Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

عماد عفانة يكتب : حركة الجهاد...وسياسة الاستعانة بصديق..!!

على غرار البرنامج الشهير من سيربح المليون لجورج قرداحي، ربما اختارت حركة الجهاد الاسلامي عدم حذف اجابتين لتصل لفك أحجية اسباب استمرار اغلاق معبر رفح وخنق نحو مليوني انسان فلسطيني، حيث ان الاجابات المتوقعة على هذه الاحجية المصرية الغريبة:

- ان المعبر ربما يمثل شريان حياة لحماس لعبور اموال او سلاح لذلك سيغلق المعبر حتى لو مات اختناقا نحو مليوني فلسطيني على بواباته.

- ان المعبر الذي تديره حماس المعادية للنظام المصري ربما تمثل خطرا على العاملين في الجانب المصري من المعبر لذلك سيغلق المعبر حتى ولو لم تراق قطرة دم واحدة منذ تولته حماس 2007م.

- ان المعبر وبإرادة "اسرائيلية" وتشجيع عباس ودعم اوروبي امريكي يجب ان تديره سلطة عباس وقوات حرس الرئيس الملتزمة باتفاقات التعاون الامني مع الاحتلال.

وبعيدا عن تضييع الوقت في الغوص في اعماق الاسباب الحقيقية لإغلاق المعبر فان حركة الجهاد ربما اختارت الاستعانة بصديق لها لديه ايادي بيضاء لتحصل على اجابة شافية ربما تجلب الراحة لمئات الاف الغزيين الذي يتوقون للتنقل عبر المعبر بسلام وامان.

فلحركة الجهاد الاسلامي ايادي ربما يعتبرها النظام المصري بيضاء منها:

- التزامها الحياد السلبي ازاء الانقلاب الذي نفذه السيسي على الرئيس محمد مرسي، على عكس حركة حماس التي ربما انحازت في حينه الى جانب الحق المنتهك والدم المسفوح والديمقراطية المغتصبة.

- الانحياز للمحور المصري في الحرب الأخيرة 2014م في الوساطة التي لعبت فيها القاهرة دورا سلبيا محرضا على المقاومة واسفر عن اتفاق باهت لم يلتزم به الاحتلال، حيث حالت حركة الجهاد دون تدخل دول اقليمية اخرى كان تدخلها يمكن ان يحقق للمقاومة ولشعبنا في غزة شروط افضل بكثير مما حققه اتفاق القاهرة.

- حركة الجهاد استقوت بحليفها القوي ايران حتى انها استدعت موقفا ايرانيا لدعم الموقف المصري في تفرده برعاية اتفاق وقف اطلاق النار حيث سيسجل التاريخ لإيران انها قدمت دعما كلاميا غير مسبوق لغزة ومقاومتها في حرب 2014م لم نرى أي ترجمة له على الارض حتى الان.

فهل كانت حركة الجهاد الاسلامي ترى في القاهرة صديقا ربما عليه ان يرد لها الجميل بصنيع افضل منه..!!

رغم كل هذه الايادي البيضاء لحركة الجهاد الاسلامي لدى النظام المصري، ورغم الوفد الرفيع الذي قاد الحرك ممثلا بالأمين العام للحركة، إلا ان عاصمة العروبة كادت ان تعيد وفد الجهاد الاسلامي خاوي الوفاض، لولا استدراك الأخير ربما بنصيحة من الرئيس عباس للقاهرة بأن فتح مع رفح ليومن وبشكل استثنائي كما كانت تفعل قبل نحو 50 يوما لن يضير السياسة المتبعة حيال غزة في هذا الاطار، اضافة الى محاولة عباس نسب فتح المعبر اذا سمي مجازا بالإنجاز له على اعتبار اعلان فتح المعبر ليومين بالتزامن مع زيارته للقاهرة.

بعد كل هذا الجهد الذي بذلته حركة الجهاد ممثلة بأمينها العام، وبعد كل هذه الزيارة الطويلة التي استغرقت اكثر من ثلاثة ايام، وبعد كل هذا الضجيج الاعلامي الذي اثاره اعلام الجهاد عن جهود الوساطة، تمخضت الزيارة عن فتح المعبر ليومين فقط وعن تبريد على جبهة التصريحات الاعلامية بين القاهرة وحماس فقط دون اتخاذ أي سياسات جديدة تجاه غزة ولا حتى وعود بدراسة بدائل جدية.. فهل يمكن اعتبار ان حركة الجهاد الاسلامي حققت نجاحا جديا قد يحسب لها على كل حال..!! الاجابة برسم الايام.

يقول الخبراء المتابعون للشأن الفلسطيني لطالما اختارت حركة الجهاد الاسلامي مواقف تبقي لها اصدقاء في ساحات الصراع، حتى ولو كانت هذه المواقف سلبية وتجافي مبادئها التي تقوم عليها وتدعوا الناس لها.

ففي الصراع بين فتح وحماس اختارت حركة الجهاد الاسلامي موقفا وسطا ان لم يكن منحازا لفتح قليلا، وحاولت آلتها الاعلامية جاهدة تصوير التنافس الى صراع على سلطة وليس لحماية ظهر المقاومة، في محاولة يصفها البعض بالانتهازية السياسية لكسب مواقع على حساب طرفي الصراع.

وفي الشأن المصري التزمت ما يطلق عليه بالحياد السلبي لأن من كان يسقط هو ام وحضن خصمها السياسي – جماعة الاخوان المسلمين- الأمر الذي تناغم وموقف حليفها القوي – ايران- الذي ربما تنفس الصعداء بسقوط الاخوان في مصر، ما شجع ايران فيما بعد على فتح البوابات على مصراعيها لكافة تشكيلاتها العسكرية لتتدخل في كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن لتشكل هلال شيعيا يحاصر السعودية والخليج، هذا عدا عن اصابع ايرانية فاعلة في كل من البحرين وفلسطين وغيرها.

ربما يعتبر بعض الصغار ان التخلي عن المبادئ وقت الملمات املا بالنجاة هو ارقى انواع الذكاء السياسي، وانه كان على حماس ان تنحاز للقوي في القاهرة مهما كان تماما كما يفعل البعض، وتناسوا ان ذات الموقف كان سيتخذ من القاهرة حيال غزة حتى ولو ولم تعلن حماس وقوفها مع الخيار الديمقراطي للشعب المصري، لأن علاقات الدولة العميقة في القاهرة مع "اسرائيل" على ما يبدوا اقوى بكثير من أي علاقة قد تنشدها غزة ومقاومتها أيا كان مسماها.

ويتناسى هؤلاء احيانا ان من يخنق غزة ومقاومتها فانه يخنقها بغض النظر عمن يسكنها سواء بقايا تشكيلات فتح المسلحة، او مجموعات سرايا حركة الجهاد الاسلامي او كتائب القسام التي أذلت جيش الاحتلال 2014 وكسرت هيبته باعتراف قادته.

لكن رغم ذلك سنبقى نسجل لحركة الجهاد هذا الموقف الاخلاقي في محاولة تحسين الاجواء وازالة سوء الفهم بين القاهرة حماس التنظيم الذي تعيش وتتنفس حركة الجهاد في كنفه كحركة سياسية دينية لا يمكن التصور ان تكون هي بديل عنه في أي حال.

لأن الخبراء الذين يرون في حماس حركة اسلامية وسطية تهتم بمجمل الشأن الاسلامي السياسي على الصعيد الدولي بما لا يخالف الخصوصية الوطنية الفلسطينية، انطلاقا من قاعدة شرعية تقول ان هذا الاسلام الذي يشمر عن ساعد قوته في اكثر من ساحة وميدان هو من سيقود حرب التحرير الحقيقية لفلسطين ولبيت المقدس، فيما لا ينظرون الى حركة الجهاد القابعة في دمشق والمحسوبة على ايران من ذات العين، حيث يرى الجميع ان طريق طهران الى القدس لا يجب ان يمر بالضرورة ببغداد وصنعاء وبيروت ودمشق معبدا بدماء واشلاء وجماجم المسلمين كي يصل الى القدس، فالطريق اقصر من ذلك بكثير.!!