أرض كنعان_فلسطين المحتلة/كشفت صحيفة هارتس العبرية صباح اليوم في عددها الصادر باللغة الانكليزية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يطالب الادارة الامريكية بالاعتراف بحق اسرائيل بالبناء في التجمعات الاستيطانية الكبرى مقابل تقديم رزمة تسهيلات وبوادر حسن نية للجانب الفلسطيني.
وقالت الصحيفة عن مصدر سياسي مسؤول رفيع المستوى في اسرائيل قوله ان الطلب الاسرائيلي جاء ردا على طلب وزير الخارجية الامريكي من نتنياهو تنفيذ خطوات واجراءات تظهر اعترافه بحل الدولتين مشيرا الى ان نتنياهو سيطلب من كيري في اجتماعهم اليوم اعتراف امريكي بحق اسرائيل بالبناء في التجمعات الاستيطانية الكبرى مثل غوش عتصيون وارئيل ومعاليه ادوميم.
واضاف المصدر ان نتنياهو قدم هذا الطلب خلال لقاءه مع كيري خلال زيارة نتنياهو الاخيرة الى الولايات المتحدة قبل نحو اسبوعان حيث لم يرد كيري على الطلب الاسرائيلي في حينه مشيرا الى ان المسالة ستثار مجددا في اجتماع اليوم.
واوضح المسؤول الاسرائيلي الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان المسؤولين الامريكيين يضغطون على اسرائيل من اجل تقديم رزمة تسهيلات وبوادر حسن نية للجانب الفلسطيني في عدة مجالات مما دفع نتنياهو الى تقديم طلب اعتراف امريكي على البناء بالكتل الاستيطانية الكبيرة التي يريدها اسرائيل ان تبقى تحت السيادة الاسرائيلية تحت اي حل مستقبلي.
وبحسب الصحيفة فان المبادرات التي يريد نتنياهو تقديمها للفلسطينين هي مبادرات اقتصادية والسماح للسلطة بتنفيذ مشاريع في عدة مناطق كانت تعترض عليها مسبقا لكن كيري و الادارة الامريكية يريدون خطوات ومبادرات اوسع واكبر مما اصابهم بخيبة امل من مقترحات نتنياهو التي حملها في زيارته الاخيرة الى واشنطن.
واكدت الصحيفة ان كيري طالب نتنياهو باتخاذ خطوات جدية تثبت جدية اسرائيل والتزامها بمبدا حل الدولتين من خلال اجراء تغييرات على الارض وليس اجراءات تجميلية شكلية حيث يريد الامريكيين نقل صلاحيات من اراضي منطقة ج الى السيادة الفلسطينية لان ذلك سيعني جدية اتجاه حل الدولتين لكن نتنياهو يرفض المقترح الامريكي.
الصحيفة اشارت نقلا عن مصدرها الى ان مبعوث وزير الخارجية الامريكي الى الشرق الاوسط فرانك ليونشتاين اجرى مباحثات مع المبعوث الشخصي لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو المحامي اسحاق مولخو الذي طالب الادارة الامريكية بالاعتراف بحق اسرائيل بالبناء بالتجمعات الاستيطانية حتى تكون اسرائيل وحكومة نتنياهو قادرة على تقديم خطوات جدية.
ويؤكد الامريكيون ان نتنياهو وان حصل على الاعتراف الامريكي القاضي بالسماح لاسرائيل في البناء بهذه المستوطنات فانه لن يكون جادا بشكل حقيقي في تغيير سياسته بشان الاعلان عن تجميد البناء في باقي المستوطنات او تحديد المستوطنات التي يريدها تحت دولة اسرائيل حيث رفض ذلك عام 2009 عندما طلب منه كيري القيام بذلك.
الصحيفة نقلت عن مقربين من كيري قولهم انه يريد التوصل الى تفاهمات مع نتنياهو في ظل ادارة اوباما بشأن البناء في الكتل الاستيطانية التي حتى تصمد في ظل الإدارة الجديدة بعد الانتخابات الرئاسية نوفمبر 2016.
و على ما يبدو تريد الادارة الامريكية التوصل مع نتنياهو الى تفاهمات كتلك التي جرت بين الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء السابق ارييل شارون في 2004 و 2005، والتي تم التوصل إليها على خلفية خطط للانسحاب من قطاع غزة في رسالة بعث بها بوش لشارون في عام 2004، أعلن الرئيس أن الحدود الدائمة بين إسرائيل والدولة الفلسطينية ستأخذ في الاعتبار التغيرات على أرض الواقع وجود المراكز السكانية الإسرائيلية – وبعبارة أخرى الكتل الاستيطانية.
وبحسب الصحيفة توصل الجانبان الامريكي والاسرائيلي في عام 2005 الى تفاهمات سرية حول المستوطنات حيث شملت الاتفاقية الأمريكية في حينه السماح الى البناء إضافي في الكتل الاستيطانية لاستيعاب “النمو الطبيعي للسكان،” لأن هذه المناطق يفترض انها ستبقى في يد إسرائيل تحت أي اتفاق مع الفلسطينيين و بعد تولى الرئيس الامريكي باراك أوباما منصبه في أوائل عام 2009، وتولي نتنياهو منصب رئيس الوزراء بعد بضعة أشهر، طالب أوباما إسرائيل تجميد البناء في جميع أنحاء الضفة الغربية، وفي جوهر تخلت عن التفاهمات التي تم التوصل إليها بين بوش وشارون.
وقال مساعدون أوباما، وكذلك وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كوندوليزا رايس، التي عملت ايضا في عهد بوش انه لم يكن هناك أبدا أي تفاهمات بين إدارة بوش وشارون حول موافقة الولايات المتحدة على منح الشرعية للاستيطان.