أرض كنعان_فلسطين المحتلة/قال المراسل العسكري للقناة العاشرة الإسرائيلية وصحيفة معاريف "ألون بن دافييد" إن الحرب القادمة مع حزب الله محظور أن يسأل فيها الإسرائيليين من انتصر في الحرب القادمة والتي ستكون "عنيدة وأليمة" ويفترض أن تنتهي بشكل مختلف عن المعارك الأخيرة التي خاضها الجيش الإسرائيلي في لبنان وغزة.
وأضاف بن دافييد في تقرير له أعده من الجبهة الشمالية مع لبنان يوم أمس خلال احتفالية للواء 300، "فرقة برعام"، وهي الوحدة التي ترابط منذ 42 عاما على الجبهة الغربية مع الحدود اللبنانية ، "لقد درج رئيس الأركان الأسبق جابي أشكنازي على القول لمرؤوسيه إنه في الحرب القادمة محظور أن يسأل الإسرائيليين من انتصر.. هذه الروح تسود أيضاً في المخططات التي يعدها رئيس الأركان الحالي جادي أيزنكوت والتي يجب أن تحمل "الانجاز المدو"، انجاز لا يبدأ بعده العدل التنازلي نحو جولة قتال جديدة".
وتابع "في الجيش الإسرائيلي يعدون سلسلة من المفاجآت للحرب القادمة مع حزب الله الذي يواصل التسلح وتعزيز قواته، وسط تساؤل الكثيرين في إسرائيل إذا كان حزب الله يحفر الأنفاق الهجومية كما في غزة، والجواب على ما يبدو لا، ولكن لا يوجد في هذا الجواب مواساة فالمسار المعقد والملتوي للحدود الشمالية يبطل الحاجة إلى الأنفاق، ولن يكون من غير الافتراض بأن لدى حزب الله قدرة على نقل كتيبة إلى إسرائيل عبر الأشجار الكثيفة دون أن يلاحظها أحد، وفي الجيش الإسرائيلي يتحدون عن ما لا يقل عن 2500 "نفق فوق أرضي" يوفرها مسار الأرض والأشجار الكثيفة لحزب الله".
وأوضح مراسل القناة العاشرة أن الجيش تصدى لتسلل المقاومين في السنوات التي لم يكن فيها جدار على طول الحدود لا يكتفي اليوم بجدار وبوسائل اخطار، بل يغير وجه الأرض في مشروع هندسي ضخم يشق خلال الجيش الإسرائيلي هوات جديدة قرب البلدات المجاورة للحدود الشمالية مع لبنان لتجعل من الصعب على حزب الله أن يفاجئ الإسرائيليين.
وبين أن خطط الجيش الإسرائيلي للحرب القادمة مع حزب الله تم تكييفها هي الأخرى فلا مجال لفشل معروف مسبقاً والمطاردة خلف منصات الصواريخ كما الحروب السابقة، فالجيش يعد خططاً يفترض بها أن تنهي كل الحرب بإنجاز لا لبس فيه، لأنهم سيكونون أمام خيارين إما احتلال كل الأرض أو حرب استنزاف طويلة ومناوشات مستمرة على طول الحدود، فبين هذين القطبين خلق الجيش الإسرائيلي طيفاً من الأعمال التي يفترض بها أن تؤدي إلى انهاء أسرع للمعركة ونتائج أوضح.
وأشار بن دافييد إلى أن هناك –في إسرائيل- من يشبهون حزب الله بتنظيم بدأ كـ"القط يخدش" ولكنه تحول بالتدريج ليصبح "نمراً مفترسًا"، فالتنظيم يحوز اليوم 41 ألف مقاتل في جيشه النظامي والاحتياطي وكثيرون منهم ذوو تجربة قتالية في سوريا، ولديه قوة نارية تمتلكها 95 بالمائة من دول العالم.
ولفت إلى أن الكثيرين يخطئون عندما يسمون الحزب بأنه "تنظيم إرهابي" لأنه تعريف مغلوط مهنياً فلحزب الله اليوم قدرة على توجيه ضربة أولية لـ"إسرائيل" بآلاف الصواريخ والمقذوفات الصاروخية في يوم واحد وبالتوازي ارسال قوات هجومية تحتل البلدات المجاورة للحدود الشمالية في الجليل وهو جيش نظامي بكل معنى الكلمة.
ومع كل هذا الحشد والترهيب الذي ذكره بن دافييد في تقريره إلا أنه استبعد أن يشن حزب الله حرباً ضد "إسرائيل"، فالتنظيم اليوم يوزع قواته بالمنطقة وتحديداً في سوريا، ولا يسمح له بالمبادرة ضد "إسرائيل"، واصفاً العقد الأخير بأنه الأكثر هدوءً في تاريخ الجليل منذ أكثر من 40 عاماً.