أرض كنعان_متابعات/كشف صالح العاروري عضو المكتب السياسي لحماس المقيم في تركيا، عن زيارة سياسية ثانية لقيادة الحركة في الخارج إلى المملكة العربية السعودية وذلك خلال شهر.
وقال العاروري في تصريحات له أن الزيارة الثانية التي كشف عنها، ووصفها بأنها «سياسية» ستشمل البحث في «تفاصيل العلاقة بين الطرفين، والملفات المتعلقة بالمصالحة والإعمار، وقضايا أخرى».
وكان وفد رفيع من حركة حماس برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي، وعضوية كل من الدكتور موسى أبو مرزوق، ومحمد نزال والعاروري، وجميعهم أعضاء في المكتب السياسي، زاروا السعودية نهاية شهر رمضان، والتقوا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يوم العيد.
ورغم أن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، نفى في وقت سابق أن تكون زيارة وفد حماس «سياسية رسمية»، إذ قال إنها كانت «زيارة دينية» لأداء شعائر العمرة، وإنه لم يجر عقد أي لقاءات أو مباحثات سياسية ثنائية خلال الزيارة، إلا أن القيادي العاروري كشف عن فحوى اللقاءات التي تمت بين الطرفين، مؤكدًا أنها لم تكن معايدة «كما صورها البعض».
وأكد أن قيادة حماس التقت الملك وولي عهده وولي ولي عهده، وتم عقد اجتماع مغلق بينهم ومحمد بن سلمان بإيعاز من الملك. وأشار إلى أن هناك رسائل تضمنتها الزيارة، وتحدث عن رؤية حماس حول العلاقة مع السعودية.
وكان الجبير قد قال أيضا إن بعض التصريحات والأنباء الصحافية التي نتجت عن هذه الزيارة كانت غير دقيقة ومبالغا فيها، مؤكدا أن سياسة السعودية تجاه حركة حماس لم تتغير، وأن دعم بلاده للسلطة الفلسطينية لن يتغير.
وأثناء وبعد الزيارة كتب الكثير من التقارير التي تحدثت عن الزيارة وأسبابها والملفات التي ناقشتها، خاصة وأنها جاءت بعد جفاء بين الطرفين دام سنوات، سببه اتخاذ المملكة موقفا من الحركة بعد سيطرتها على غزة.
وبعد سيطرة حماس على غزة التي جاءت بعد أشهر من اتفاق مكة، اتهمت من قبل السعودية راعية الاتفاق، بانها هي من نقضت الاتفاق، وتسببت في الانقسام، غير آبهة بما جرى الاتفاق عليه.
وكانت جملة تحليلات وتقارير أشارت إلى أن الزيارة الأولى لوفد حماس في عهد الملك سلمان، الذي أراد تغيير طريقة التعامل مع حماس، ركزت على بحث عدة ملفات أهمها الإعمار والتهدئة وتقوية المحور السني، وإبعاد حماس عن محور طهران، إضافة إلى بحث ملف المصالحة الداخلية مع حركة فتح.
وعقب الزيارة أصدرت حماس بيانا أكدت فيه لقاء وفدها بالملك سلمان، لكن دون إعطاء أي تفاصيل إضافية، لكنها وصفت الزيارة بـ»المثمرة» خاصة وأن المملكة أطلقت خلالها سراح معتقلين من حماس في سجونها.
وتلا ذلك أن أكد عضو وفد حماس الدكتور أبو مرزوق أن ما سمي بـ»تسريبات» حول زيارة وفد الحركة الرفيع قبل أيام إلى المملكة العربية السعودية، ولقاء الملك سلمان، يعبر عن «جهل بطبيعة التغيرات الكبيرة في المنطقة».
وقال إن حركة حماس «ستحافظ على علاقاتها مع الجميع»، مشيرا في هذا السياق إلى أن بوصلة الحركة «متجهة نحو القدس».
وأضاف أن «ما سمي من تسريبات حول زيارة قيادة حماس للسعودية هو جهل بطبيعة التغيرات الكبيرة في المنطقة»، لافتا إلى أن سياسة الولايات المتحدة هي «مراجعة تحالفاتها القديمة، والتغيرات التي طرأت على أولويات مصالحها كثيرة.
وكانت حماس عقب الزيارة قد نفت أن تكون قد طلبت من السعودية التوسط للمصالحة مع النظام المصري، وأكدت على بقاء علاقاتها واتصالاتها مع القاهرة.