أرض كنعان - القدس المحتلة /
أصيب أربعة مصلين اليوم الأحد إثر اعتداء قوات الاحتلال الخاصة بالضرب المبرح على المصلين في ساحات المسجد الأقصى المبارك، في أعقاب محاولة مستوطنين أداء طقوس وصلوات تلمودية بين أسوار المسجد.
وتسود ساحات الأقصى منذ الصباح الباكر حالة من التوتر الشديد، بسبب اقتحامات المستوطنين المستمرة لباحاته، ومحاولة العديد منهم أداء طقوس تلمودية داخل أسواره وعند بواباته، في انتهاك واضح لحرمة المسجد.
وكانت شرطة الاحتلال فتحت الساعة السابعة والنصف صباحًا باب المغاربة، ونشرت وحداتها الخاصة وقوات التدخل السريع في ساحات الأقصى، تمهيدًا لتوفير الحماية الكاملة للمستوطنين الذين تجمعوا عند الباب من الخارج استعدادًا لاقتحام المسجد، احتفاءً بما يسمى ذكرى "التاسع من آب-خراب الهيكل".
وقال الإعلامي المختص في شؤون القدس والأقصى محمود أبو عطا لوكالة "صفا" إن عناصر من القوات الخاصة اعتدت بالضرب بالهراوات على المصلين أمام المصلى القبلي المسقوف بالمسجد الأقصى، مما أدى لإصابة أربعة منهم، أحدهم أصيب بحالة إغماء بسبب الاعتداء الوحشي.
وأوضح أن المصابين نقلوا بسيارة الإسعاف إلى المستشفى بالقدس لتلقي العلاج اللازم، لافتًا إلى أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على رئيس نادي الأسير ناصر قوس، كما اعتقلت ثلاثة شبان على إثر اشتباكات وقعت بين القوات والمصلين بالمسجد.
وذكر أن 306 مستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى في الفترة الصباحية على مجموعات، ونظموا جولات في باحاته بحماية شرطية مشددة، إلا أن المصلين تصدوا لهم بهتافات التكبير.
وأضاف أن مستوطنين حاولوا أداء طقوس تلمودية في منطقة باب المغاربة وعند باب الرحمة شرق الأقصى وباب المرواني، إلا أن الحراس والمصلين تصدوا لهم، كما أدى مستوطنون رقصات وصلوات تلمودية خارج باب الأسباط، بالإضافة إلى شعيرة تمزيق الملابس عند "سبيل قايتباي" قرب باب السلسلة.
وأشار إلى أن شرطة الاحتلال أخرجت شابين فلسطينيين من ساحات الأقصى، بحجة التضييق على مسار المستوطنين، لافتًا إلى أن اشتباكات بالأيدي وقعت بين المصلين والمستوطنين عند باب حطة.
ولفت إلى أن شرطة الاحتلال شددت من إجراءاتها الأمنية على البوابات، واحتجزت جميع الهويات الشخصية لكافة الوافدين للأقصى، كما شددت الخناق على حركة حراس الأقصى.
وأفاد أبو عطا بأن شرطة الاحتلال كثفت من تواجدها وانتشارها الأمني حول الأقصى وعند بواباته وفي أزقة البلدة القديمة، ونصبت الحواجز الحديدية عند مداخل البلدة، وخاصة عند بابي العامود والأسباط، مما أعاق حركة السير وتنقل المواطنين إلى البلدة.
وفي السياق، أغلقت شرطة الاحتلال صباح اليوم عددًا من أبواب الأقصى، وهي (القطانين، المطهرة، الحديد، والملك فيصل)، ومنعت الفلسطينيين من الدخول إليها.
من جهةٍ اخرى، اعتقلت شرطة الاحتلال مسنًا من بلدة سخنين بالداخل الفلسطيني المحتل، لدى خروجه من المسجد.
وحسب "كيوبرس"، فإن شرطة الاحتلال اعتقلت المسن طه شواهنة (70 عاماً) أثناء خروجه من باب الأسباط بالمسجد الأقصى.
وفي السياق، منعت سلطات الاحتلال رئيس حزب الوفاء والإصلاح في الداخل المحتل الشيخ حسام أبو ليل من دخول المسجد الأقصى.
كما اقتحم مستوطنون اليوم مقبرة باب الرحمة الإسلامية شرق الأقصى، وحاولوا أداء طقوس تلمودية، إلا أن قوات الاحتلال أبعدتهم عن المنطقة بسبب تواجد أعداد من المصلين الممنوعين من دخول المسجد بالقرب من المقبرة.
وكانت "منظمات الهيكل" حثت عبر فعاليات متنوعة وإعلانات متكررة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية الأخرى نشطاء الجماعات والمنظمات اليهودية الناشطة في قضية "الهيكل"، وعموم المجتمع الإسرائيلي للمشاركة الفعالة في اقتحامات المسجد الأقصى صباح اليوم للاحتفاء بما يطلقون عليه ذكرى "خراب الهيكل".
وأعلنت قوات الاحتلال تكثيف تواجدها وإجراءاتها العسكرية والأمنية في عموم مدينة القدس، وفي البلدة القديمة ومحيط الأقصى خلال يومي السبت والأحد، الأقصى، وتم اغلاق العديد من الطرقات والشوارع لتأمين مسيرات المستوطنين.
وأغلقت تلك القوات مساء السبت منطقة باب العامود وشارع السلطان سليمان المجاور، لتأمين تدفق المستوطنين إلى البلدة القديمة، واختراق شوارعها وأسواقها، وحاراتها، باتجاه باحة حائط البراق، للمشاركة بالاحتفال بذكرى "خراب الهيكل".
بدورها، حذرت شخصيات وقيادات دينية ووطنية اعتبارية في القدس من الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى، داعية الى تكثيف شد الرحال إليه للدفاع عن حرمته وقدسيته.
يذكر أن عشرات المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين شاركوا مساء السبت في مسيرة ليلية استفزازية حول أسوار القدس القديمة وقرب المسجد الأقصى المبارك، احتفاءً بما يسمى ذكرى "خراب الهيكل".
وانطلقت فعاليات المسيرة من أرض مقبرة مأمن الله بالقدس المحتلة بقراءة فقرات من "التاناخ"، مرورًا بمنطقة باب العامود، وثم باب الساهرة، وتم تنظيم وقفة واعتصام عند باب الأسباط.
ورفع المشاركون بالمسيرة الأعلام الإسرائيلية، ورددوا شعارات عنصرية طالبت بالعمل السريع على بناء "الهيكل" المزعوم فوق أنقاض المسجد الأقصى.
وتخلل الوقفة عند باب الأسباط كلمات خطابية لعدد من القيادات السياسية والدينية الإسرائيلية، من أبرزهم وزير شؤون القدس "زئيف إلكين" وعضو الكنيست الليكودي "يهودا غليك"، ونائب وزير الجيش "ايلي بن دهان"، حيث طالب بتسريع إقامة "الهيكل".
ويأتي ذلك بعد فعاليات متنوعة على مدار الأسبوعين الأخيرين التي دعت فيهما جماعات المتطرفين إلى تسريع بناء "الهيكل" المزعوم على حساب المسجد الأقصى وتكثيف اقتحاماته، والتي زادت حدتها في الأيام الأخيرة، ورافقها توتر وغضب شديد داخل المسجد ومحيطه.