عينها، والتي تعتقد أن عدم جاهزية الجبهة الداخلية سيشكل عاملاً أساسيًا في إجبار صناع القرار الإسرائيليين على رصد الأموال والميزانيات لحلّ هذه المُشكلة التي تقُضّ مضاجع المؤسسة العسكريّة في تل أبيب.