أرض كنعان / القدس / عبر الكاتب الإسرائيلي دان مرغليت في مقالة نشرتها صحيفة "إسرائيل اليوم" عن استغرابه من مدى احتفال الفلسطينيين في غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي، رغم أن القطاع تلقى ضربة قوية طوال الأيام الثمانية. في الوقت نفسه، وعلى الجانب الآخر، كان الإسرائيليون في حالة حداد.
وقال مرغليت في مقالته بعنوان "لا مجال للإحباط" إن الشرق الأوسط أصيب بالعمى، فالفلسطينيون الذين ضربوا بقسوة، خرجوا يحتفلون بنشوة عظيمة، في المقابل، فإن الإسرائيليين الذي أمطروا حماس وجناحها العسكري بوابل من القصف، وفككوا نشاطها وضربوا مواقعها يمشون ورؤوسهم محنية كأنهم في حداد.
وتطرق إلى أنه الانطباع العام في "إسرائيل" كان يعمه الإحباط، رغم تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية عملية نجاحاً ساحقاً. تصريحات نتنياهو لم تكن ذات تأثير على الشارع، حيث لوحظ خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى من سريان التهدئة وجود حالة من خيبة الأمل.
وذكر أنه في زاوية كل شارع، تستطيع سماع تعبيرات ملؤها التعبير عن الفشل، حيث أن الرأي العام كان يطالب بضربة قاصمة لا تقل قوة عن الضربة التي دمرت "الضاحية الجنوبية" من العاصمة اللبنانية بيروت، التي تمثل الثقل الشعبي والسياسي لحزب الله اللبناني في حرب 2006.
وأوضح أن التقديرات واستطلاعات الرأي العام تظهر ملمحاً عن هذه النظرة إلى ما جرى، وخاصة ما نقله مرغليت مقتبساً عن أحد الأشخاص: "كان يجب أن نسحقهم ونمحيهم مرة واحدة".
وأشار إلى أن الأوضاع التي مر بها العدوان الأخير كانت متزامنة مع عوامل كانت لها تأثير على مسار العملية، ورغم أن الجمهور كان يرغب بغزو عسكري للقطاع، فإن حصيلة القتلى المرتفعة، والانتقادات الدولية كانت بالتأكيد ستترك جيش الاحتلال والقيادة الإسرائيلية عالقة في المعركة وحيدة دون الدعم الشعبي، ملمحاً إلى تصريحات لوزير الجيش إيهود باراك في هذا الصدد.
ولفت مرغليت إلى أن ما جرى يمكن وصفه بأنه فقط فصل من المواجهة العنيفة مع أذرع إيران وحركة الإخوان المسلمين، ورغم أن العدو نفس العدو، فإن المعركة ليست نفس المعركة. وبسبب تعقيدات الوضع المتعلق بغزة، فإن "إسرائيل" يجب أن تخوض عملية عسكرية ودبلوماسية طويلة للغاية، والتي بالتأكيد سيرافقها جولات من الفشل وخيبات الأمل والعزلة الدولية.
مثل هذه العملية تتطلب قناة جذرية، تستدعي وجود حكومة وحدة وطنية إسرائيلية تفكر بعمق وبشكل أكثر بحثاً حول ما إذا كانت مستعداً لدفع مثل هذا الثمن الباهظ، على حد تعبيره، منوهاً إلى أن العدوان الأخير لم يكن مثالاً مناسباً لهذه القناة، لكنها كانت عملية إسعاف أولي عاجلة وناجحة!.
وبرر الدخول في هذه العملية وما جرى خلالها، بأنه كان عبارة عن تدريب على خطة طوارئ رداً على تصاعد حدة إطلاق الصواريخ، لكن في كلا الخيارين الأول أو حتى الأخير، فإن الحكومة خسرت تأييد ودعم الشارع الإسرائيلي لها، وتركزت الانتقادات الشعبية الحادة تجاه تحالف الليكود و"إسرائيل بيتنا"، حزبي نتنياهو وليبرمان.