أرض كنعان/ غزة/ أقام نشطاء فلسطينيون في غزة السبت 100 قبر رمزي يشير إلى معاناة أكثر من ستة آلاف أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وغطت عشرات من الصور الورقية للأسرى تلال رملية صغيرة ترمز إلى مقابر لأسرى مرضى في سجون الاحتلال وأسموها (الشهداء الأحياء)، ضمن فعالية نظمها نشطاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تضامنًا مع يوم الأسير.
وقال مسؤول ملف الأسرى في الجبهة الشعبية الأسير المحرر علام الكعبي إن هذه المقبرة الرمزية تُعبر عن واقع الأسرى، خصوصًا خاصةً بعد استشهاد عدد منهم مؤخراً نتيجة الإهمال الطبي بحقهم.
وأضاف الكعبي أن الأسرى يعيشون في قبورٍ مظلمة وهم بحاجة إلى من يقف إلى جانب قضيتهم، مطالباً المؤسسات الدولية والصليب الأحمر للوقوف أمام مسؤولياتها والضغط على الاحتلال للتخفيف من معاناتهم.
ومنذ العام 1967، بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال 206 أسرى قضوا نتيجة للتعذيب أو الاهمال الطبي، في حين أن هناك 1200 أسير مريض حاليًا، بينهم 24 يعانون من السرطان، بحسب احصائية لوزارة الأسرى.
وشهدت الفعالية حضور واسع من ممثلي الفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى عدد من الأسرى والمحررين وشخصيات من مؤسسات حقوقية وإنسانية.
ويطالب الكعبي السلطة الفلسطينية وهيئة الأسرى ووزارة الصحة تقديم مختلف الرعاية الصحية الكاملة للأسرى المحررين وفي مقدمتهم الكشف الطبي الدوري حتى يتسنى لهم المعالجة من أي امراض مزمنة قبل ان تستفحل في جسد أسير محرر.
ويلفت عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية هاني الثوابتة في حديثه لـ"صفا" إلى أن يوم الأسير هذا العام يتطلب حضور أقوى بحجم تضحيات الأسرى؛ "لأن قضيتهم تتعرض لتجاهل مستمر على المستوى الرسمي".
ويطالب الثوابتة السلطة استغلال انضمامها لمحكمة الجنايات الدولية لملاحقة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق المتواصلة بحق الأسرى.
ويضيف: "نحن بحاجة إلى ملف مهني للأسرى ليقدم كافة الأدلة في ضلوع إسرائيل بارتكاب انتهاكات واضحة بحق أسرانا".
ويشدد الثوابتة أن "أي تلكؤ في قضية الأسرى هو بمثابة خذلان لدماء شهداء الحركة الاسيرة وخيانة عظمى"، على حد تعبيره.
وفي كلمة للقوى الوطنية والإسلامية يبين عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي رفيق أبو ضلفة أن قضية الأسرى تحتاج تكاتف الشعب الفلسطيني كامل وأن تبذل جميع الجهود لتعزيز قضيتهم في المحاكم الدولية.
ويدعو أبو ضلفة قيادة السلطة إلى ضرورة ان تقدم ملف الأسرى كأولوية في محكمة الجنايات الدولية للإفراج عن المرضى منهم، وان يلاحق قادة "إسرائيل" وتقديمهم للعدالة.
وبحسب إحصائية لوزارة الأسرى يتواجد داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي 6500 أسير موزعين على 17 سجن ومعتقل ومركز تحقيق.
ويعيش الأسرى وعائلاتهم أملا جديدا بإتمام صفقة تبادل جديدة، لا سيما بعد حرب غزة الأخيرة والحديث عن تمكن المقاومة من أسر جنود، حيث بعث ذلك على الأمل من جديد لدى الأسرى، ولكن إتمام هذا الأمر بحاجة لوقت طويل في حال كان هناك جنود أحياء مخطوفين ومأسورين لدى المقاومة، وهو ما لم يتم تأكيده بعد.