أرض كنعان_القدس المحتلة/طالب الشيخ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس أبناء الأمتين العربية والإسلامية بوقفة جادة وحاسمة لحماية المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة وكبح جماح العدوان الإجرامي الذي تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، مذكرًا المسلمين بأن المسجد الأقصى المبارك جزء من عقيدتهم وأن ارتباطهم به ليس ارتباطًا انفعاليًا عابرًا ولا موسميًا مؤقتًا، وأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تُصعد من إجراءاتها واعتداءاتها على المسجد الأقصى المبارك متحدية مشاعر ما يقرب من ملياري مسلم في العالم.
وقال الشيخ سلامة خلال لقاء مع جريدة الرأي الكويتية: إن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك وقيامها بالاعتداء على المصلين بالرصاص المطاطي وغاز الفلفل والقنابل المسيلة للدموع قد تسبب في إصابة عشرات المصلين والمرابطين والمعتكفين وتدمير عدد من نوافذ المسجد وإحراق أجزاء من سجاده، كما تم إغلاق جميع أبواب المسجد ومنع السدنة والحراس وطلاب وطالبات مصاطب العلم وأكثر من خمسائة طالب من طلاب مدارس الأقصى الشرعية من دخول المسجد للالتحاق بمدارسهم ومنع الشخصيات الدينية والوطنية من دخول المسجد الأقصى المبارك، محذرًا من أن ذلك كله سيؤدي إلى حرب دينية لا يتوقع أحدٌ نتائجها.
وقال سلامة: إن الاعتداءات والاقتحامات اليومية التي يقوم بها المستوطنون للمسجد الأقصى المبارك هي حلقة من المخطط الاحتلالي المتطرف لتهويد المدينة المقدسة، وفرض السيادة الإسرائيلية عليه من خلال محاولة تقسيمه زمانيًا ومكانيًا تمهيدًا لإقامة ما يُسمى بالهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك لا سمح الله، حيث بدا ذلك واضحاً من خلال الحملات التي أعلنوا عنها للزحف نحو المسجد الأقصى المبارك خلال ما يُسَمي بأعيادهم الدينية ، وما قيادة الوزراء وأعضاء الكنيست والحاخامات لهذه الاقتحامات إلا دليلٌ على ذلك .
و أشاد الشيخ سلامة بصمود أهالي المدينة المقدسة من سدنة وحراس ومصلين ومعتكفين ومرابطين وطلاب مصاطب العلم، وتمسكهم الدائم بحقوقهم المشروعة في الدفاع عن أقصاهم ومقدساتهم مع أشقائهم في الداخل الفلسطيني ، حيث إنهم جميعاً يشكلون رأس الحربة وخط الدفاع الأول عن الأقصى والمقدسات بالإنابة عن أبناء الأمتين العربية والإسلامية .
ودعا الشيخ سلامة كل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك بضرورة شد الرحال إليه في كل وقت، حتى يمتلئ المسجد بسدنته وأهله، لكي نثبت للجميع مدى تمسكنا بأقصانا ومدى حبنا لمدينتنا المقدسة ولنغيظ الأعداء من حولنا، كما ناشد الفصائل الفلسطينية بضرورة العمل على جمع الشمل ورص الصفوف لنكون كما كنا دائماً جسداً واحداً كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، وتحقيق الوحدة لأن القدس لم تُحرر عبر التاريخ إلا بالوحدة.
كما ناشد المنظمات العربية والإسلامية والدولية بضرورة التحرك السريع والجاد للمحافظة على المسجد الأقصى المبارك وإنقاذه ووقف الاعتداءات الإسرائيلية عليه، وضرورة العمل على مساعدة المقدسيين في الصمود والثبات في مدينتهم من خلال إقامة المشاريع الإسكانية لهم ودعم مؤسساتهم الصحية والتعليمية والثقافية والتجارية والشبابية، ودعم صمودهم بكل الطرق التي تؤهلهم للوقوف أمام هذه الهجمة الإسرائيلية الشرسة، والتي تهدف لصبغ المدينة المقدسة بالصبغة اليهودية الاحتلالية.