أرض كنعان-متابعات/يستعد الجانب الفلسطيني خلال الأيام المقبلة لتلقي تصور من الجانب الفرنسي حول أفكار المبادرة التي تهدف باريس لطرحها، من أجل انطلاق مفاوضات سلام جديدة، عندما يحل وزير الخارجية جان مارك ايرولت ضيفا على المنطقة.
ولم يخف مسؤول في القيادة الفلسطينية في تصريحات لصحيفة "القدس العربي" اللندنية عدم رضا الجانب الفلسطيني على تصريحات الوزير ايرولت، التي قال فيها مؤخرا إن بلاده لن تعترف بدولة فلسطينية من جانبها، حال لم تنجح المفاوضات، على خلاف الموقف الفرنسي السابق.
وأكد هذا المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه أن التصريح الجديد الذي أدلى به وزير الخارجية الفرنسي، يعد تراجعا عن الموقف السابق، وهو ما يجعل الجانب الفلسطيني يتعامل بحذر مع ما سيطرح من أفكار فرنسية جديدة من أجل انطلاق المفاوضات، رغم أن الجانب الفلسطيني رحب بالجهد الفرنسي سابقا.
ويؤكد هذا المسؤول الفلسطيني أنه لغاية اللحظة لم يصل الجانب الفلسطيني أي مقترحات محددة للمبادرة الفرنسية التي تعتزم باريس طرحها على مجلس الأمن، لتصبح مبادرة دولية، في ظل غياب الراعي الأمريكي للمفاوضات، بعد فشله في آخر مفاوضات انطلقت بين الجانبين، وانتهت في نيسان/أبريل من العام 2014، لعدم إحداثها أي اختراق أو تقدم طوال الشهور التسعة التي شهدت جولات عديدة من التفاوض.
هذا وقد أعلن في وقت سابق وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن نظيره الفرنسي ايرولت، يعتزم زيارة المنطقة الشهر المقبل، لتقييم ردود الأفعال الدولية والعربية حول مبادرة باريس الداعية لعقد مؤتمر دولي حول السلام في الشرق الأوسط.
وأكد المالكي ذلك خلال وجوده في بروكسل، في ختام زيارة مفاجئة التقى خلالها عدداً من المسؤولين الأوروبيين، بالإضافة إلى نظيره البلجيكي ديديي رندرز.
وقال الوزير المالكي من هناك إن مناقشة المبادرة الفرنسية احتلت حيزاً هاماً، خلال جلسة مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية التابعة للبرلمان الأوروبي في بروكسل.
وكان الوزير الفرنسي ايرولت قال الأسبوع الماضي خلال وجوده في العاصمة المصرية القاهرة، إن بلاده لن تعترف تلقائيا بالدولة الفلسطينية في حال فشل مبادرتها من أجل إعادة إطلاق عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وجاء ذلك مخالفا لما قاله الوزير السابق لوران فابيوس، حين قال في نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، أنه في حال فشل مبادرة السلام الفرنسية فإن باريس ستعترف بالدولة الفلسطينية، وهو ما أثار وقتها حفيظة إسرائيل، حيث وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المبادرة الفرنسية بـ"المقلقة".