أرض كنعان - وكالات/حذّر معلقون إسرائيليون بارزون من أن مخطط وزير الجيش الإسرائيلي الجديد أفيغدور ليبرمان لتنصيبالقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان رئيسًا للسلطة الفلسطينية "لن يكتب له النجاح".
وقال معلّق الشؤون الفلسطينية السابق في القناة الإسرائيلية العاشرة شلومو إلدار إن "وقوف ليبرمانالذي يُنظر إليه من قبل الشارع الفلسطيني على أنه شخصية متطرفة ومعادية بشكل خاصللفلسطينيين سيُضعف دحلان، ويدمغه بالعار"، وفق قوله.
وأوضح إلدار في مقال نشره اليوم الأربعاء موقع "يسرائيل بلاس" أن تمرير تنصيب دحلان لن يُكتب لهالنجاح بفعل اعتراض قيادات فتحاوية كبيرة تبدي عداءً شديدا له، ولا يمكن أن تسمح بنجاح خطة ليبرمان.
وأشار إلدار-بحسب ما ترجم موقع عربي 21- إلى أن الحماس لتتويج دحلان لم يعد يقتصر على ليبرمان،والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ودول خليجية والأردن "بل إن الإدارة الأمريكية تبدي اهتمامابالاستثمار في خيار دحلان".
ولفت إلى أن ليبرمان ينتهج استراتيجية واضحة من أجل تمكين دحلان من تولي زمام الأمور في مناطقالسلطة، من خلال "نزع الشرعية" عن قيادة السلطة الفلسطينية، ووصفها بأنها "عائق أمني وسياسي"،ومن خلال التأكيد أنه لا مناص من شن حرب تفضي إلى إسقاط حكم حركة حماس في غزة.
ونقل إلدار عن مصادر إسرائيلية وفلسطينية تأكيدها أن دحلان يقيم "مشاريع خيرية" في قطاع غزة فيمسعى منه لتعزيز مكانته في أوساط سكان القطاع.
ونوه إلى أنه (أي دحلان) يستغل علاقاته الخاصة بعبد الفتاح السيسي من أجل تقديم نفسه بصفته"الوحيد القادر على رفع الحصار عن غزة".
وذكّر إلدار بحقيقة أن دحلان وليبرمان الذي كان وزيرا للخارجية التقيا في باريس في كانون الثاني/ يناير2015، للتباحث حول مستقبل السلطة، مشيرًا إلى أن الغضب استبد برئيس السلطة الفلسطينيةمحمود عباس في حينه ما اضطر الحكومة الإسرائيلية إلى إرسال رئيس المخابرات الداخلية الإسرائيلية(الشاباك) يورام كوهين إلى مقر عباس في المقاطعة برام الله، لطمأنته بأن مبادرة ليبرمان بلقاء دحلانكانت شخصية، ولا تعبر عن موقف الحكومة الإسرائيلية.
من جهته، قال معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل إن مصير خطة ليبرمانلتنصيب دحلان رئيسا "لن يكون أفضل من مصير خطة أورانيم التي وضعها وزير الحرب ورئيس الوزراءالأسبق شارون عشية حرب لبنان الأولى 1982، التي هدفت إلى أن تنتهي الحرب بتنصيب حكم موالٍ لتلأبيب في بيروت".
ونوّه هارئيل في مقال نشرته الصحيفة إلى أنه كما أن حرب الـ82 أفضت في النهاية "إلى تعاظم نفوذالقوى التي تناصب إسرائيل العداء على وجه الخصوص، فإن خطة ليبرمان ستفضي إلى مزيد من التورطالإسرائيلي في المستنقع الفلسطيني".
وكانت القناة الإسرائيلية العاشرة كشفت عن مخطط لليبرمان الذي عين وزيرا للجيش الشهر الماضيلتهيئة الظروف أمام إحلال محمد دحلان مكان رئيس السلطة محمود عباس في حال غادر ساحة الأحداثلهذا السبب أو ذلك.
وذكر معلق الشؤون العربية في القناة تسفي يحزكيل أن هناك من الأسباب "ما يبرر ارتفاع ضغط الدم لدى عباس، حيث أنه على علم بالعلاقة الخاصة بين عدوه اللدود دحلان وليبرمان.
وحسب يحزكيل فإن "تعيين ليبرمان كوزير للحرب يحسن إلى حد كبير من فرص دحلان للعودة للساحة الفلسطينية الداخلية، حيث يستذكر أن الفضل في توطيد العلاقة بينهما تعود إلى الدور الذي لعبه صديقهما المشترك رجل الأعمال والملياردير اليهودي السويسري مارتن شلاف، وهو الذي أسس "كازينو" أريحا للقمار.
ويرى يحزكيل أن ما يدفع دحلان للتفاؤل إزاء فرصة نجاح ليبرمان في تمكينه من خلافة عباس يعود أيضاً للعلاقة الخاصة التي تربطه بعبد الفتاح السيسي، ناهيك عن موقعه كمستشار لحاكم دولة الإمارات العربية.
وفي (إسرائيل) يرون أن حماس ليبرمان لتوريث دحلان حكم السلطة ليس لسواد عيون الأخير، بقدر ما أن تطبيق هذا المخطط ينسجم مع خطة ليبرمان الطموح لإسقاط حكم حركة حماس وإحلال جهة فلسطينية أخرى محلها، خوفًا من تداعيات الفوضى التي يمكن أن تتعاظم في حال لم يتم استبدال حكم الحركة بسيطرة جهة يمكن الركون إليها إسرائيليًا.
وعلى الرغم من أن ليبرمان يتكتم على طابع علاقته بدحلان إلا أنه يجاهر بمخططاته لفرض انتداب دولي على القطاع تمهيدًا لتسليمه لجهة فلسطينية أو عربية، إضافة إلى تلويحه مؤخرا بأن "الحرب المقبلة مع القطاع ستكون الأخيرة".