ارض كنعان-غزة –تقرير عبدالهادي مسلم
بوجهه المبتسم وبلحيته الخفيفة وبكلامه الطيب يجذب المصلين لتناول كوبا من "الشاي أو القهوة أو النيس كفيه " وعند محاولتهم دفع ثمن هذا الكوب يقول لهم بصوت منخفض صلوا على الحبيب محمد
يأتي فجر كل يوم جمعة ينصب طاولته داخل المسجد وأمام المصلى الكبير وعليها عدة سخانات وأباريق وأغرض أخرى مملوءة بالشاي والقهوة والحليب ,كل من يدخل المصلى يلفت انتباه مناداة هذا الرجل له لكي يصبح عليه ويعطيه كأسا حسب ما يرغب أن يشرب
يركز في ضيافته على السياح الأجانب لكي يظهر لهم مدى التسامح الديني وحبهم للوفود الزائرة ولبيان أن الذين يصلون في الأقصى ليسوا ارهابين أونما بشر يدافعون من مسجدهم الذي يدنسه اليهود المتطرفين , أنه الحاج أبو ليث" 67 "عاماً، يرابط منذ عدة سنوات في ساحات المسجد الأقصى المبارك من بلدة بيتونيا "رام الله "
يروي الحاج أبو ليت قائلا "أستيقظ قبل ساعتين من صلاة الفجر، أتناول طعام الإفطار ومن ثم أتوضأ وأصلي بعضا من ركعات قيام الليل حتى خمس دقائق من أذان صلاة الفجر، ومن ثم أتجه من بلدتي بيتونيا إلى المسجد الأقصى وأصل في الصباح الباكر لكي أجهز المشروبات الساخنة للمصلين الذين يأتون صباحا من كل بقاع فلسطين
ويضيف: "أهيئ نفسي لدخول المسجد الأقصى المبارك لأن كل نسمة هواء وكل دقيقة وكل ثانية لها حساب،ولها أجر وثواب . يقول أبو أيمن: "أحب أن أكرم المرابطين والمرابطات والمصلين والمصليات وكل من يأتي إلى المسجد الأقصى، وهذا شيء قليل، وكما ترى الطاولة عليها جميع المشروبات الساخنة وعلى حسابي الخاص أقدم للمصلين لكي أدخل الفرحة على قلوبهم وأرى الابتسامة على وجوههم".والاهم من ذلك حتى رضى الله والأجر والثواب
ويقول: "في الوقت الحالي آتي كل يوم جمعة إلى المسجد الأقصى، لكي أرابط في مع المصلين والمرابطات وأدافع عن الأقصى من اعتداءات المتطرفين اليهود , يضيف أشعر وأنا أمشي في الشارع بأني أمشي في ساحاته وأتصور مصاطب العلم والمصلين".مستشهدا بأحاديث نبوية تحث على الرباط في المسجد الاقصى
ويتابع: " أتعرض ككل مرابط ومحب للمسجد الأقصى لعدة مضايقات واعتداءات من قبل قوات الاحتلال والشرطة ولكني أصر على الرباط وتقديم الخدمة لضيوف المسجد وأشعر بالسعادة وأنا اقدم لهم المشروبات بالإضافة إلى الخدمات التي اقدمها لكي من يحتاج الى مساعدة او إرشاد خاصة كبار السن والعجزة وأهلنا في قطاع غزة
ويرى أن المسجد الأقصى يحتاج إلى أناس دائمي التواجد يرابطون ويصلون من صلاة الفجر وحتى العشاء ليملؤوا ساحاته كما كان قبل خمس عشرة سنة.
ويتعرض المسجد الأقصى إلى اعتداءات مستمرة من قبل قوات الاحتلال والمتطرفين اليهود في محاولة يائسة منهم إلى تقسيم الاقصى مكانيا وزمانيا كما حصل في الحرم الابراهيمي لكن هبة شعبنا في المدينة المقدسة والضفة الغربية وقطاع غزة واهلنا عرب الداخل واستماتة المرابطين والمرابطات في الدفاع عنه سيفشل هذه المخططات.