أرض كنعان_الضفة المحتلة/افاد تقرير صادر عن هيئة شؤون الاسرى والمحررين انه مع اندلاع الهبة الشعبية الفلسطينية منذ بداية اكتوبر الماضي وشن حكومة اسرائيل حملة اعتقالات واسعة في كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في صفوف الاطفال قامت بافتتاح سجن جديد في الرملة وهو سجن جفعون المخصص لاحتجاز القاصرين.
وقالت الهيئة في تقريرها انه زج في هذا السجن ما يقارب 70 قاصرا الغالبية العظمى منهم من القدس، ومناطق ال 48 و 24 منهم فقط من الضفة الغربية.
واشارت الهيئة ان سجن جفعون هو سجن مدني كان مخصصا سابقا لاحتجاز الافارقة الذين دخلوا اسرائيل بطريقة غير شرعية، ويتوزع الاطفال على عدة غرف في هذا السجن وكل غرفة تتسع ما بين 6-8 اشبال ، وهي غرف صغيرة وضيقة وبدون شبابيك.
وقد قامت سلطات الاحتلال نتيجة الاكتظاظ في أقسام الاشبال في سجني عوفر ومجدو والشارون بنقل عدد منهم الى سجن جفعون بالرملة اضافة الى نقل عدد من القاصرين مباشرة بعد انتهاء التحقيق معهم الى هذا السجن.
وحسب شهادات الاسرى الاطفال في هذا السجن فإن سجن جفعون يفتقد لوجود اسرى بالغين للعناية والاهتمام بالاطفال كما هو الحال في أقسام الاشبال في سجون اخرى، وان السجن يفتقد للمقومات المعيشية والانسانية من حيث عدم وجود ادوات كهربائية ، اضافة الى ان الاكل المقدم للاسرى الاشبال سيء كما ونوعا، ولا يوجد مغسلة لغسيل الملابس، إضافة ان مدة الخروج الى الساحة ( الفورة) ساعة واحدة فقط في اليوم.
ويمنع الاسرى الاشبال في سجن جفعون من الاتصال بالاهالي، ويفتقدون للملابس والاغطية الشتوية، وان الحرامات التي اعطيت لهم من إدارة السن وسخة وقذرة وسببت لهم امراض جلدية.
وتمتاز معاملة السجانين مع الاشبال بالقسوة والمماطلة في الاستجابة لمطالبهم بتحسين شروط حياتهم، وان إدارة السجن تمنع الاسرى من التعليم واحضار الكتب، وكذلك عدم وجود مشرفين تربويين واجتماعيين وأخصائيين نفسيين يسمح لهم بزيارة الاشبال.
وأشارات هيئة الاسرى في تقريرها ان الاسرى في سجن جفعون يفتقدون للماء الساخن، ولا يستطيعون النوم ويعانون من القلق والتوتر المستمر، اضافة الى تعرضهم للتفتيش والمداهمة لغرفهم.
وقد اشتكى الاسرى من عدم وجود علاج طبي لهم، وعدم تحويل المرضى من الاشبال للفحوصات الطبية وتقديم العلاج لهم وان بعض الاسرى ظهرت على اجسامهم طفوحات جلدية ويعانوا من الحساسية.
اضافة الى الظروف القاسية، فإن إدارة سجن جفعون تقوم بفرض عقوبات فردية وجماعية على الاسرى الاشبال، وقد قامت ادارة السجن يوم 31/10/2015 بالاعتداء بالضرب المبرح على 6 اسرى وهم يزن جابر، وعطية الغزاوي، وعبد الناصر عودة، وسعيد قراعين، وابراهيم مناصرة، وتم تربيطهم وشبحهم في الابراش داخل الغرف، إضافة الى عرضهم على ما يسمى لجنة تأديبية داخل السجن بتهمة حرق ورقة في السجن وبهدف فرض عقوبات اضافية عليهم.
وحسب شهادات الاسرى الاشبال في سجن جفعون فإن 90% منهم تعرضوا للضرب والتنكيل والتعذيب والمعاملة المهينة والسيئة منذ لحظة اعتقالهم على يد الجنود المحققين وان الغالبية منهم اعتقلوا من بيوتهم بعد منتصف الليل.
وقد افاد الاسير احمد خليل رويدي، 17 سنة، سكان سلوان بالقدس، انه اعتقل يوم 21/7/2015 الساعة الثالثة فجرا من البيت، ودون ان يبلغ بسبب اعتقاله، بدأ الجنود منذ اخراجه من المنزل بضربه ضربا مبرحا على كافة انحاء جسمه، وكانوا يضربونه بأقدامهم وقبضات ايديهم ويركلونه بأرجلهم.
وافاد انه حقق معه في غرفة 4 بالمسكوبية وهناك انهال المحققين عليه بالضرب من مجرد طلب الذهاب للمرحاض ، وأخذوا يصفعونه على وجهه بقوة اضافة الى توجيه الشتائم البذيئة والقاسية له.
وأفاد الاسير مفيد زياد سعيدة سكان وادي الجوز بالقدس 16 سنة، انه بعد اعتقاله اقتيد الى مركز شرطة صلاح الدين ، وهناك جرى الاعتداء عليه بوحشية وكيل الشتائم البذيئة اليه، واجبر على الاستلقاء على الارض مدة طويلة.
وقال انه عندما طلب شرب الماء، انهال عليه حرس الحدود بالضرب، وعندما نقل الى التحقيق في المسكوبية تم الاعتداء عليه، وقد امضى 26 يوما في المكسوبية في زنزانة انفرادية.
قدمت هيئة الاسرى شكوى عاجلة الى مصلحة السجون على الظروف الصعبة التي يعانيها الاشبال بالسجن والتي تنتهك حقوق الاطفال والمعايير الدولية، وتضمنت شكوى الهيئة مجموعة من القضايا تتعلق بزيارات الاهالي، ادخال الملابس والكنتين، تزويد السجن بالمقومات المعيشية، وقف ضرب الاسرى، السماح لهم بالتعليم وبإدخال اخصائيين اجتماعيين، تقديم العلاج للقاصرين، تحسين الاكل وإدخال مواد التنظيف.
وكان رد إدارة السجون على شكوى الهيئة يتمثل بالانكار بكل ما جاء في الشكوى والادعاء ان ظروف القاصرين في سجن جفعون جيدة، وان ما يطبق عليهم يتم وفق قانون مصلحة السجون وان الشكوى بضرب أسرى سيتم التحقق منها.
وكانت هيئة الاسرى قد طالبت بإغلاق هذا السجن ودعت كافة المؤسسات الحقوقية والصليب الاحمر الدولي للتدخل لإغلاقه ونقل الاشبال الى سجون تتوفر فيها المقومات الانسانية والمعيشية.