أرض كنعان/غزة/شيع المئات من أبناء الشعب الفلسطيني في مخيم البريج وسط قطاع غزة جثمان أحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ محمد طه "أبو أيمن" (77 عاماً) بعد معاناة مع المرض بمشاركة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.
وتحدث هنية في كلمه له قبل صلاة الجنازة عن مناقب الفقيد، مؤكداً أنه كان علماً من أعلام الأمة ورجل تربية وجهاد، كما أنه أصل من أصول التاريخ المعاصر على هذه الأرض المباركة.
وقال هنية :" نشيع الاخ المجاهد الشيخ المربي العابد أبو ايمن طه، هذا الاسم الذي ملأ الفضاء على أرضنا المباركة، فهو رجل من القلة الباقية، ومن اللذين حملوا مشروع الإسلام في سنوات الاغتراب وساعات العسرة والاضطهاد والملاحقة".
وشدد على أنه ما كان يماري في أصول التربية الدعوية ، " فتخرج على يديه الرجال الكبار والشهداء العظام، والقادة اللذين قادوا حركة الجهاد على هذه الأرض المباركة وعلى رأسهم الشهيد إبراهيم المقادمة".
وأضاف " نشهد أن أصول التربية والدعوة في هذه المنطقة هي من الأصول الراسخة الثابتة، لأن أبو ايمن كان يدرك الحقائق أن تحرير الأوطان لا يمكن أن يتم إلا ببناء الإنسان، ولا يمكن أن نقيم بناء الحركة الاسلامية إلا على رجال أخلصوا وتجردوا وبذلوا وقتهم في سبيل الله".
ولفت إلى أنه تربى على يديه الآلاف من أبناء الجيل وقيادات هذه المرحلة على الارض وفي السجون وفي جنوب لبنان والابعاد ، " كان قدوة في الخير والدعوة والتربية، و كان من أهل الجهاد رغم أنه كان يحمل على كاهله السنوات الطويلة من العمر، فلم يخلو خطاب ولا كلمة إلا وذكر فيها الجهاد والمقاومة".
وتابع " كان مجاهداً محرضاً على الجهاد، ربى أبنائه على الجهاد وحبه، فتخرج من بيته المجاهدون والشهداء، ياسر من قيادات الكتائب من أوائل من صنع القنابل مع زوجته وأبنائه ، وأيمن رحمه الله الذي تربى في حجر والده وأبى إلا أن يختم حياته بالشهادة في سبيل الله فكانت له، وهكذا هو هذا البيت".
كما شدد على أنه كان رجل مجتمع واصلاح وجهاد ودعوة وبر واحسان وعطف على الفقراء، مؤكداً أنه كان معطاء باذلا في سبيل الله سبحانه وتعالى، " عف نفسه عن المال العام، عاش خالصا مخلصا مطهراً".
وقال : " لا من موطئ يغيط الكفار إلا كان فيه أبو أيمن، عشنا معه في السجون والمعتقلات وفي جنوب لبنان، كان رحمه الله يقف رغم القمع والشدة الصهيونية مؤذنا بين المعتقلين، يأبى إلا أن يقيم الصلاة ويرفع صوته بالقران حتى في داخل أقبية التحقيق، كان صابرا محتسباً مغلباً مصلحة الدعوة والمصلحة العامة على أي مصلحة".
وبين أنه قائداً وجندياً في ذات الوقت، كما ملتزماً بأي قرار يصدر عن الحركة ومؤسساتها الشورية.
وتحدث هنية أن طه كان لا يؤيد المشاركة في الانتخابات 2006، لكن عندما قررت الحركة أن تشارك فكان أول من يدافع عن قرار الحركة، و كان ينظر للمشاركة وشارك في كل المهرجانات الانتخابية، مضيفاً " هذا هو الانضباط الحركي والدعوي لرجل عظيم مهما كان رأيه وتوجهه بل ويدافع عنها وينظر لها".
وجرى نقل طه للمشفى مساء امس بعد وعكة صحية ألمت به، إلى أن أعلن عن وفاته متأثراً بالمرض الذي يعاني منه.
ويعتبر طه أحد مؤسسي "حماس" الأوائل برفقة الشيخ أحمد ياسين، وذلك في كانون أول (ديسمبر) من العام 1987م.
وتعود أصله إلى قرية "يبنا" وسط فلسطين المحتلة والتي ُهجر منها قسرًا، ثم عمل مدرسًا لمدة 32 عامًا في مدارس اللاجئين بالقطاع وخطيبًا ورجل إصلاح بين الناس.
أُبعد ونجله أيمن مع المئات من أبناء حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور جنوب لبنان عام 1992، بدعوى نشاطه في الحركة والكتلة الإسلامية.
واستشهد نجله ياسر في عملية اغتيال نفذتها طائرات إسرائيلية في يونيو 2003، كما هدم الاحتلال بيتهم في البريج بذات السنة واعتقل عددا من ابنائه.
وانتخب طه رئيسا لبلدية البريج خلال الانتخابات البلدية التي جرت إبان عام2005، وتسنى له تولي مهامه في أعقاب أحداث حزيران/يونيو 2007.
لمشاهدة الصور اتبع الرابط الأتي:
http://knspal.net/ar/index.php?act=gallery&id=379