Menu
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح
11:23حماس تهاجم تويتر لحظر حسابات فلسطينية بضغط إسرائيلي
11:22صحيفة: لمنع عودة أنصار دحلان.. عباس يدفع برجاله في قيادة حركة فتح بالقدس
10:35تدهور مستمر في حالته الصحية.. 95 يومًا على إضراب الأسير الأخرس عن الطعام
10:32الإحتلال تخبر السلطة بموعد تفعيل العقوبات ضد البنوك الفلسطينية
10:314 أسرى يواصلون إضرابهم عن الطعام

الهباش يحذر من تصفية القضية الفلسطينية باسم «المشروعية الإسلامية»

رام الله وصف وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الدكتور محمود هباش، في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، تبدل موقف حماس من قضية الأنفاق، بـ«انتهازية سياسة مقيتة»، مشيرا إلى أن المواقف تتبدل تبعا للمتغيرات السياسية، منوها بأن حسابات المواقع والمصالح هي التي تتحكم بالمواقف، معتبرا موقف حماس المتبدل بشأن قضية الأنفاق التي لطالما تم تخوين الرئيس المصري السابق حسني مبارك بشأنها، بعد وصول مرشح الإخوان المسلمين إلى كرسي الرئاسة بمصر، «انتهازية سياسة مقيتة»، فالعدل والإنصاف يقتضيان أن يكون الموقف من القضية الواحدة ثابتا، لا أن يتبدل تبعا للشخص أو النظام.
 
وردا على تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، التي أكد فيها أن إغلاق الحكومة المصرية الأنفاق جاء بشكل لم يتم في عهد مبارك، قال الهباش: «إن الرئيس مرسي يعمل ليل نهار من ضمن رؤيته من أجل خدمة بلده وأمنها القومي». وشدد الدكتور الهباش على ثبات موقف الحكومة الفلسطينية من قضية الأنفاق، واعتبارها ظاهرة مشينة لا تليق بالشعب الفلسطيني، حيث إن المستفيد منها هم فقط «تجار الحروب»، من خلال التهريب من وإلى القطاع. وضرورة أن يضبط الأمن المصري تهريب المخدرات، بالإضافة إلى الأسلحة والأفراد من قطاع غزة وإليه، الأمر الذي تترتب عليه أخطار أمنية كبيرة على كلا الجانبين، مشيرا إلى أن مصر دولة ذات سيادة، ومن حقها أن تتصرف فيما يخص تحقيق أمنها الوطني ومصالح مواطنيها، بالطريقة التي تراها مناسبة، دونما أي وصاية أو تكفير.
 
وانتقد وزير الأوقاف الفلسطيني، الذي كان سابقا عضوا في حماس، وصف الحمساويين حكومتهم بالإسلامية التي تطبق شرع الله تعالى، واعتبره مثيرا للسخرية، موضحا أن «قطاع غزة إقليم واقع تحت سلطة متمردة على الشرعية، فضلا عن أنها لا تطبق من شرع الله شيئا»، فأول ما عليها أن تطبقه من شرع الله هو أن الأمة أمة واحدة، فلماذا تريد أن تجعلها أمتين والسلطة سلطتين؟ وقال إن «حماس ارتكبت جريمة شرعية في حق الإسلام عند تنفيذها الانقلاب في قطاع غزة»، مطالبا حماس بعدم بيع شعارات فارغة من أي مضمون، وقال إن حماس «ليست حكومة، كما أنها ليست حكومة إسلامية أصلا».
 
وعزى صعود التيارات السلفية الجهادية في قطاع غزة، إلى الخلل في تركيبة المشهد السياسي والخطاب الديني، موضحا أن «التطرف لا يجلب غير التطرف والعنف يولد العنف». وقال إن «من يلجأ إلى تكفير الآخرين سيجد يوما ما من يكفره هو»، في إشارة لمواقف حماس.
 
واعتبر الهباش التعاطف الحزبي من قبل حماس مع الحكومة المصرية «أمرا واضحا لا يخفى على أي شخص»، مع تأكيده أن مصر كدولة تختلف عن مصر كحركة للإخوان المسلمون، حيث إنها تتصرف بمسؤولية، بعد أن أصبح محمد مرسي رئيسا لكل المصريين، ويعمل من منطلقات وطنية، مشيرا إلى الاتصالات الجانبية المستمرة بين مرسي وأبو مازن. وقال إنه على الرغم من وجود تباينات سياسية، فإن مفاصل العمل السياسي بقيت متطابقة لا خلاف عليها، واستشهد بإقرار حماس بمشروع منظمة التحرير، وهو حل الدولتين، وإقرارها أيضا بالمقاومة الشعبية السلمية، إلى جانب اعترافها بالمفاوضات كطريق وممارستها ذلك، على حد قوله، وبالتالي: «ليس هناك خلافات سياسية كبيرة، وإنما بعض التباينات لها علاقة، في بعض الأوقات، بالآيديولوجيا والمواقف السياسية والمصالح».
 
وتوقع الهباش أن تجر محاولات حماس الحثيثة تقديم أوراق اعتمادها للنظام السياسي الدولي، من خلال إثبات قدرتها على ضبط المشهد الأمني، واعتبار ذلك جزءا من التحرك الدولي ضد ما يسمى بالإرهاب، ويلات كبيرة على الشعب الفلسطيني.
 
وطالب وزير الأوقاف بضرورة إعادة الاعتبار للشرعية الديمقراطية، بتسليم الأمر إلى الشعب الفلسطيني وليس بالاستيلاء على قراره، وتنصيب الآخر لنفسه واحتكار الخطاب الديني، وقال: «هذه أفكار باتت بالية وعفا عليها الزمن ومرفوضة». واستنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني ما وصفه بادعاءات حماس التي اتهمت فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بافتعال المشكلات. وتساءل عن المتسبب الحقيقي في كل الإشكالات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، والتي وقعت عقب الانقلاب الذي جرى بقطاع غزة. ودعا الهباش إلى عدم صرف الأنظار عن الأزمة الحقيقة التي بدأت بالانقلاب على الشرعية الفلسطينية، وعملت على فصل غزة عن الضفة الغربية، الأمر الذي ألحق أضرارا كبيرة بمشروع الدولة الفلسطينية التي أجمع العالم على حدودها.
 
وتطرق الهباش إلى علاقة حماس بإيران؛ فحذر من أن أي فصيل فلسطيني يربط مصيره بأي نظام عربي أو غير عربي، مصيره الفشل، بعد أن يفقد استقلاله. وقال إن الحكومة الفلسطينية لن تقبل بالتدخل في الشؤون الداخلية من قبل أي جهة كانت، و«إذا رغبت إيران في إقامة علاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني كله، دون أن تلعب على وتر الانقسام والخلافات الفلسطينية، فأهلا وسهلا بها. وأي دولة تحاول إذكاء الخلافات واللعب على الانقسامات، فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق».
 
وحذر الهباش من احتمالات تصفية القضية الفلسطينية من خلال المشروعية الإسلامية، التي اعتبرها أكبر جريمة يمكن أن تحصل بحق الشعوب العربية والإسلامية، واعتبرها رديفا للخيانة العظمى، في حال ساعد ما يسمى بالربيع العربي، الذي ساهم في صعود الإخوان المسلمين، إلى ترسيخ موقع حركة حماس بقطاع غزة، التي عدها الخطوة الرئيسية لتصفية القضية الفلسطينية، وذلك بإنشاء شبه دويلة بقطاع غزة مقابل استئثار إسرائيل بعد ذلك بالضفة الغربية. وأكد الهباش على بداية تبدل لمواقف المجتمع الدولي من حركة حماس، وذلك من خلال عقد لقاءات وفتح خطوط مشتركة، منوها بمحاولات حماس وبعض الأطراف تنفيذ سيناريو الربيع العربي في الضفة الغربية من خلال استغلال الأزمة الاقتصادية، قائلا: «حاولت حماس أن تلعب في هذا الميدان وأن تذكي نار الفتنة في الضفة الغربية، إلا أن الارتباط الوثيق بين المنظمة والجمهور الفلسطيني فوت الفرصة على الجميع». وأكد عدم استغرابه إذا ما حاول البعض تهيئة السلطة لحماس في الضفة الغربية، وبين هذا البعض إسرائيل وجهات أخرى عربية ودولية.
 
وحول استغلال الإعلام السوري لظهور بعض رجال الدين، سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين، تأييدا للنظام في دمشق، واستغلال الورقة الفلسطينية في الأحداث التي تشهدها الأراضي السورية، قال الدكتور محمود الهباش، إن مسؤولية وزارة الأوقاف تأسيس الخطاب الديني على أسس دينية وطنية، دون انحراف صوب اتجاهات تضر بالدين والوطن، مشددا على توحيد وزارته لخطب الجمعة، التي تسلط الضوء على القضايا الوطنية.
 
وشدد الهباش على عدم السماح بأي توجه مغاير ومخالف لموقف الأوقاف من قبل الخطباء والأئمة، مشيرا إلى توجيه وزارة الأوقاف بضرورة الالتزام بهذا الأمر، واعتبر خروج الخطباء أو الدعاة عبر وسائل الإعلام للحديث عن النظام السوري وتأييده، بأنه مخالف وخروج عن السياسة العامة في فلسطين، مشددا على موقفه القائل إننا «لا نقبل بإقحام الخطاب الديني في المناكفات السياسية».