أرض كنعان / رام الله / أكد الرئيس محمود عباس أن التحديات والصعوبات أمام الفلسطينيين مازالت كبيرة بعد اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطين، "ولذلك فإن المصالحة يجب أن يتم انجازها بأسرع وقت".
وقال عباس في مستهل خطاب مقتضب له عقب وصوله إلى رام الله ظهر الأحد قادماً من نيويورك "نعم أصبح عندنا الآن دولة"، وسط هتاف وتصفيق جماهير احتشدوا في ساحة مقر الرئاسة.
وأضاف "لقد حققت فلسطين انجازا تاريخيا في الأمم المتحدة وأصبح يوم 29 تشرين أول 2012 علامة منعطف حاسم في مسيرة نضالنا الوطني، وإذا كان الحق يجب أن يؤدى إلى أهله فهنيئاً لكم أيتها الفلسطينيات والفلسطينيون".
وبين عباس أن العالم قال كلمته بصوت عال "نعم لدولة فلسطين ولحرية فلسطين ولا للعدوان والاستيطان والاحتلال"، مضيفا أن اكثر من 75% من دول العالم صوتت الى جانب فلسطين كما أن اغلبية الدول التي امتنعت عن التصويت هنأتنا عن النتيجة.
ووصف عباس مشوار الحصول على عضوية فلسطين بأنه كان طويلا وسط ضغوطات هائلة، مضيفا :" قالوا لنا لا تذهبوا لان العالم إن ذهبتم سيتفجر، أجلوا الذهاب فهو أفضل لكم ولنا وللعالم، .. غيروا مضمون خطابكم في اللحظات الأخيرة ومشروعكم، لكننا صمدنا وانتصرنا لأنكم أسمعتم صوتكم هذا".
وأهدى عباس " انجاز الدولة " إلى روح الرئيس الراحل ياسر عرفات، وخاطبه قائلا:" نم قرير العين فان الشعب أكد أن العهد هو العهد وأن القسم هو القسم، شعبك واصل ويواصل المسير على دربك، وها هو يتقدم في الطريق التي شققتها نحو دولة فلسطين".
كما أهدى عباس هذا إنجاز الدولة إلى أرواح شهداء فلسطين الذين قال إنهم عبدوا الطريق نحوه بدمائهم الزكية عبر طريق النضال الوطني الطويل والى الأسرى الذين بدون تضحياتهم وصمودهم ما كان بالإمكان صنع هذا الانجاز.
وقال الرئيس إن الاعتراف بفلسطين كدولة يغير الكثير من المعطيات ويؤسس لحقائق جديدة، لافتا إلى أن انتصار الفلسطينيين استفز قوى الحرب والاستيطان وتعمقت عزلتهم في العالم.
وأضاف:" لو استمعنا الى التهديدات من كل العالم لما ذهبنا.. كثيرون أدلوا بدلوهم ليتفننوا بالعقوبات ضد الشعب والأرض والإنسان، وقال إذا ذهبتم ستلاقون ما لا يعجبكم، لكننا ذهبنا ولقينا ما يعجبنا".
لكنه قال :" لا زال في دربنا تحديات ضخمة وعقبات، غير أن الشعب الذي صنع هذا الانتصار قادر على حمايته وتطويره حتى كنس الاحتلال وتحقيق الاستقلال".
وشدد على أن أمام الفلسطينيين الآن مهمات كثيرة في المرحلة القادمة أهمها استعادة الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة لاستعادة وحدة الشعب والأرض والمؤسسات.
ووجه عباس التحية إلى جميع الفصائل التي قال إنها "اصطفت مع جماهير شعبنا في مشهد وحدوي سنعمل على حمايته وسنتدارس خلال الأيام المقبلة الخطوات المقبلة لتسريع الخطى لإنجاز المصالحة".
وكرر عباس في نهاية كلمته مقولته :" ارفعوا رؤوسكم عاليا فانتم فلسطينيون وقد أثبتم أنكم أقوى من الاحتلال والعدوان".