Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

'قسّامي' يروي عذاباته في سجون مبارك

تداول الأصدقاء روايات شتى عما جرى له، فقد كان يتردد على سكننا في الجامعة عندما كنا طلابا. وفجأة غابت أخباره وفقد الناس أثره لسنوات، لأفاجأ به هنا في غزة.

قصص كثيرة تروى وتنقل عمن تغيبهم سجون أنظمة تحكم بالحديد والنار، ولكن الحقيقة دائما أبشع. إنها قصة السجين الفلسطيني رقم "38" الذي تلقفته أجهزة المخابرات التي كان يديرها عمر سليمان إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.

فقد كان السجين 38 وهو أحد كوادر كتائب عز الدين القسام عابرا إلى مصر في طريقه إلى قطاع غزة، ولأنه كان على لائحة المطلوبين استخدم جواز سفر مزورا، ولكنه كشف وألقي القبض عليه، وهنا بدأت قصة عذاباته التي يشتاط غضبا كلما استذكرها ورواها وكأنها وقعت للتو.

تخشيبة المركز
في مركز شرطة "الشيخ زويّد" في شمال سيناء كانت البداية عندما شك الضابط هناك ويدعى "خفاجة" في أمره، وكان ذلك قبل العيد بيوم واحد، فاحتجزه في تخشيبة المركز وغادر في إجازة العيد خمسة أيام دون أن يسمح له بطعام أو شراب أو غطاء يقيه برد تلك الأيام من فصل الشتاء، وكانت مع صاحبنا عشرة آلاف يورو فسرق منها خفاجة سبعة آلاف.

هذه كانت مجرد بداية لا تذكر أمام ما سيعقبها من أهوال، فقد نقل السجين 38 إلى مبنى أمن الدولة بمدينة نصر مكبل اليدين والقدمين معصوب العينين، وهناك يدخله المحتجز زحفا من أسفل البوابة مصحوبا بالشتائم والركلات من سجانين على البوابة غلاظ شداد، وكان صاحبنا يعاني من باسور فنزف دما، ثم أدخلوه جهاز تفتيش كالذي يوضع في المطارات وكأنه حقيبة. وبعد الجهاز يعرونه من كل ما عليه باستثناء عصابة العين وقيد اليدين ثم ينهالون عليه بصعقات الكهرباء على كل نواحي جسمه قبل أن ينبسوا معه ببنت شفة.

يساق صاحبنا مع من دخل معه إلى زنزانة ليست كالزنازين، وهي عبارة عن ممر ضيق يتصل بعدد من الحمامات ينزل فيه عدد أكبر من أن يتحمله المكان وكلهم عراة معصوبو الأعين مقيدو الأيدي. ويبقون على هذا الحال معظم الوقت، وقد يفك القيد عند دخول أحدهم الحمام لكن يجبر على إبقاء العصابة على عينه أسابيع وأحيانا شهورا، فيمسح عليها عند الوضوء ولا مفر أمامه من أن يصلي عاريا.

قتيل يوميا
تمارس على المحتجزين ألوان من العذاب النفسي والجسدي لا قبل لهم بها. قال لي صاحبنا إنه لا يمر يوم من دون أن تفيض روح ما لا يقل عن ثلاثة من شدة التعذيب. وروى أن "يوسف أبو زهري" شقيق الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس سامي أبو زهري كان معه في نفس المكان، وأن معذبه كان يصعقه بالكهرباء رغم أنه كان مريضا بالقلب، فصرخ صرخة مدوية ثم مات من ساعته.
يستهدف المعذبون في الصعق كل الجسم ويركزون خاصة على منطقة الفرج. وهناك أشكال أخرى من التعذيب مثل الضرب المبرح والشبح في الهواء والشبح على الكرسي (تعليقة الفرخة).

ويصحب التعذيب بتحقيق مطول، وأكثر الأسئلة التي وجهت لصاحبنا وللفلسطينيين من حماس تتعلق بمكان الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، وإذا تدرب أحدهم على إطلاق صواريخ معينة، وأسئلة لا علاقة لها بالأمن المصري من قريب أو بعيد.

بقي صاحبنا في أمن الدولة قيد التحقيق والتعذيب عامين كاملين ثم نقل إلى سجن المرج الذي مكث فيه عاما ونصفا هرب بعدها مع من هرب عندما فر الحراس منه واقتحمه بعض الأهالي فحرروا جميع من فيه أيام الثورة على مبارك.

لا مكان للحديث طوال مدة الاعتقال عن تعيين محام أو توجيه اتهام، كما لا يسمح لك بالاتصال بأهلك، ولا ترى الشمس ولا يسمح لك بالتريض.

أنهى السجين 38 حديثه لي بالإشارة إلى أن التعذيب الذي تعرض له وغيره من الفلسطينيين لا يقاس أبدا بما يتعرض له المصريون المعتقلون هناك.