في غزة، حيث تذوقت "كالكوتا الشرق الأوسط" طعم الخروج منتصرة من عدوان استمر 8 أيام، أتت شركة واستمدت من "الرصاص المسكوب"، كما سمت «إسرائيل» حربها على القطاع منذ شهر، ما سكبت به على طعم الانتصار رائحة أنتجتها في زجاجات نزلت السبت الماضي إلى الأسواق، حاملة اسما بث الرعب في سكان تل أبيب خلال القتال: عطر M75 الفلسطيني للرجال والنساء.
و M75 هو اسم أطلقته "كتائب عز الدين القسام" المعروفة بالجناح العسكري لحماس على صاروخ قصفت به تل أبيب في حربها مع "إسرائيل"، لكنه تحول في غزة إلى ماركة أطلقتها شركة "خليك ستايل" للعطور، وهي شركة يديرها شادي عدوان الذي وصف أريج العطر بأنه "شبيه برائحة صواريخ المقاومة ومنعش وفوّاح"، كما قال.
وروى عدوان في حوار أجري معه عبر الهاتف فجر يوم أمس الاثنين من غزة، الكثير مما يلبي الفضول عن عطر M75 الصاروخي، فقال إن الشركة التي أسسها 4 رجال أعمال فلسطينيين في عام 1999 بغزة، استوردت زجاجاته، وهي بعرض 5 وارتفاع 16 سنتيمترا، من الصين، وقامت بتعبئة 60 مليليترا من العطر فيها بمصنعها في غزة، وطرحت منها 2000 زجاجة للرجال، ومثلها للنساء في السوق، "وبيوم واحد، أي حتى يوم أول أمس الأحد، بعنا 150 قنينة من العطرين معا"، وفق تعبيره.
وذكر عدوان أن "خليك ستايل" أهدت كل فرد في الطاقم الوزاري بحكومة حماس زجاجات من العطر الصاروخي، وممن وصلت إليهم الهدايا إسماعيل هنية وخالد مشعل، ومن رافقه الأسبوع الماضي في زيارته للقطاع، قائلاً إن الشركة قد تقوم بتسجيل الاسم كماركة مسجلة مستقبلا، وتفكر الآن بافتتاح كشك عند معبر رفح ليتمكن المارّون بالمنطقة من مصريين وغيرهم من شراء M75 فينعشهم ويخفف عنهم عناء السفر.
ونزل العطر الجديد إلى الأسواق بزجاجات باللونين الأسود والأخضر للرجال، والأسود والزهري للنساء، وبسعر 50 شاقل إسرائيلي للزجاجة، أي 15 دولارا تقريبا، "والسبب بهذا السعر المرتفع مقارنة مع مستوى الحياة في غزة أن الكمية محدودة، ولأن المواد المستخدمة في تركيبة العطر هي من النوع الفاخر"، وفق تبرير عدوان.
وشرح محتويات الزجاجة التي لم تتضمن صورة مطبوعة للصاروخ على هيكلها، فقال إنها للرجال من أريج البحر وزهر الليمون وبعض الحمضيات، وللنساء من الورد والياسمين والريحان، أي ما يسمونه "فلورال" بعالم العطور، في إشارة إلى أنه "رائحة زهرية" طبقا لما ذكر عن العطر الممهورة زجاجته المخصصة للنساء بعبارة "عطر لا يقاوم"، أما زجاجة الرجال فالشعار تحت اسم M75 هو "لمن يعشق النصر".
وهذه ليست أول مرة يلجأ فيها أحدهم لصنع منتجات حربية الطراز من وحي الاعتداءات، فبعد الحرب الإسرائيلية في 2006 على حزب الله أنتجوا في لبنان عطورا وأطباقا في بعض المطاعم، حتى وبيتزا وسندويتشات، باسم أسلحة وصواريخ وقذائف، وأحدهم بالغ بالعيار بعض الشيء فسمى ابنته كاتيوشا، فأتعب القائمين على دائرة الأحوال الشخصية ليقنعوه بتغييره، وحين اقتنع سماها مقاومة.