أرض كنعان / القاهرة / شدد نائب الأمين لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة على أن اتفاق التهدئة هو "اتفاق مرحلي وجزئي لن نعيش معه للأبد"، مؤكدًا في ذات الوقت التزام حركته بالاتفاق ما التزمت به "إسرائيل".
وحذر النخالة في تصريح لصحيفة "الحياة" اللندنية السبت "إسرائيل" من أن أي خلل أو خرق سيتم التعامل معه بالمثل، مضيفًا "لا جدال في أن التزام الاتفاق يجب أن يكون متبادلًا"، لافتًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يدرك ذلك جيدًا.
وقال "إذا لم يتطابق الوضع الميداني مع الممارسة على الأرض، فنحن سنكون في حل منه تمامًا"، مشيرًا إلى أن مصر تتابع بدقة الوضع الميداني على الأرض، داعيًا إلى التزام "إسرائيل" بما جاء بالاتفاق بحذافيره.
وأوضح أن "إسرائيل" وفقًا للاتفاق ملزمة بإنهاء الحصار عن قطاع غزة، الذي يعد بأنه لا يقل عدوانية عن حجم العدوان والاغتيالات، قائلًا "يجب إنهاء الحصار، وإنهاء المنطقة الحدودية العازلة، وتقديم التسهيلات للأهالي من خلال تسهيلات في البحر والبر... وفقًا لما جاء في الاتفاق".
وطالب الطرف الضامن بضرورة متابعة هذا الأمر بقوة، لأنه جزء أساسي من اتفاق التهدئة، مضيفًا "ما لم ينفذ هذا الشق المنوط برفع الحصار عن غزة، سنعود مجددًا إلى الوضع السابق"، في إشارة إلى المقاومة.
وأضاف أن رفع الحصار جزء من صراعنا مع الاحتلال، لذلك فإن إنهاءه يساوي عدم استهداف الأشخاص، مشيرًا إلى أن الاتفاق هو "مرحلي وجزئي لن نعيش معه للأبد، وكأن الأمور أصبحت طبيعية... لكننا بلا شك تمكنا من خلاله كبح هذا العدوان".
وتابع "هذا الاتفاق جزء من صراعنا مع إسرائيل لأنها دولة معتدية اعتدت على أرضنا ومقدساتنا، ولا تزال تمارس العدوان على الأرض والإنسان الفلسطيني في غزة والضفة وأراضي الـ 1948".
وشدد النخالة على أن المقاومة برنامج عمل لم ولن يتم المس به ولن نتخلى عنه، كما أن المقاومة لن تلقي سلاحها جانبًا، مضيفًا "حققنا شيء لكننا لم نحقق كل ما نطمح إليه ونتطلع لتحقيقه لشعبنا... لا أحد يمكنه أن يضمن شيئًا بالمطلق"، مشككًا بالنيات الإسرائيلية والأميركية.
وقال "ضمانتنا هي إرادة شعبنا الفلسطيني وقدرتنا الدفاعية عنه وعن الوطن، فالإسرائيليون والأميركيون لا يعرفون الأخلاق، وهم يفهمون فقط منطق القوة، ولو لم نكن أقوياء لرأينا اتفاقًا مذلًا ومخجلًا ومهينًا ولا استمرت الفوقية والعنجهية الإسرائيلية".
وشدد على ضرورة الحفاظ على المقاومة والنضال، قائلًا "الأقوياء فقط هم من يمكنهم أن يعيشوا بحرية وكرامة، فلولا مقاومتنا وتماسكنا لما استطعنا كبح هذا العدوان".
وذكر أن "إسرائيل" أدركت تمامًا أن اعتداءاتها ومنطق القوة لم يعد يجدي نفعًا، لأن الشعب الفلسطيني يستطيع أن يُدافع عن نفسه، ويُوقع خسائر في الجانب الاسرائيلي الذي يمتلك العزيمة والإرادة، لافتًا إلى أن هذا الأمر يفرض على "إسرائيل" أن تغير من سلوكها.
وبين أن هذه الحرب أكدت أنه لم تعد هناك إمكانية لأن تفرض "إسرائيل" شروطها كما تريد أو كما كانت لأنها لم تعد وحدها في الميدان.
وحول موقف السلطة الفلسطينية خلال العدوان الأخير على غزة، قال "هناك وجهات نظر فلسطينية مختلفة، وهناك خطايا سياسية، لكن يجب أن يكون صراعنا الاستراتيجي فقط مع العدو، وألا تنعكس الخلافات الداخلية إطلاقًا على هذا الأمر".
وأوضح أن مصر تقوم بدور كبير من أجل تثبيت التهدئة بين الأطراف، وتتابع استمرارها وتنفيذها، كما جاء في الاتفاق، كما تتابع الإجراءات التي تنفذها "إسرائيل" من أجل تخفيف الحصار وإنهائه.