تحية للجنود المجهولة .. طواقمنا الطبية
بقلم زينب خليل عودة
يتواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي، ويتواصل القصف الجنوني البشع الذي يقتل الرضع والأطفال والنساء بل ويستهدف العائلات والبيوت الآمنة ، ويسقط العديد من الإصابات والجرحى التي تصل إلى مستشفياتنا في أنحاء قطاع غزة وحتى اللحظة وصل العدد 40 شهيدا ومايزيد عن 300 جريح ، من خلال وجودي في مجمع الشفاء يظهر المشهد جليا صعبا مؤثرا حيث تصل تلك الحالات بسيارات الإسعاف الواحدة تلو الأخرى التي تهرع لنجدتهم في كل حي ومنطقة ومدينة، وما أن تصل لقسم الاستقبال ترى كل العاملين والطواقم الطبية على قلب رجل واحد الجميع كخلية نحل هنا من يفحص طفلا وهنا من يفحص امرأة وهنا من يفحص مسناً وأخر شابا. وهناك من يقرر أن يعملوا أشعة وان يدخلوا عمليات وأن يدخلوا أقسام .. رأيت كم لا يوصف من المصابين والجرحى ومنهم من استشهد رحمة الله عليه ..
نعم هنالك لاوقت لإلتقاط الانفاس نعم هناك ضغط مهول على المستشفى ناتج عن أعداد المصابين حيث يرافقهم أهلهم وأقاربهم ومن الحجم الكبير لوسائل الإعلام الحريصين على نقل الصورة وقول الكلمة الصادقة لوصف ما يحدث.. ورغم أن المشهد من الصعب أن تصفه كل الكلمات أو حتى نقف لحظة عند أي خطأ غير مقصود من احد أيا كان فلا مجال لذلك.. رأيت كيف يحاول جميع العاملين والطواقم الطبية أن توفر كل شيء للجريح وفى ذات اللحظة،، رأيت كيف تعاملوا مع الرضيعة الشهيدة حنين طافش ومع الرضيع الشهيد عمر المشهرواى وغيرهم ، وكيف تربت على الرضع وعلى الأطفال خاصة المصابين بهلع ونوبات بكاء وعجزهم عن الوقوف على أقدامهم ..
نعم رأيت كيف التعامل مع النساء والمسنين فإن طواقمنا الطبية سواء في الاستقبال في الجراحة في العمليات في العناية المركزة وفى كل الأقسام .. تبقى الجنود المجهولة التي تعمل بهمة ومنتهى الجدية واليقظة وحتى تستشعره أنهم يعملوا بطاقات قوية وبقدر عالي من الوفاء والوطنية والتنظيم وحتى شهد لهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس اتحاد الأطباء العرب الذي وصل مؤخرا واطلع على الوضع وتفقد جرحى ومصابين،، ودعوني اذكر أنه نقل تحية وتقدير وتضامن ما يزيد عن 400 ألف طبي عربي لكل أطباء وشعب غزة الصامد ..وقال بالحرف الواحد (الأطباء الفلسطينيين شرفوا الأطباء العرب ) .. كل التحية والتقدير لجنودنا المجهولة للايادى البيضاء الطاهرة التي تخوض معركة كبيرة من أجل إنقاذ حياة الجرحى والمصابين .. فلكم الاحترام والدعوات الصادقة أن يمنحكم الله كل القوة والصمود من أجل أبناء الشعب الفلسطيني ..
إننى هنا أدعو كل أطباء العرب بل العالم للوقوف إلى جانب أطباء غزة في هذا الوضع الصعب الخطير سواء بالحضور أو الاعتصام ووقفات التضامن واالتحرك الفورى ولعمل على كشف حقيقة ما يحدث في غزة لكل المؤسسات الطبية والحقوقية والانسانية في جميع أنحاء العالم ..