Menu
21:11"الخارجية": تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" في صفوف جالياتنا
21:08"الصحة" بغزة تصدر بيانًا بشأن ازدياد أعداد الإصابات بكورونا
21:06حماس تعقب على إعلان وزير الخارجية الأمريكي بخصوص الأمريكيين المولودين في القدس
21:05واشنطن تصدر أمرا يخص الأمريكيين المولودين في القدس
20:00جيش الاحتلال ينهي مناورات واسعة تحاكي حربًا متعددة الجبهات
19:57"الأوقاف" بغزة تقرر إغلاق 4 مساجد بمحافظتي الوسطى والشمال
19:55إدخال المنحة القطرية لقطاع غزة عبر حاجز "ايرز"
19:54السعودية تسمح بقدوم المعتمرين من الخارج بدءا من الأحد
19:50قيادي بـ"الديمقراطية" يتساءل: ماذا بعد جولات الحوار الأخيرة؟.. وإلى أين؟
19:49نتنياهو يعلق على قرار بيع الولايات المتحدة 50 مقاتلة "إف 35" للإمارات
19:48اسرائيل تبعث رسالة للرئيس عباس عبر ايطاليا.. إليك تفاصيلها
19:46رئيس الوزراء: سنرفع نسبة صرف الرواتب خلال الاشهر المقبلة.. وهذا ما طلبناه من البنوك بشأن الخصومات
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر

اكتشف الأسرار الخطيرة وراء لعبة "بوكيمون جو"

أرض كنعان - متابعات / "السفر عبر الأرض والبحث في كل مكان عن البوكيمون –باليابانية "وحوش الجيب"- ولو أدى ذلك لإثارة الفوضى". هو ما كانت تحويه كلمات أغاني مسلسل الرسوم المتحركة "بوكيمون" في عام 1995.

هذه الفوضى والتنقل في الشوارع والطرقات خرجت من عالم الرسوم المتحركة إلى الواقع في يوليو 2016م، إذ تسببت لعبة "بوكيمون غو" بقتل مراهق بريطاني إثر اقتحامه لمنزل أثناء بحثه عن أحد وحوش بوكيمون، حيث ظن صاحب المنزل أنه لص فقتله.

ما هي لعبة "بوكيمون غو"؟ وهل لها آثار نفسية على اللاعب؟ ولماذا كل هذه الضجة المحيطة بها؟ "فلسطين أون لاين" –الموقع الالكتروني لصحيفة "فلسطين"- أجاب عن هذه الأسئلة وغيرها عبر جولة في عدة مدن وعواصم عربية، ووضعت الإجابة بين يديك عزيزي القارئ..

يعرّف -مؤسس موقع آي-فون إسلام وزامن- طارق منصور لعبة البوكيمون بقوله: هي لعبة من تطوير شركة Niantic بالتعاون مع شركة نينتندو وشركات أخرى صاحبة علامة بوكيمون.

وبين منصور  أن اللعبة هدفها صيد البوكيمون ثم تدريبها والمحاربة بها مع لاعبين آخرين، وما يميزها أنها تستخدم الخرائط الحقيقية ليبحث اللاعب في العالم حوله عن البوكيمون وصيدها، وتستخدم الكاميرا وخدمة تحديد المواقع (GPS) لتحديد المكان والقرب من البوكيمون واللاعبين الآخرين.

متعة في دول أخرى


بدوره، يقول أحمد حسن (30 عامًا) –يعمل مدرسًا في غزة-، إن الفضول دفعه لتحميل اللعبة على جهازه الخلوي لمعرفة ماهيتها، مشيرًا إلى أن اللعبة ممتعة في بلاد أخرى بخلاف غزة لعدم توفر خدمة الانترنت اللاسلكي في شوارعها.

وبسؤاله "هل ترى أن اللعبة تجعل منك جاسوسًا للاحتلال الإسرائيلي؟"، يجيب: "لا أعتقد، اللعبة لم تصمم فقط من أجل المنطقة العربية، وإنما وصلتها من خلال هكر عربي"، متابعًا: "وإن كنت لا أمانع أن يكون لاعبها حريصاً وحذراً في غزة، وعدم استبعاد أن يقوم الاحتلال بتطويعها لجمع المعلومات".

وينصح حسن من يلعبها في غزة ألا يقترب من الأماكن التي يعتقد أنها عسكرية أو تتبع المقاومة مهما كان نوع البوكيمون الموجود داخلها نادراً، مضيفًا: "أمور أخرى في حياتي الإنفاق مهم فيها أكثر من تفعيل البطاقة الائتمانية للعب أدوار إضافية في اللعبة".

فضول


وبالنسبة لحنين أشرف (26 عامًا) –محاسبة فلسطينية في السعودية- تقول إن الفضول وحب كرتون البوكيمون دفعها لتنزيل اللعبة، وإن كانت لا ترى أنها تستحق كل الضجة التي أثيرت حولها.

وتعلق أشرف: "مشكلة اللعبة أني فتاة ولا يمكن في دولة مثل السعودية –وإن كان النت اللاسلكي متوفرًا فيها- أن أمشي في الشوارع والطرقات لأبحث عن وحوش البوكيمون"، موضحة أنها لا تملك ترف قيادة السيارة للبحث لأن المملكة تمنعها على النساء!

أما رسمي اللحام (28 عامًا) –مهندس مدني في الإمارات- فهو مستعد لتفعيل بطاقته الائتمانية للبحث عن البوكيمون إن استدعى الأمر فقط من أجل إرضاء الذات، ويرى أن اللعبة استحقت كل الضجة التي أثيرت حولها، ويستذكر معها ذكريات طفولته أثناء متابعته للمسلسل الأصلي.

واقع معزز

وبالعودة إلى الحديث عن تقنيات اللعبة، يقول منصور: اللعبة تعتمد على تقنية الواقع المعزز -تكنولوجيا قائمة على إسقاط الأجسام الافتراضية والمعلومات في بيئة المستخدم الحقيقية، بخلاف الواقع الافتراضي القائم على إسقاط الأجسام الحقيقية في بيئة افتراضية-، مشيرًا إلى أن الضجة التي أثارتها اللعبة تعود لدمج تقنية الواقع المعزز مع لعبة تحتوي شخصيات مشهورة -وهي تركيبة تستدعي الاهتمام-.

وينوه إلى أنه تم بناء العديد من التقنيات داخل اللعبة لضمان إدمان اللاعبين عليها، وهي نوعًا ما تمزج بين السهولة في بداية اللعبة ثم الصعوبة، وإلقاء طعم لجذب اللاعب حينما يملّ، وتصعيبه عليه إن بدا متحمسًا، ووضع التحديات له ومقارنة إنجازه بالآخرين.

وأما فيما يتعلق بتجسس لعبة البوكيمون ونقلها لصور الأماكن التي يرتادها اللاعبون، فيعلق: "قام عدد من الخبراء الأمنيين بتفقد اللعبة ووجدوا أنها لا تشارك الصور والمواقع ما يعني أنها آمنة"، مضيفًا: "كان بها عدة أخطاء تضر بأمن المستخدم مثل تسجيل الدخول بحساب جوجل بكامل صلاحياته، وقد تم إصلاح الخطأ على الفور في آخر تحديث للعبة".

فشركة مثل نينتندو –وفق قول منصور- لن تغامر أبداً برفع قضايا عليها بملايين الدولارات إذا تم إثبات أنها تقوم باستخدام بيانات المستخدمين أو الصور، وفعليًا حتى الآن لا دليل على ذلك وكل ما يشاع هو كلام عار عن الصحة.

أخيرًا يوضح أن "بوكيمون جو" عادت بالربح على عدة شركات، أولها الشركة المصنعة للعبة، وأصحاب الفكرة وعلامة "بوكيمون"، وأصحاب متاجر البرامج مثل آبل وجوجل، واللعبة حققت رقمًا قياسيًا في أكثر البرامج تنزيلاً في أول أسبوع لها، ومن نتائج الانتشار الهائل للعبة ارتفاع قيمة أسهم شركة نينتندو وتفوقها في القيمة السوقية على شركة سوني لأول مرة.

ويرجع منصور سبب هذه المكاسب ليس فقط لشراء المواد التي تساعد على اصطياد البوكيمون من داخل التطبيق وإنما أيضاً التعاون مع المؤسسات الكبرى التي أرادت استغلال شهرة اللعبة لتجذب الزبائن إليها.

إدمان


مدير مركز كلمة للعلوم السلوكية المعرفية في الأردن د. يوسف مسلم يشير إلى أنه حتى اللحظة –لحداثتها- لا توجد دراسات ميدانية للعبة البوكيمون تحديدًا، ولكنها كأي لعبة الكترونية يمكن أن يدمنها اللاعب، موضحًا أن الألعاب الالكترونية قائمة على نظام التعزيز –بمعنى جعل الشخص مستغرقًا في لعبها ومعتمدًا عليها بشكل كبير-.

ويقول د.مسلم – مستوى التعزيز في لعبة "البوكيمون جو" عالٍ جدًا كونها ممزوجة بالواقع، ما يدفع اللاعب للاعتياد عليها وصعوبة تركها لاحقًا، وهو نوع من الإدمان السلوكي، قد يتحول إلى إدمان نفسي.

لعبة بوكيمون جو


وينبه إلى أن التعزيز العالي للعبة دفع الأشخاص للتعلق بها وإهمال أنشطة كثيرة أخرى في حياتهم، فمن الممكن أن يخرج الموظف من مقر عمله ليبحث عن بوكيمون ويعود، مضيفًا: "هذا ما يقوم به الراشدون، فماذا عن المراهقين والأطفال؟".

ومن ناحية نفسية –وفق قول د. مسلم- فإن التأثير العصبي للعبة هو رفع مستوى التوتر والقلق الذي يؤثر سلبًا على اللاعبين لاعتماد ألعاب التعزيز عليها إضافة لعنصر التشويق ورفع نسبة هرمون الأدرينالين مع الترقب العالي لأحداث اللعبة.

ويلفت إلى أن مخاطر عديدة تحيق بمن يلعبها، كالبحث عن بوكيمون في مكان مرتفع أو منخفض أو أي مكان خطر على روح اللاعب والأشخاص المحيطين به، أو التعدي على ملكية الآخرين واختراق الخصوصيات من أجل لعبة، وهو ما حدا بالسلطات السعودية –مثلا- لمنع الاقتراب من المناطق الأمنية الحساسة في الدولة، وحتى التعدي على قيمة المقدسات الإسلامية كالبحث عن بوكيمون في المسجد مثلا!.

ويشدد على خطورة أثر الخيال، مثل أثر الأفلام التلفزيونية على مشاعر من يتابعها واندماجه معها فتثير مشاعره وانفعالاته، ومثل اللعبة التي يمثل لاعبها أنه حرامي يسرق ويضرب الناس لنيل أعلى العلامات للتأهل للمراحل اللاحقة، مما يؤثر على اللاعب واندماجه –بعد مدة لعب طويلة- إلى درجة تقمص الشخصية في أرض الواقع على غرار المثل الأمريكي: "تصنّع الأمر حتى تستطيع فعله".

ومن الممكن –كما يقول د.مسلم- أن تصيب اللعبة لاعبها بالإحباط نتيجة الخسارة؛ لأن الألعاب الخيالية العادية إن خسر فيها اللاعب يمكنه إعادة اللعب، بخلاف الحياة الواقعية –ما تعتمده اللعبة- التي ليس فيها إعادة تشغيل ولعب من جديد، مشيرًا إلى أن اللعبة تدفع الشخص إلى العزلة لساعات طويلة إما بمفرده أو مع أشخاص فقط يلعبون معه وهي علاقات ضحلة تحصر تفكير اللاعب في الفوز واكتساب النقاط والتأثير سلبًا على مجرى حياته الحقيقي بعيدًا عن اللعبة.

"بوكيمون ساعدني"

إذًا كيف يمكن علاج الإدمان والتخلص من براثن اللعبة؟ تجيب عن السؤال المعالجة النفسية من الأردن د.نسيبة الكايد بقولها: الإدمان هنا يدخل في نطاق السلوك الإدماني، معرفة السلوك الإدماني: هو سلوك الشخص وتعوده على شيء ما -نتيجة اللذة الناتجة عنها- مما يؤدي إلى الانشغال به لدرجة الاستعباد وعدم القدرة على التحكم بالنفس، ما يعني عدم الاستطاعة والعجز عن ترك السلوك المدمن على الرغم من المعرفة بأضراره.

وتشير –د.الكايد أن أكثر أنواع العلاجات التي ثبت فعاليتها -وهو الأكثر انتشارًا وتطبيقا- هو العلاج السلوكي المعرفي "CBT"، وهو علاج يستند على مساعدة المريض في إدراك وتفسير طريقة تفكيره السلبية؛ بهدف تغيرها إلى أفكار أو قناعات إيجابية أكثر واقعية.

ويستند العلاج –وفق د.الكايد- إلى خطوات محددة تبدأ بالجلسة الإرشادية، وتحديد الخط القاعدي، والخطوة الأولى بتحديد الأفكار اللاعقلانية، ويتبعها ربطها بالسلوك، ومن بعدها تفنيد ودحض هذه الأفكار، وآخر الخطوات استبدالها بأخرى عقلانية.

وتلفت إلى أن هذا النوع من العلاج النفسي يفيد الراشدين والمراهقين، أما بالنسبة للأطفال فأفضل نوع علاج لهم هو العلاج السلوكي وله أسسه وقواعده، مشددة على أن الأهم من ذلك كله نشر الوعي بالطريقة الصحيحة المستندة للأدلة والبراهين العلمية والعملية.