أرض كنعان_الضفة المحتلة/كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن تحسن ملموس طرأ على مستوى التنسيق الأمني مع أجهزة السلطة في الضفة الغربية المحتلة مؤخراً، مؤكدة أنه تحول إلى تنسيق على مدار الساعة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية صهيونية قولها، إن تحسناً ملموساً على مستوى التنسيق الأمني طرأ خلال الشهر الأخير وتمثل بمنع أجهزة السلطة للمتظاهرين من الوصول لنقاط التماس بالضفة بالإضافة لانخفاض ملموس على مستوى "التحريض".
وأضافت إن تعليمات صدرت من رئيس السلطة محمود عباس بالعمل على تهدئة الأوضاع وأنه جرت العودة إلى اعتقال أنصار حماس في هذا الإطار.
وفي هذا السياق، قال المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إن تراجعاً حصل في مشاركة عناصر حركة فتح في المظاهرات، وأن عناصر أجهزة السلطة عادوا إلى الظهور بزيِّهم الرسمي في مواقع المواجهات، بعد أن كانوا يتجنبون الوصول إلى هناك، أو يحضرون بأعداد قليلة وبالزي المدني.
وأوضح هرئيل أن دولة الاحتلال تعزو هذا التغيير إلى جملة من الأسباب، بينها خشية السلطة من استغلال حركة حماس لتجدد المواجهات لتحويل "الهبة الحالية" إلى انتفاضة ثالثة يتم استخدام الأسلحة النارية فيها، وربما يتم تجديد العمليات الاستشهادية، أو لمحاولة تقويض حكم السلطة.
ويشير المحلل العسكري في هذا السياق إلى اعتقال قوات الاحتلال لـ 25 شاباً من عناصر حركة حماس الشهر الماضي، نشطوا في شبكة أقامها الذراع العسكري لحماس في القدس والضفة، كما تم الكشف عن مختبر لتصنيع المواد المتفجرة في أبو ديس، وجرى ضبط عبوات ناسفة، واعتقل عدد من الشبان يشتبه بأنهم كانوا ينوون تنفيذ عمليات فدائية.
ويضيف هرئيل أنه من المرجح أن ضبط هذه المجموعة أثار قلق السلطة، ما دفعها إلى اعتقال عدة "خلايا نائمة" لحركة حماس يشتبه بأنهم يعيدون تنظيم أنفسهم للقيام بعمليات في منطقتي نابلس والخليل.
وأشارت الصحيفة إلى أن تحسن التنسيق الأمني الأخير بلور تصوراً لدى أجهزة الأمن الصهيونية يقضي بضرورة مقابلة هذه الخطوة الفلسطينية بمبادرات حسن نية محدودة من جانب دولة الاحتلال للسلطة، ما يمكنها من السيطرة أكثر على الأوضاع حتى لو لم يكف ذلك لوقف موجة العمليات الحالية.
ومع ذلك فقد شككت الأجهزة الأمنية الصهيونية بقدرة نظيرتها الفلسطينية على مكافحة المقاومة الفردية السائدة بالضفة منذ بداية شهر أكتوبر من العام الماضي؛ نظراً إلى عدم توفر معلومات مسبقة.