بحث رئيس دولة فلسطين محمود عباس، والملك الأردني عبد الله الثاني، خلال اجتماعهما في رام الله اليوم الخميس، خطوات ما بعد قرار الجمعية العام للأمم المتحدة اعتماد فلسطين دولة مراقب غير عضو.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة عقب الاجتماع، إن المباحثات "تركزت على كيفية التنسيق للخطوات القادمة من اجل تمكين النجاحات التي تحقق بجهود فلسطينية وأردنية وعربية مشتركة وبجهود دول صديقة".
وأضاف المالكي أن الفلسطينيين ينظرون لهذه الزيارة باعتبارها "خاصة ومميزة وتعبر عن علاقة خاصة ومميزة بين القيادتين والشعبين الفلسطيني والأردني، كما تأتي استكمالا للتشاور بين الأردن وفلسطين وقيادتيهما".
وأشار إلى وجود "تطابق كامل في وجهات النظر بين الطرفين في ما يتعلق بمجمل القضايا وكذلك في رؤيتهما للمرحلة القادمة إن كانت مرتبطة بالعودة إلى المفاوضات أو بالجهود المبذولة للوصول إلى العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة".
وقال إن هناك اهتماما كبيرا من الملك عبد الله بكيفية مساعدة الأردن لفلسطين في تخطي القضايا التي تأتي نتيجة لعضوية المراقب في الأمم المتحدة وفي ترسيخ كل مفاهيم الدولة على الأرض.
من ناحيته، عبر جودة عن حرص الملك عبد الله الدائم على اللقاء مع الرئيس عباس في عمان، وأضاف إنه يحرص أيضا على أن يزور أراضي الدولة الفلسطينية في رام الله.
وقال جودة إن أهمية هذه الزيارة تأتي بعد اللقاء الذي جمع الملك بعباس في عمان قبل يومين وحرص الملك على ان يكون "أول من يبارك بالنجاح التاريخي الذي حدث بقرار رفع مستوى التمثيل الفلسطيني من مراقب إلى دولة مراقب".
وأضاف أن هذه "محطة تاريخية للشعب الفلسطيني"، معبرا عن أمله في أن تصب باتجاه أن تصبح فلسطين دولة كاملة العضوية.
وأشار إلى أن الأهم هو أن "تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة والمتواصلة جغرافيا وعاصمتها القدس الشرقية بالمعنى الحقيقي"، معبراً عن أمله في أن تكون محطة الدولة خطوة حاسمة تقود إلى المفاوضات المباشرة التي تعالج كافة قضايا الحل النهائي.
وأدان جودة المخططات الإسرائيلية للتوسع الاستيطاني في المنطقة المسماة E1 وقال إن من شأن ذلك تقسيم الضفة الغربية الى قسمين، مشددا على أن سياسة الاستيطان مرفوضة ليس فقط من الأردن والعرب وإنما من العالم بأسره، وهي غير قانونية ولا شرعية.
وشدد على أهمية أن تضطلع الولايات المتحدة بدور رئيسي في عملية التسوية وخاصة بعد إنتخاب باراك أوباما لولاية رئاسية ثانية.
وأضاف أنه "ورغم العثرات التي تواجهها المفاوضات، فالحق لا خلاف عليه وهو أن للشعب الفلسطيني الحق بقيام دولته وعاصمتها القدس الشرقية وان تعيش كل دول المنطقة بأمن وسلام".
وكان الملك عبد الله قد وصل ظهر اليوم إلى رام الله برفقة وفد عالي المستوى يضم رئيس الوزراء عبد الله النسور ووزير الخارجية ، ورئيس الديوان الملكي رياض أبو كركي، ومدير مكتب الملك عبد الله عماد فاخوري، إضافة الى سكرتيره الخاص.
وتأتي زيارة الملك إلى الأراضي الفلسطينية غداة قرار إسرائيل أمس تجميد أموال الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية لهذا الشهر، والمقدرة بنحو 125 مليون دولار، وبعد قرار بناء 3000 وحدة استيطانية في الضفة.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الحكومة في رام الله سلام فياض بنظيره الوزراء للحديث عن آفاق التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين.
وجرى خلال اللقاء بين عباس والملك الأردني تسليم الأخير قرارا من بلدية رام الله بتسمية أحد ميادينها باسمه.