Menu
13:03بالأسماء.. كشف جديد للتنسيقات المصرية للسفر عبر معبر رفح غدًا
12:53الصحة تصدر تعليمات لاعادة فتح صالات الافراح
12:40هنية يوعز لقيادات حماس: المرحلة تتطلب تكثيفاً للجهود لإنهاء الانقسام
12:37اجتماع لممثلي الدول العربية المضيفة للاجئين مع مفوض عام الأونروا لبحث الأزمة المالية
12:36الخضري: مرشحا الرئاسة الأمريكية تكتيكات متباينة.. والهدف واحد استمرار دعم إسرائيل
12:31وزارة الصحة : 8 وفيات و633 اصابة جديدة بفيروس كورونا
12:29الرئاسة الفلسطينية تدين العمل الارهابي الذي وقع في النمسا
12:28امير قطر يؤكد وقوفه الى جانب الحق الفلسطيني
11:46بحر يحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى
11:25القانوع: ارتفاع عدد المصابين بكورونا في "جلبوع" ينذر بكارثة حقيقية
11:22الاحتلال يجرف أرضا في بيت حنينا ويهدم بركسا للخيول بجبل المكبر
11:20الحكومة تكشف مستجدات جديدة حول الأزمة المالية التي تعصف بها
11:19الطاقة بغزة تعلن عن فرص للاستثمار في توليد وتوزيع الطاقة البديلة
10:34الصحة بغزة: تسجيل 3 حالات وفاة و 229 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية
10:26مستوطنون يُقدمون على زراعة أشجار ببلدة الساوية بنابلس

أحمد الحاج يكتب هل هي هبّة أم انتفاضة؟

سؤال يُطرح منذ بداية الأحداث في فلسطين في الفاتح من تشرين الأول/أكتوبر 2015: هل ما يجري هبّة أم انتفاضة؟ وللإجابة ينبغي تحرير المصطلحين لُغوياً. ففي تعريف كلمة هبّة، نجد أنها تأتي في معنى ثوران، هبّت الريح ونحوها: ثارت وماجت. أما كلمة انتفاضة فبمعنى النشاط والتيقظ. وكذلك فإنها في التعريف الإنكليزي تأتي بمعنى الاهتزاز (To Shake) .

ومن هنا نجد أن البعض وقف موقفاً معارضاً من إطلاق مصطلح هبّة على ما يجري. فكلمة هبّة تحمل في طياتها معنى سلبياً، ويشير إلى المحدودية الزمنية القصيرة للأحداث، فكما هبوب الريح يهدأ ثورانه بفترة زمنية قصيرة، كذلك غضب الشعب الفلسطيني. فضلاً عن أن مصطلح هبّة، ربما، ووفق المعارضين، يحمل قيمة أخلاقية سلبية، إذ إن هبوب الريح يسير على غير هدى، على خلاف الفلسطينيين الذين يتوجهون بمقاومتهم تجاه عدوّ معلوم.

أما من يطلقون مصطلح هبّة، فلا يخفون أن استخدام هذا المصطلح يأتي في أجواء من الحذر من توقف الحراك الشعبي الفلسطيني، نظراً للمعوّقات المعروفة. فاستخدامه لن يسبب أي إحباط في حال توقف هذا الحراك، أما استخدام مصطلح انتفاضة، فقد يسبب الكثير من الإحباطات في حال انقطع تسلسل الأحداث القائمة، لأن الناس قد اعتادت على أن الانتفاضة امتداد زمني طويل، كما في الانتفاضتين؛ الأولى والثانية، وفق هؤلاء.

يجادل المتبنون مصطلح انتفاضة، بأنه ليس هناك، لا تعريفاً، ولا اصطلاحاً، ما يدلّ على أن أحداثاً يجب أن تتجاوز فترة زمنيّة معيّنة حتى تستحق لقب انتفاضة. فمثلاً "انتفاضة الخبز" الشهيرة في مصر عام 1977 استمرّت يومين فقط، وفي أماكن محددة، وضمن طبقات محدّدة أيضاً. وكذلك انتفاضتا الخبز في الأردن (1989) وفي الجزائر (1988) كانتا محددتين زمانياً ومكانياً. 

كما أن إطلاق مصطلح انتفاضة، قد يشجع فئات شعبية جديدة، ومناطق لم تصلها الأحداث بعد، أن يخوضوا غمار المقاومة الشعبية لأن المصطلح فيه ما فيه من تحفيز، ومن استفزاز إيجابي للذاكرة. وإذا قارنّا أحداث الانتفاضة الحالية؛ انتفاضة القدس، ومجرياتها، بأحداث الانتفاضة الأولى، فتبدو الانتفاضة الحالية متفوقة على تلك التي اندلعت عام 1987، على الأقل في تسارع الأحداث.

ففي الانتفاضة الأولى كان هناك انتظار لثلاثة أعوام حتى افتتح المجاهد عامر أبو سرحان عصر ثورة السكاكين، أما في الانتفاضة الحالية فنُفّذت في الشهر الأول من عمرها 97 عملية، غالبيتها الساحقة عمليات طعن. 

إن اتساع الانتفاضة الأولى لا يمكن أن تجاريه "انتفاضة القدس"، حيث كان العدوّ في الانتفاضة الأولى منتتشراً في مخيمات غزة وشوارعها، كما في التجمعات الكبرى في الضفة الغربية، فكانت نقاط المواجهة أكثر بكثير من أن تكون في أية انتفاضة أخرى. 

إن الانتفاضة الحالية، كما أية انتفاضة أو حتى ثورة، لا يمكن أن تكون على نفس الإيقاع، لذا على مناصري الانتفاضة وداعميها أن لا يرفعوا كثيراً بمستوى توقعاتهم إلى حدود غير واقعية. ما يهمّ أن الانتفاضة مستمرة، ولم يكن اشتعالها صدفة، بل سبقته عمليات كثيرة وموجعة من طعن ودهس وأسر وغيره، والعمل واجب على توفير كل أسباب هذا الاستمرار لتبقى "انتفاضة القدس".