Menu
21:11"الخارجية": تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" في صفوف جالياتنا
21:08"الصحة" بغزة تصدر بيانًا بشأن ازدياد أعداد الإصابات بكورونا
21:06حماس تعقب على إعلان وزير الخارجية الأمريكي بخصوص الأمريكيين المولودين في القدس
21:05واشنطن تصدر أمرا يخص الأمريكيين المولودين في القدس
20:00جيش الاحتلال ينهي مناورات واسعة تحاكي حربًا متعددة الجبهات
19:57"الأوقاف" بغزة تقرر إغلاق 4 مساجد بمحافظتي الوسطى والشمال
19:55إدخال المنحة القطرية لقطاع غزة عبر حاجز "ايرز"
19:54السعودية تسمح بقدوم المعتمرين من الخارج بدءا من الأحد
19:50قيادي بـ"الديمقراطية" يتساءل: ماذا بعد جولات الحوار الأخيرة؟.. وإلى أين؟
19:49نتنياهو يعلق على قرار بيع الولايات المتحدة 50 مقاتلة "إف 35" للإمارات
19:48اسرائيل تبعث رسالة للرئيس عباس عبر ايطاليا.. إليك تفاصيلها
19:46رئيس الوزراء: سنرفع نسبة صرف الرواتب خلال الاشهر المقبلة.. وهذا ما طلبناه من البنوك بشأن الخصومات
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر

كاتب صهيوني: هل هدف عملية القنيطرة إذلال نصر الله ؟

أرض كنعان/ متابعات/ تخيلوا سيناريو هوليوودي يصف هجوماً جوياً إسرائيلياً يستهدف قافلة سيارات في الجولان السوري، اغتيل فيه ستة من كبار مسؤولي حزب الله، من بينهم جهاد مغنية نجل عماد الذي اغتيل قبل سبعة أعوام (2008)، وستة مسئولين إيرانيين، من بينهم جنرال كبير في الحرس الثوري، وبعد عدة ساعات تُكتشف في بيونس آيرس جثة قاضٍ فيدرالي أرجنتيني، وقد أطلق عليه النار في منزله قبل ساعات معدودة من نيته ان يشهد ويثبت مسيرة تستر حكومة بلاده حول تورط إيران في العملية الكبرى في مبنى الجالية اليهودية في بيونس آيرس عام 1994، وبالمناسبة فإن تلك العملية مرتبطة بعماد مغنية الذي اغتيل ابنه مؤخراً في الجولان السوري، والآن يحاولون إيجاد ستوديو هوليوودي يوافق على إنتاج هذا السيناريو الوهمي وتحويله الى فيلم، سيكون الأمر لا شك صعباً.

الواقع كما هو معروف يفوق أي خيال، وفي الواقع حدث هذا كله يوم الأحد (18 يناير) قبل الظهر، قافلة فيها ثلاثة سيارات عسكرية سارت بالقرب من القنيطرة في الجولان السوري، تفجرت فجأة بصوت مرتفع مدو، التقارير الأولية في لبنان تحدثت عن مروحية أباتشي إسرائيلية، ولكن بعد وقت قصير اتضح من خلال تقرير مراقبي الأمم المتحدة بأن المقصود طائرتين من دون طيار اخترقت الحدود من جهة اسرائيل باتجاه سوريا وعودتهما.

أطلال القافلة المتفجرة المتناثرة تدعم التقدير بأن أي شخص لم ينجُ من هذا الجحيم، وبعد مضي أقل من يوم اتضحت "الجائزة الكبرى " التي فاز بها من تفجروا؛ جهاد مغنية، نجل عماد مغنية رئيس أركان حزب الله الذي اغتيل في دمشق (فبراير 2008) في عملية نسبت في حينه لإسرائيل، قُتل في هذه العملية، ولكن اتضح انه كان الأصغر من بين القتلى، وكان معه مسؤولين كبار من حزب الله، ومسؤولين من الحرس الثوري الإيراني، ومن بينهم الجنرال الكبير محمد علي الله دادي، والذي يعمل كملحق عسكري إيراني في الجيش السوري، من طرف حزب الله كان في القافلة المتفجرة قادة من "قوة رضوان" والتي تعتبر وحدة نخبوية من وحدات حزب الله، وللقوة القدرة على التدخل السريع، وهي القوة الرئيسية التي يعتمد عليها نصر الله  في جولة المواجهة القادمة مع إسرائيل ان تقتحم الحدود الإسرائيلية وتسيطر للمرة الاولى منذ العام 1948 على بلدات إسرائيلية.

إسرائيل الرسمية تلتزم الصمت، لم تعترف ولم تنكر، في المجلة الحكومية الإسرائيلية "اسرائيل اليوم" والتابعة لمكتب رئيس الحكومة مباشرة؛ أعلنت في عنوانها الرئيسي صباح يوم الاثنين (19 يناير) ان "قواتنا هاجمت خلية إرهابية كبيرة في الجولان السوري"، هذه أيام الانتخابات في إسرائيل، ومن يربط العملية في سوريا بحملة الليكود المترنحة وبتعادله المخزي الذي خرج به نتنياهو من غزة؛ يفعل ذلك على مسؤوليته الشخصية فقط.

المنظومة الأمنية الإسرائيلية هي منظومة صحية وديمقراطية ولا يمكن استغلالها لأغراض سياسية، يمكن إجبار رئيس الأركان ان يتواجد في مؤتمر صحفي سياسي أو يمكن القيام بحيل من هذا النوع هنا أو هناك، ولكن يصعب جداً استغلال الجهات الاستخباراتية في الجيش الاسرائيلي أو الموساد أو الشاباك أو المقر العام في حيل الانتخابات التي قد تتحول الى حرب شاملة في الشرق الأوسط، بالإضافة الى ان رئيس الأركان بيني غانتس ينهي فترته منتصف الشهر القادم (فبراير)، ومع قدم ونصف خارجاً من الصعب الافتراض ان رئيس الحكومة نتنياهو أو حتى وزير الجيش يعلون، والمتواجديْن في ذات القارب السياسي الذي يتسرب إليه الماء، يمكن ان يخطر ببالهم تجنيد غانتس في مثل هذه المغامرة العسكرية – السياسية.

عملية مثل تلك التي نفذت يوم الأحد الأخير في سوريا هي نتاج جهد استخباراتي طويل، وتوافق صدف نادرة وفرصة تنفيذية أندر، فإنها تمر في سلسلة طويلة من المصادقات السرية إلى ان تحصل على المصادقة النهائية من رئيس الحكومة (وبالتشاور مع وزير الجيش).

يعتبر نتنياهو رئيس حكومة محافظ، وهو أقل جرأة من سلفه أولمرت، يمكن ان تكون دراسته للموضوع تأثرت بالحملة الانتخابية ووضعه المتدني في الاستطلاعات؛ اضطرته الى الموافقة النهائية، ولكن أحداً الى الآن لم يخترع جهازاً يقيس الأفكار.

وفق اعلانات أجنبية فإن اسرائيل تهاجم في سوريا منذ وقت طويل، الخط الأحمر الإسرائيلي الجديد، الذي تقوم وفقه إسرائيل بإحباط العمليات الإرهابية وتمنع السلاح المخل بالتوازن بالانتقال من ملكية الأسد الى حوزة حزب الله؛ يجرها الى قلب الحرب الأهلية السورية، ولكن في الشرق الأوسط لكل أمر من الأمور ثمن لا بد من دفعه، ولا شك ان اسرائيل تأخذ بعين الاعتبار الثمن التراكمي المحتمل للتصعيد.

الثلاثاء (20 يناير) ظهراً، اقتبست وكالة "رويترز" مسؤولاً إسرائيلياً قال ان الجنرال الإيراني لم يكن مستهدفا بالاغتيال، ومعنى الأمر ان المعلومات المخابراتية الاسرائيلية بشأن القافلة كانت جيدة ولكنها لم تكن ممتازة، اسرائيل لم تخطط لاغتيال الجنرال الإيراني، ولو كانت تعلم مقدماً عن وجوده لربما ما كانت هذه العملية ان يصادق عليها، الاعلان الاسرائيلي يُفسر كمحاولة اسرائيلية لتخفيض مستوى ألسنة اللهب ومحاولة تهدئة خواطر طهران.

الآن ينتظر الجميع حزب الله، والذي يُتوقع ان يرد باسم إيران، إسرائيل نشرت صباح الاثنين بطاريات صواريخ "القبة الحديدية" في الشمال، وألغى الجيش الاسرائيلي اجازات مقاتليه وضباطه في هضبة الجولان وعلى طول الحدود مع لبنان، وقد قيل للمواطنين ان يبتعدوا قدر الإمكان عن الحدود، من الآن وحتى وقوع الحرب ما زالت الطريق بعيدة.

"التقديرات الاسرائيلية" كما قال مسؤول أمني "ان حزب الله لا يستطيع ان يسمح لنفسه بفتح جبهة واسعة مع الجيش الإسرائيلي، في الوقت الحالي فإنه منشغل بكل قواه في سوريا ويكافح ضد داعش وجبهة النصرة شمالي لبنان، وهو منتقد بشدة داخل لبنان نفسها، ويعلم ان جولة من القتال يسقط فيها الكثير من القتلى وتتسبب بالدمار الكبير في مواجهة اسرائيل حالياً قد تكلفه ثمناً لا يستطيع الايفاء به، ومع هذا فإن لحزب الله سجل ردود وذاكرة طويلة، والتقدير هو ان يكون الرد على الجبهة في الجولان، حيث يبقي حزب الله لبنان خارج المعادلة أو ربما يستهدف هدفاً إسرائيلياً أو يهودياً في الخارج".

استغرق حزب الله أربعة أعوام حتى رد على اغتيال عماد مغنية، وكان هناك احباط لعشرين محاولة الى ان تمكن من تنفيذ العملية المعروفة في بورغوس في بلغاريا وقتل فيها 5 من السائحين الاسرائيليين ومواطن بلغاري واحد، كل ذلك لا يؤشر على أي أمر متوقع في الوقت الحالي، نصر الله أذل يوم الأحد في هضبة الجولان تقريباً بشكل لا سابق له، وقبل ذلك بيومين، وفي لقاء صحفي صرح ان حزب الله لا يتدخل في الجولان وانه لا وجود له هناك، وها هو بينما لا يزال يتكلم تواجد ستة من مسؤوليه، تفجروا في قلب الجولان ومعهم جنرالات إيرانيين بينما كانوا ينسجون المؤامرات.

"أقترح على العالم ان يسأل نفسه ماذا كان يفعل رجال الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في الجولان على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع اسرائيل" قال لي مسئول عسكري اسرائيلي "ليست هذه منطقة ذات أهمية استراتيجية تنفع في نجاة النظام السوري، فمن هذه الناحية الجولان ساقط، المقصود هنا المصلحة المشتركة لحزب الله وإيران لكي يواصل استنزاف إسرائيل عبر العمليات من خلال هضبة الجولان".

الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، مستشار الأمن القومي السابق، قال لي يوم الاثنين ان "الخطأ الذي ارتكبته اسرائيل في جولة القتال السابقة كان أنها وافقت ان تفصل بين حزب الله ولبنان وأن تحارب التنظيم الإرهابي فقط دون المساس بالدولة المستضيفة، في المرة القادمة"، قال آيلاند "على اسرائيل ان توضح ان أي إطلاق نار أو عملية تأتي من لبنان ستكون بمثابة إعلان حرب من قبل لبنان على اسرائيل وسيرد عليها بما يتناسب معها، على حزب الله ان يعرف ان ليس بإمكانه ان يمسك بالعصى من كلا الطرفين بعد الآن، وأن لبنان ستدفع ثمناً باهظاً جداً في المنازلة القادمة".

الجنرال المتقاعد عاموس يدلين، الرئيس السابق للاستخبارات، والذي أعلن عنه كمرشح "للمعسكر الصهيوني" مؤخراً لمنصب وزير الجيش القادم في حال شكل يتسحاق هرتسوغ الحكومة، قال في لقاء متلفز مساء الاثنين ان "حزب الله يصارع في مشاكل استراتيجية صعبة، وأنه يعتبر اسرائيل حالياً في أسفل سلم الأولويات نسبياً، التعليمات الأهم هي تلك التي تأتي من طهران بالحفاظ بأي ثمن على نظام الأسد، ولذلك فإن على حزب الله ان ينظر باتجاه الشرق وليس باتجاه الجنوب، إذ لن تكون له الشرعية الكافية لكي يشعل النار في لبنان".

كل هذه الفوضى تدور لقاء جولة مفاوضات أخرى بين إيران والقوى الكبرى، والذي يلعب أدوارها الاساسية كل من وزراء خارجية كل من إيران والولايات المتحدة جون كيري ومحمد ظريف، وعندما يقول مصدر أمني إسرائيلي "تضطر الولايات المتحدة الى ان تضع أمام إيران المعضلة، فستضطر إيران الى اتخاذ القرار، إذا أرادت التوصل الى اتفاق تاريخي مع الغرب يتم في إطاره التنازل عن التوصل على المدى القريب الى قدرة نووية فإن عليها التنازل عن نشاطات الإرهاب التي تحتضنها، يمنع السماح للإيرانيين مواصلة اللعب المزدوج وان تصبح دولة مستقرة وساعية الى تطبيق القوانين والنظم في جنيف ومواصلة التحريض على الفتن والارهاب والدمار ضد اسرائيل في نفس الوقت".