أرض كنعان/ متابعات/ أوردت صحيفة "اللواء اللبنانية تقريراً تحدثت فيه عن طبيعة الرد الذي سيقوم به حزب الله، عقب اغتيال اسرائيل لعدد من قياداته في غارة شنتها على القنيطرة السورية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من حزب الله قولها إن" النقاشات تنطلق حول طبيعة الرد تنطلق من أنه من أن الرد لن يكون سريعًا، وأنه يخضع لتقييم متحرك، في ضوء متغيرات الوضع، وأنه سيتجاوز الرد على اعتداء القنيطرة في حدّ ذاته ليوجه رسالة استراتيجية تتعلق بمعادلة ما بعد عدوان الأحد الماضي، وقواعد الاشتباك الدائر في سوريا، ومواقف اللاعبين الاقليميين منه، على أساس أن استقرار الجبهة الشمالية الإسرائيلية مع لبنان محكومة بترتيبات ما يجري في سوريا، وعدم تجاوز إسرائيل حدود الحماقات، على غرار استهداف المجموعة القتالية للحزب والحرس الثوري الإيراني في مزرعة الأمل عند الخط الفاصل بين الجزء المحرر من الجولان والجزء المحتل".
وأضافت الصحيفة بأن ردّ الحزب، يتأثر اقليمياً ولبنانياً بعوامل ثلاثة:
1-التحفظ اللبناني الرسمي على تعريض الاستقرار سواء في الجنوب أو في كل لبنان للانهيار. ورأت المصادر أن "هدوء قيادة الحزب والابتعاد عن إطلاق المواقف والتهديدات يصب في مجرى الدعوة إلى تجنيب لبنان الانجرار إلى أي حرب واسعة، مستفيداً (أي الحزب) من الإجماع الوطني على إدانة الاعتداء والتعاطف مع الشهداء وذويهم، وأن الحزب ليس في وارد التفرد في أي قرار يؤثر سلباً على هذا الإجماع".
2-الحسابات الإيرانية التي تنطلق من أن الغارة "لن تمر من دون رد"، وفقاً لتصريحات وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان، مع انتخاب زمان ومكان مناسبين لهذا الرد الذي يتعين أن يصل إلى مستوى الهجوم، والحسابات الدبلوماسية الدولية لإيران بعد التراجع الإسرائيلي الذي عبرت عنه التوضيحات الإسرائيلية من أنها لم تكن تستهدف الجنرال محمّد علي الله دادي، والتي اعتبرت بمثابة "اعتذار ضمني" على الرغم من حالة العداء بين إسرائيل وإيران.
3- معارضة النظام السوري لتحويل الجولان، سواء القنيطرة أو المنطقة المحتلة إلى أرض مواجهة مع إسرائيل، لأن النظام ما زال يعتبر أن الأولوية هي لمواجهة ما يصفه "بالمجموعات المسلحة الإرهابية"، على الرغم من أن الغارة الإسرائيلية على الجولان تشكّل انتهاكاً لقواعد فض الاشتباك وفصل القوات الذي ارسي عام 1973، ورعته اتفاقية وقعت بين إسرائيل وسوريا عام 1974، وفقاً لمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، مع العلم أن الجانب السوري يتفق مع "حزب الله" وإيران على أن الغارة على الجولان تعني انخراطاً اسرائيلياً مباشراً في الصراع السوري.
كما أشارت الصحيفة ونقلاً عن ذات المصادر، إلى أن "ردّ الحزب يتجاوز الخيارات التقليدية، وإن كانت الوجهة التي تناقش تنطلق من معادلة "العين بالعين والسن بالسن" التي ترجمتها في هذه المرحلة "ضربة بضربة"، لا سيما وأن قيادة "حزب الله" بالتنسيق مع القيادتين العسكريتين في سوريا وإيران، ما زالت تستبعد حدوث خرق استخباراتي في "حزب الله"، وترجح فرضية الرد الميداني الاستطلاعي للعدو، وربما بعض الجماعات التي ينسق معها في منطقة الجولان والمحسوبة على المسلحين المنتشرين هناك".
ووفقاً لتلك المصادر، فإن "الرد سيكون من عيار الغارة الإسرائيلية وزائداً عنها بمحاولة اكيدة لاستعادة توازن الرعب، بعدما حاولت إسرائيل من خلال ضربة القنيطرة أن تعبث بها". ومعالم ردّ الحزب ستتضح وجهته من كلمة للأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله الأحد المقبل، في مناسبة احياء أسبوع الشهداء الستة، بحسب "اللواء".