Menu
11:31مقتل 3 اشخاص وعدد من الجرحى في هجوم طعن بنيس في فرنسا
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح
11:23حماس تهاجم تويتر لحظر حسابات فلسطينية بضغط إسرائيلي
11:22صحيفة: لمنع عودة أنصار دحلان.. عباس يدفع برجاله في قيادة حركة فتح بالقدس
10:35تدهور مستمر في حالته الصحية.. 95 يومًا على إضراب الأسير الأخرس عن الطعام
10:32الإحتلال تخبر السلطة بموعد تفعيل العقوبات ضد البنوك الفلسطينية
10:314 أسرى يواصلون إضرابهم عن الطعام
10:26ارتفاع عدد وفيات "كورونا" في إسرائيل إلى 2494
10:257 إصابات بـ4 حوادث سير في قطاع غزة خلال 24 ساعة
10:23وزارة الصحة بغزة : تسجيل حالة وفاة و 276  اصابة جديدة بفيروس كورونا و تعافي 145 حالة
10:21أبرز عناوي الصحف العبرية لهذا اليوم
10:20بينهم أسير محرر..الاحتلال يعتقل 8 مواطنين بالضفة
10:18أسعار صرف العملات في فلسطين
10:16حالة الطقس: اجواء حارة

ذكرى استشهاد الشيخ عز الدين القسام بأحراش يعبد في جنين

أرض كنعان / متابعات / يوافق اليوم الجمعة الذكرى السنوية الـ 80 لارتقاء الشيخ المجاهد عز الدين القسام في معركةٍ وقعت بأحراش بلدة يعبد قضاء جنين شمال الضفة الغربية، الذي غدى اسمه رمزًا للبطولة والتضحية.

باع القسام بيته وترك قريته الساحلية وانتقل إلى قرية الحفة الجبلية ذات الموقع الحصين ليساعد عمر البيطار في ثورة جبل صهيون (1919 - 1920) وقد حكم عليه الاحتلال الفرنسي بالإعدام غيابياً. بعد إخفاق الثورة فرَّ الشيخ القسام عام 1921 إلى فلسطين مع بعض رفاقه، واتخذ مسجد الاستقلال في الحي القديم بحيفا مقراً له حيث استوطن فقراء الفلاحين الحي بعد أن نزحوا من قراهم.

ونشط القسام بينهم يحاول تعليمهم ويحارب الأمية المنتشرة بينهم، فكان يعطي دروساً ليلية لهم، ويكثر من زيارتهم، وقد كان ذلك موضع تقدير الناس وتأييدهم. وأبناء الدكتور محمد بن محمد بن محمود بن محمود بن عبد العزيز علي عبد الحفيظ بن الرنتيسي بن محمد بن عزالدين بن عبد القادر بن مصطفى بن محمد القسام.

لجأ القسام إلى فلسطين في 5 شباط 1922 واستقر في قرية الياجور قرب حيفا ولجأ معه من رفاق الجهاد الشيخ محمد الحنفي والشيخ علي الحاج عبيد وحتى سنة 1935 لم يكن سكان حيفا يعرفون عن عز الدين القسام سوى أنه واعظ ديني ومرشد سورى ورئيس جمعية الشبان المسلمين في مدينة حيفا وكان بنظرهم شيخا محمود السيرة في تقواه وصدقه ووطنيته كما كانت منطقة الشمال تعرفه إماما وخطيبا بارعا ومأذونا شرعيا في جامع الاستقلال، وهو الذي سعى في تشييده، وقد جمع المال والسلاح لنجدة المجاهدين في طرابلس الغرب أثناء حملة الإيطاليين عليها.

اعتمد الشيخ القسام في تنظيمه للعمل الجهادي ضد الوجود اليهودي على خطوات مرتبة كل خطوة مبنية على التي يقبلها حتى تكامل البناء الجهادي ويصير كيانًا متماسكًا أمام المواجهات الطويلة مع العداء وكانت خطواته كالآتي :

أولاً: عمل القسام على تأليف القلوب ونشر المحبة وإزالة الخصومات ونبذ الأحقاد ليصبح الصف المسلم على قلب رجل واحد.

ثانيًا : عمل القسام على تكوين قاعدة إيمانية صلبة من المجاهدين المؤمنين وعمل على تربيتهم على العقيدة الإسلامية وتعميق الوازع الديني لتكون النفوس على استعداد للجهاد في سبيل الله والتضحية العقيدة بأغلى ما يملكون دماءهم وأرواحهم.

ثالثًا : عمل القسام على توعية الجيل المسلم والأمة كلها بحقيقة المؤامرات التي تحاك ضدهم وحذرهم من مخاطر هجرة اليهود وبيع الأراضي لهم ودسائس الإنجليز عليهم لوقوف الانتفاضة وبين لهم عبثية المفاوضات والمباحثات مع أعداء الله ،وذلك أثناء تدريسه للطلبة في المدرسة وعلى المنبر في خطبه ودروسه في الجامع الكبير بحيفا وكان يختم دروسه دائمًا في المسجد بقوله عز وجل "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" وكان القاسم يلوم العلماء على تهاونهم في الدعوة إلى الجهاد ويحملهم مسؤولية الوضع الجائر الذي كانت تنوء فلسطين تحت أثقاله لعدم تحويل المحاريب إلى منابر للجهاد والدعوة له، حتى صار الجامع الكبير في حيفا نقطة انطلاق للجهاد ضد الإنجليز واليهود.

رابعًا : عمل القسام على إنشاء مدرسة ليلية لتعليم الأميين ولتكون أيضًا مكانًا لتجميع الناس وبث فكرة الجهاد فيهم.


كشفت القوات البريطانية أمر القسام في 15 نوفمبر 1935، فتحصن الشيخ عز الدين هو و15 فرداً من أتباعه بقرية الشيخ زايد، فلحقت به القوات البريطانية في 19/11/1935 فطوقتهم وقطعت الاتصال بينهم وبين القرى المجاورة، وطالبتهم بالاستسلام، لكنه رفض واشتبك مع تلك القوات.

وأوقع فيها أكثر من 15 قتيلاً، ودارت معركة غير متكافئة بين الطرفين، وما جاء يوم العشرين من تشرين الثاني "نوفمبر" سنة 1935 حتى أضحى القسام علما من أعلام الجهاد يتردد اسمه في بلاد فلسطين كلها. اتصل بالملك فيصل في سورية طلباً لمؤازرته في ثورته فوعده ولم يثمر وعده عن شيء، واتصل بالحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين الأكبر وطلب منه أن يهيء الثورة في منطقته، فأجابه بأنه يرى أن تحل قضية فلسطين بالطرق السلمية عن طريق المفاوضات.

واتصل مع الأمير راشد بن خزاعي الفريحات من شرق الأردن للمؤازرة وليهيء الثورة ضد الانتداب البريطاني وأعوانه في شرق الأردن وقد قدم الأمير الخزاعي إمدادا مباشرا وقويا للشيخ القسام بالمال والسلاح فضلا عن توفير الحماية للثوار الفلسطينيين في جبال عجلون الحصينة من فترة لأخرى الأمر الذي استدعى من الأمير راشد وقبيلته.

ومعظم عشائر الشمال الأردني للمواجهة مباشرة مع النظام الأردني وخاصة مع الملك عبد الله الأول والانتداب البريطاني والذي حاول تصفية الأمير الخزاعي بقصف مواقعه وقتل كثير من الثوار الأردنيين الموالين للخزاعي في ذلك الوقت مما اضطره بعدها إلى مغادرة الأراضي الأردنية إلى السعودية عام 1937م وإندلعت على إثر لجوئه ثورة في جبال عجلون امتدت بعدها لنطاق واسع في إمارة شرق الأردن.

علم الشعب لأول مرة أن الشيخ القسام كان قد اعتصم مع إخوانه في أحراش قرية يعبد وكانوا مسلحين ولايهابون خطر المجابهة مع قوات الانتداب البريطاني ولا عواقبها، إلا أن قوات الأمن كانت قد أعدت قوة هائلة تفوق عدد الثوار بمئات المرات وكانت كقطيع كبير من الجيش مصممة على القضاء على الشيخ عز الدين وأتباعه فلذلك أحاطت القوات بالمنطقة منذ الفجر ووضعت الشرطة العربية في الخطوط الهجومية الثلاث الأولى من ثم القوات البريطانية.

وقبل بدء المعركة نادى أحد أفراد الشرطة العربية الثائرين طالبا منهم الاستسلام فرد عليه القسام صائحا "إننا لن نستسلم، إننا في موقف الجهاد في سبيل الله ثم التفت إلى رفاقه وقال موتوا شهداء في سبيل الله خير لنا من الاستسلام للكفرة الفجرة" دامت المعركة القصيرة ساعتين كان خلالها الرصاص يصم الآذان والطائرات المحلقة على ارتفاع قليل تكشف للمهاجمين موقع الثوار وقوتهم وفي نهاية الساعتين أسفرت المجابهة عن استشهاد القسام ورفاقه يوسف عبد الله الزيباري وسعيد عطيه المصري ومحمد أبو قاسم خلف وألقى الأمن القبض على الباقين من الجرحى والمصابين.

أكشفت قوات الأمن عند نهاية المعركة مع الشيخ ذي اللحية البيضاء والمجندل على التراب بملابسه الدينية مصحفا وأربعة عشر جنيها ومسدسا كبيرا وكان الشيخ نمر السعدي ما زال حيا جريحا حيث استطاع صحفي عربي أن ينقل عن لسانه أول الحقائق الخفية عن عصبة القسام وكانت هذه الحقيقة دليلا على أن المجابهة المسلحة هذه كانت بقرار بدء الثورة منهم جميعا.


وكانت العناوين البارزة في الصحف "معركة هائلة بين عصبة الثائرين والبوليس" و"حادث مريع هز فلسطين من أقصاها إلى أقصاها" وانطلقت بعدها العديد من الثورات المؤازرة لها في العالم العربي وكان منها ثورة عجلون في الأردن في عام 1937م .


لقد كان الشيخ القسام صادق الرأي مخلص العقيدة عظيم الشوق للشهادة يطلبها من مظانها منذ أن كان في سوريا قربًا بنفسه أن يدعو إلى الجهاد ولا يجاهد وأن يشهد تلاميذه يقاتلون ولا يقاتل وأن يكون قائد الجهاد قابعًا وراء أحد أعمدة المساجد أو بعيدًا عن الميدان كما يفعل عديد من قواد المعارك أو الدعوات، ونزل الشيخ على كبر سنه وقد جاوز الستين ميدان الجهاد في سبيل الله عز وجل .

ونفذ عدة عمليات جهادية فاق فيها الشيخ الشباب، حتى كان يوم 29 شعبان 1354 هـ عندما حاصرت قوات الإنجليز عرين البطل المجاهد بأعداد كبيرة ودارت معركة في غابة يعبد بمنطقة جنين انتهت باستشهاده وبعض رفاقه وأسر الباقون من عصبته المؤمنة بعد نفاذ ذخيرتهم ليسجنوا ويعذبوا طويلاً في سجون بريطانيا العظمى، ورحل القسام بعد أن جدد معنى الجهاد عند الفلسطينيين وعرفهم معنى التضحية وشد من عزائم شعب فلسطين وأعلى الله عز وجل ذكره ـ فصار اسمه عنوانًا للفداء ومصدرًا للرعب عند أحفاد القردة والخنازير وعلمًا للكتائب الجهادية في فلسطين حتى الآن.

ولقد رثاه الشاعر فؤاد الخطيب بعدة أبيات قائلاً :

أولـت عمامتك العمـائم كلـها شرفًا تقصر عنـده التيجـان
إن الزعامـة والطـريق مخوفة غير الزعامـة والطريق أمان
ما كنت أحسب قبل شخصك أنه في برديـته يضعـها اثنـان
يا رهط عـز الدين حسبك نعمة في الخلط لا عنت ولا أحزان
شهـداء بدر والبقـيع تهللـت فرحًا وهش مرحبًا رضـوان