Menu
14:52إصدار أحكام بالسجن بحق أسيرين من طولكرم والقدس
14:50اللواء أبوبكر: عام 2020 الأصعب على الأسرى صحيًا ومعيشيًا
14:46الأمم المتحدة تدعو الاحتلال للتحقيق بإصابة أطفال فلسطينيين
14:45الاحتلال يخلي سبيل مقدسية وطفلها بعد التحقيق معها
14:40مختص: يحذر من منح "الجنسية الإسرائيلية" للمقدسيين
14:37"المالية": صرف راتب نوفمبر كاملا الخميس ودفعات من المستحقات المتراكمة
14:34فلسطين تتلقى دعوة للمشاركة في دورة رياضة التزلج السريع
14:33دوري أبطال أوروبا.. نظام جديد "يقلب كل شيء"
14:30معروف: تسعيرة كهرباء المولدات ستحسم منتصف الشهر الجاري
14:25تنويه من شركة توزيع الكهرباء بغزة لمستخدمي الدفع المسبق
14:23حماس تطالب فتح بموقف واضح من الانتخابات الشاملة
14:20أشكنازي يعلن قرب افتتاح سفارة إسرائيلية في المنامة
13:06الاعلامية الفلسطينية ايمان عياد: لم أتخيل أن تصل الإساءة إلى والدتي المتوفاة
12:53وزارة الصحة : تسجل 16 وفاة و2188 إصابة جديدة بـ"كورونا" في فلسطين
12:4359 مستوطنًا يقتحمون الأقصى واعتقال شاب

هآرتس:المستعربون يعيشون في قرى "كذبية" ليكتسبوا الملامح الفلسطينية!

هي وحدة تتسلل بين اوساط المواطنين المستهدفين في بيوتهم او في الشوارع والتظاهرات، في محاولة لإبطال نشاطهم ومواجهتهم لقوات الاحتلال. "المستعربون" (مستعرفيم) كلمة عبرية تشير للاسرائيليين الذين يعملون في وحدات امنية اسرائيلية مهمتهم الاختراق والقيام بعمليات اغتيال او اختطاف.

وتمتاز هذه الوحدة بانها تضم اليهود الذين يتكلمون العربية بطلاقة ويطلقون اللحى تشبها بـ"الجهاديين"، وبذلك يسهل عمليه اختراق حركات أفراد المقاومة الفلسطينية، حيث كان لها دور بارز باغتيالات القادة والقبض على العديد من المقاومين.

وكشفت "هآرتس" بالنسخة الانجليزية عن "وحدة مستعربين" تسمى "شمشون" تعمل في غزة وأخرى تدعى "دوفدوفان" (كريز) في الضفة وقد أسسها إيهود باراك بالإضافة إلى ثالثة تسمى "يمام" وهي تابعة لحرس الحدود.

ولا تتوفر أرقام دقيقة حول ضحايا وحدات "المستعربين"، لكن بحسب كتاب "المستعربون فرق الموت الإسرائيلية" لمؤلفه "غسان دوعر" فقد قتلت أفراد تلك الوحدات 422 فلسطينيا ما بين عامي 1988 و2004.

وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك، أدخل تعديلات جوهرية على ضوابط تجنيد المستعربين كقوات خاصة في الجيش الإسرائيلي، مستفيدا من تجربته حين كان ضابطا في القوات الخاصة، التي شاركت في إغتيال القادة (أبو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر) في بيروت عام 1973، وتنكر وقتها بزي إمرأة عربية لتسهيل دخوله الى المبنى الذين كان يتواجد فيه قادة منظمة التحرير الفلسطينية. وبناء على ذلك، جرى إختيار المجموعات الأولي من المستعربين حين تم تشكيل وحدات (دوفدوفان) رسميا عام 1986 من العناصر التي تجيد التنكر بالزي العربي وتستطيع التكلم باللغة العربية بكفاءة عالية، وملامحهم لا تختلف كثيرا عن ملامح الفلسطينيين، فبشرتهم سمراء و"سحنتهم" شرقية بحيث لا يثيرون حولهم الشكوك أثناء توجههم لتنفيذ المهام الموكلة إليهم. ولا حاجة بأن يتقن جميع أفراد هذه الوحدات اللغة العربية، فالعملية التي يقومون بها لا تستغرق أكثر من دقائق وأحيانا هناك مهام لا تحتاج للحديث، إلا أن أهمية إستعمال بعض الكلمات تنقذهم من الوقوع في مأزق قد يكشف هويتهم.

وكما قال المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" بالنسخة الانجليزية ، "بعد أن إستقرت تشكيلات المستعربين كوحدات نظامية خاصة في الجيش الإسرائيلي، وأصبح الشاباك يعتمد عليه بشكل كبير لتكون ذراعه الميدانية، فإن إنتقاء المجندين في هذه الوحدات غالبا ما يكون من بين المكلفين بتأدية الخدمة العسكرية الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عاما". وتابع: "يمكن أن يجند أبناء الكيبوتسات أو الدروز من أصحاب البنية القوية والجسم الرياضي بشرط ألا تتجاوز أعمارهم العشرين عاما، غير أنه في كل الأحوال فإن خدمة المجندين في وحدات المستعربين لا تتجاوز عاما واحدا، بعد فترة التدريب الخاصة لأسباب سيكولوجية ونفسية تتعلق بمهام وواجبات هؤلاء المجندين، والتعليمات التي يزودون بها لاحقا، والتي تسمح لهم بالضغط على الزناد دون قيد أو شرط".

وقد سمحت قيادة الجيش الإسرائيلي بتجنيد الدروز والبدو في هذه الوحدات إبتداء من نيسان (ابريل) 1992، نتيجة زيادة الإعتماد على المستعربين لقمع الانتفاضة.

التدريب والتسليح

قرية عربية على سفح جبل، بين دكاكين متراصة ومسجد يتوسط القرية، بجانبه مدرسة خطت على جدرانها الشعارات الوطنية، وعدد من السيارات في أزقة ضيقة، وإمرأة قروية ومزارع يكد ويتعب. لكن إن إقتربت أكثر من معالم هذه القرية حتى تكتشف أنها مصنوعة من الجبص والرجال يغيرون شخصياتهم بإستمرار. هذا نموذج لقرية اصطنعها الجيش الإسرائيلي في معسكر (أدام) الواقع شمال طريق القدس تل أبيب، معدة لتحاكي واقع المجتمع الفلسطيني السريع، حيث توجد مدرسة يتدرب فيها أفراد القوات الخاصة ووحدات المستعربين حتى يتعايشون مع نمط الحياة الفلسطينية ويكونوا أكثر إطلاعا على العادات والتقاليد بالضفة الغربية وقطاع غزة، وان لا يثيروا الشكوك في حينما يقومون بأعمال اختطاف وتصفية داخل المجتمع الفلسطيني الحقيقي.

وتستغرق فترة تدريب المجند في المعسكر ما بين اثني عشر وخمسة عشر شهرا، منها أربعة أشهر ونصف من التدريب الأساسي على الرماية، ثم ستة أسابيع في مدرسة مكافحة الإرهاب، وفيها يتدرب الجنود على استخدام الأسلحة الخفيفة سريعة الطلقات في المناطق الريفية والسكنية، إلى جانب التركيز على القنص ودقة الإصابة باستخدام الذخيرة الحية.

وفي المرحلة الثالثة من التدريب والتي تمتد بين شهر وأربعة أشهر، يتم الاستعانة بممثلين محترفين وشركات المسرح والسينما لتأهيل وتدريب الجنود على "الإستعراب"، أي التنكر والتخفي والمكياج والتمثيل.

ويعقب هذه المرحلة، تدريب عملي في أحد المناطق العربية في فلسطين المحتلة عام 1948، كأن يتم التنكر كبدوي أو إمرأة بدوية تنتقل من محطة الحافلات المركزية بتل أبيب إلى مدينة بئر السبع مثلا. كما تشمل هذه المرحلة دورة تجميل ليوم واحد في صالونات الحلاقة بمدينة تل أبيب.

أما المرحلة الرابعة، فتتضمن تعلم اللغة العربية والتقاليد والعادات الإجتماعية الفلسطينية في معسكر تدريب شعبة الإستخبارات العسكرية (آمان) قرب مفترق جيليلوت شمال تل أبيب، على الطريق السريع إلى حيفا لمدة ثلاثة أسابيع.

ويتلقى المجند خلال فترة التدريب أيضا، إرشادا مكثفا خاصا حول الأسلحة النارية، وتكتيكات مناهضة لحرب العصابات، والقتال (الفردي) وطرق الخطف السريع، وإطلاق النار علي الجزء الأعلي والجسم، بالإضافة إلي التدريب الجسماني واللياقة البدنية.

وعلى لسان ضابط في وحدة المستعربين لقناة اسرائيل الثانية:"اسلوبنا يعتمد على عملنا الذي يتركز على سحب الشخصية التي تشكل خطر على امن دولة اسرائيل دون المس بباقي السكان".

وأضاف: "نستخدم الوسائل اللازمة والاسلحة لانجاز المهام باسرع وقت ممكن".