كشفت صحيفة هآرتس العبرية، في تقرير لها أن سكان محافظة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، والبالغ عددهم 600 ألف نسمة، قد يواجهون خطر الموت عطشًا، بسبب تعنت العدو الصهيوني في توصيل أنبوب للمياه إلى المحافظة، حيث عرقلت مشروعًا؛ لتوصيل المياه، خشية أن تتسبب أعمال المشروع في إزعاج المستوطنيين الذين يستخدمون الطريق رقم 60، الذي يسير فيه الأنبوب.
وذكر التقرير أن كمية المياه التي تزود بها محافظة الخليل، هي 20 مليون لتر مكعب، بمعدل 90 لترًا تقريبًا للفرد فقط يوميًّا، ولكن ربع هذه الكمية يذهب هدرًا لأسباب مختلفة، بحيث يصبح معدل الفرد 67 لترًا فقط، في حين أن منظمة الصحة العالمية تقرر أن الحد الأدنى للفرد يوميًّا، لا ينبغي أن يقل عن 100 لتر.
وتحصل محافظة الخليل على نصف المياه من الينابيع والآبار القديمة والحديثة الخاضعة للسلطة الفلسطينية، وتشتري النصف الآخر من شركة صهيونية عبر أنبوب قديم للمياه، تم إصلاحه لآخر مرة عام 1972، ويتسبب في إهدار نصف الكمية، وعندما قررت هيئة المياه الفلسطينية استبداله عام 2008، ووافقت هيئة المعونة الأمريكية على تمويله، وإنشاء خط جديد للمياه يمر بجوار الطريق 60 الذي يستخدمه المستوطنون.
لكن الإدارة المدنية الصهيونية، تعارض استكمال المشروع؛ خشية إزعاج المستوطنين، وفي الوقت نفسه، تقوم باستبدال أنبوب المياه المغذي للمستوطنات اليهودية في البلدة القديمة في المدينة، بل إن السلطات الصهيونية تتعمد إغلاق محبس المياه الرئيسي، الذي يؤدي إلى المدينة من قبل أحد المستوطنين، وتحويل مجرى المياه إلى المستوطنات القريبة.
كان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس قد حذر خلال زيارة للخليل قبل شهرين، من تفاقم مشكلة المياه، وأبدى استعداده للتعاون مع الأردن والكيان الصهيوني؛ لحل هذه المشكلة، مشيرًا إلى أن الحروب القادمة هي حروب المياه.