أرض كنعان/ القاهرة/ أصدر وزير التربية والتعليم في نظام الإنقلاب محمود أبو النصر قرارًا بتشكيل لجنة من الوزارة لمراجعة بعض المواد في مناهج التربية الإسلامية لكافة المراحل التعليمية، الابتدائية والثانوية منها، وتقديمها إلى وزارة الأوقاف والأزهر لاحقا بهدف مراجعتها.
وكانت وزارة التربية والتعليم قد وضعت في ديسمبر 2014 استراتيجية "الأمن الفكري"، لمواجهة ظاهرتي "العنف والتطرف" والخروج على الحاكم بالتعليم قبل الجامعى، والتى أعدّها المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية.
يأتي ذلك في ظل الدعوات المتكررة لرئيس الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي للقيام بـ"ثورة دينية" من أجل تقليص مخاطر ما سماها "الإرهاب " . وكان الأزهر قد استجاب أيضاً لهذه الدعوة وأعلن عن رغبته في تعديل بعض المناهج، غير أن ذلك مازال قيد التطوير.
وفي هذا السياق، أكد المتحدث الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم عمر ترك على مراجعة المناهج الإسلامية ، وقال إن "الوزارة أرسلت المناهج إلى الأزهر والأوقاف لمراجعتها ". وقال " حتى " لا تتضمن أية نصوص تدعو إلى التطرف".
وفي لقاء مع وكالة الأنباء الألمانية أكد أحمد تركي، مدير المساجد الكبرى بوزارة الأوقاف بحكومة الانقلاب على أهمية مراجعة المناهج الدينية، ووصفها بإنها "سطحية"، واستشهد بمثال قصة الفيل والكعبة، وهي قصة شهيرة تتعلق بحماية الكعبة، التي هي أحد أهم الرموز الدينية في الإسلام. ولاحظ أن القصة تشير في نهايتها إلى أهمية حب الوطن والدفاع عنه. واستخلص الشيخ أحمد تركي أنها قصة دينية ولا تمت للوطنية بصلة!.
من جانبه يرى ممدوح الشيخ، خبير في الحركات الدينية،"أنا مع تطوير المنهج الديني ومزجه بالعلوم الإنسانية الحديثة"، ولكنه يتحفظ على وصف استراتيجية التربية والتعليم ب "الأمن الفكري"، ملاحظا أن ذلك" يجر إلى تحويل مؤسسات الدولة إلى أجهزة أمن سياسي".
وتتفق إيمان رسلان، خبيرة متخصصة في التعليم، مع ممدوح الشيخ حول الغموض الذي يلف باستراتيجية "الأمن الفكري"، وربط الأمن بالفكر.
وتقول "هذا يعني أنه لا يوجد فكر ولا أمن ولا حتى تعليم". وتقول في سخرية "عايزين يحموا الأولاد من داعش وقالوا نعمل "أمن فكري" على غرار الشرطة المجتمعية". وتتساءل إيمان رسلان :" هل هذا فرع جديد لوزارة الداخلية؟". واعتبرت أنهم أساءوا استخدام المفاهيم، وهذا يدل على التخبط وعدم وضوح الرؤية".