أشار مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، إلى ان "زيارته إلى دمشق كانت زيارة أولى للتعرف على الأرض والناس، ولم يكن يتوقع إنفراجاً أو حلاً في مسألة معينة في هذه الزيارة"، لافتاً إلى ان "المواطنين السوريين كل يوم وساعة ولحظة هي دهر بالنسبة لهم وهم يستعجلون على ان يتحقق الحل ويتوقف الدماء وتعود سوريا إلى وضع طبيعي يتمتع الناس فيه بحياة عادية، وهذا شيئ طبيعي".
وفي حديث تلفزيوني، أكد ان "لا خطة لديه في الوقت الحاضر، لأنه لم يستلم عمله إلا منذ 3 أسابيع ولم يقابل جميع الأفرقاء بعد"، مقدراً "إستعجال الناس في تقديم حل للأزمة السورية"، لافتاً إلى انه "لا يمكنه الكذب، فيجب وضع خطة لها حظ حقيقي لتنفذ، وهذا يحتاج لشيء من الوقت خاصة بعد فشل خطة كوفي أنان، حيث ان الأمر لا يتحمل فشل آخر"، مشدداً على ان "التأخير هو في مصلحة الإستعجال، ونريد عندما نبدأ بخطة معينة ان تُنفذ وتُنهي الكابوس على الشعب السوري".
ورداً على سؤال حول الملفات التي بحث فيها مع الرئيس السوري بشار الأسد، أشار الإبراهيمي إلى انه "لا يمكنه ان يروي ما دار مع الأسد أو مع الآخرين، إنما الشيء الوحيد الذي يمكنه قوله هو ان سوريا لا تختلف عن بقية الدول العربية في أزمتها"، لافتاً إلى ان "العالم العربي يمر في مرحلة معينة، حيث ان المواطنين غير راضين عن الوضع القائم في بلادهم، فهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة ويريدون تغييراً حقيقياً وليس إصلاحاً"، قائلاً: "كذبنا على الناس وخيبنا أملهم بما فيه الكفاية"، مشيراً إلى ان "المطالبة بالتغيير أمر يحصل في كل البلدان العربية ولو بأشكال مختلفة، فيبقى الطلب واحد وهو التغيير الجذري".
وأضاف ان "المسألة تكمن في ان المسؤولين والشعب في سوريا، هل هم على إستعداد بأن يسلكوا الطريق الآمن والسلمي لتحقيق هذا التغيير أم لا؟"، مؤكداً ان "التغيير سيحصل بكل تأكيد"، لافتاً إلى ان "ما نستطيع تقديمه لسوريا هو ان نكون وسيط أمين ومخلص لا هدف له ولا يريد إلا مصلحة السوري"، مشيراً إلى انه "من الممكن في الوقت المناسب تقديم بعض الأفكار التي نأمل أن تكون صالحة في تقديم الحل للأزمة"، مؤكداً انه "سيذهب إلى كل من يستطيع ان يساعد في حل الأزمة السورية، وإلى كل من يعرقل عن قصد أو عن غير قصد لتنتهي هذه الأزمة"، معتبراً ان "التقصير موجود في تقديم المساعدة المالية للشعب السوري"، مشدداً على ان "الربيع العربي" ليس تعبيراً صحيحاً يصف الأزمة في سوريا"، مضيفاً ان "الحل الذي سأقدمه لا فائدة له إذا ما كان مقبولاً من الجهات الفاعلة".
ورداً على سؤال حول إذا كانت إيران جزءا من الحلّ في سوريا أو جزءا من المشكلة، قال: "من هو جزء من المشكلة يجب أن يتحول إلى جزء من الحل"، مشدداً على ان "الأزمة السورية إذا إستمرت فإنها ستعدي الجوار وستتحول إلى مشكلة عالمية".