أرض كنعان_فلسطين المحتلة/عرضت القناة الإسرائيلية الثانية، مساء أمس، تقريراً مطولاً عن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، تناول تجهيزات حركة حماس لـ"حرب التحرير" وعمليات الأنفاق ومحاولات اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد ضيف.
ويدعي التقرير حسب شهادات لضباط من جهاز الشاباك الإسرائيلي أن حركة حماس أعدت نفسها لهذه الحرب طوال الشهور الستة التي سبق بداية الحرب، وأن معلومات وصلت لجهاز الشاباك مفادها أن القيادة العسكرية لكتائب القسام أصدرت التعليمات لعناصرها الاستعداد لما أسمته حرب التحرير والتي ستكون في مطلع تموز 2014.
معالم الحرب التي تحدثت عنها قيادة كتائب القسام، مفاجئة جيش الاحتلال الإسرائيلي في معسكراته، ومهاجمة المستوطنين في بيوتهم في المرحلة الأولى من المواجهة، وعمليات أسر جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي في المرحلة الثانية، واعتبرت حماس هذه المواجهة عملية استباقية قبل أن يقوم جيش الاحتلال بالبدء بهذه الحرب، وفق التقرير.
وذكر التقرير أن جدلاً دار بين جيش الاحتلال وجهاز الشاباك حول هذه المعلومات الاستخبارية، ففي الوقت الذي يقول فيها الشاباك إنه أبلغ الاستخبارات العسكرية، أن حماس تجهز نفسها لمواجهة قادمة، نفى جيش الاحتلال علمه المطلق بمثل هذه المعلومات، حتى مكتب رئيس الحكومة قال إنه "لم أرى في أي تقرير معلومات من هذا النوع".
محاولات اغتيال الضيف
أوضح التقرير أن محمد ضيف من الشخصيات الوحيدة التي واكبت كافة مراحل تطور حركة حماس، ويمتاز بقدرات ذاتيه عاليه جداً، ويعلم كل صغيرة وكبيرة في حركة حماس.
وأعرب ضابط سابق في جهاز الشاباك الإسرائيلي عن احترامه الشخصي لمحمد الضيف، كونه يتمتع بشخصية عسكرية متكاملة واستطاع النجاة من محاولات عديدة لاغتياله.
وقال الضابط "محمد ضيف عدو جدير بالاحترام، وكنت احترمه على الرغم من سعيي الدائم لقتله، وكنت اتمنى أن يكون لدينا شخصية عسكرية متكاملة مثل محمد ضيف".
خلال التقرير كان لقاء مع القيادي السابق في جهاز الأمن الوقائي سمير المشهراوي، الذي التقته الصحافية الإسرائيلية إيلانا ديان في عمان أثناء إعداد التقرير.
وقال المشهراوي "كنا في مفاوضات مع محمد ضيف حول سلاح المقاومة، المفاوضات معه توقفت بعد اغتيال المخابرات الإسرائيلية ليحيى عياش".
وكشف المشهراوي خلال اللقاء مع القناة الثانية الإسرائيلية أن أجهزة الأمن الفلسطينية كانت تراقب تحركات الطائرات الإسرائيلية في أجواء قطاع غزة، وقال "شاهدت الصاروخ وهو يضرب السيارة التي كان فيها محمد ضيف في إحدى محاولات اغتياله".
ضابط الشاباك الإسرائيلي في التقرير تحدث عن حجم الإحباط الذي يعيشه جهاز الشاباك الإسرائيلي نتيجة الفشل في اغتيال الضيف على مدى 20 عاماً، وما سبب الإحباط لجهاز الشاباك، استمرار الضيف في قيادة كتائب القسام وتنفيذ العمليات على الرغم من المحاولات المستمرة لاغتياله.
وبيّن التقرير أن المعلومات عن محمد ضيف كانت أنه شخص مقعد، ليتبين أنه يسير ولكن بصعوبة على قدميه.
وأوضح أنه في اليوم الأربعين للحرب على قطاع غزة وصلت معلومة ذهبية لجهاز الشاباك بأن الضيف شُوهد يسير على قدميه وهو في طريقه لبيت تابع لعائلة الدلو التي تربطها علاقات قوية مع حركة حماس، وأن محمد ضيف يود البقاء في هذا البيت الذي تنتظره فيه زوجته وداد وطفله.
المخابرات الإسرائيلية أخذت تراجع الصور للبيت الذي دخله الضيف والتغيرات الذي حصلت عليه خلال عدة سنوات مضت، والمعلومات أفادت بأنه يقيم في الطابق الأرضي.
وأشار التقرير إلى أن المعلومة وصلت لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يرد خرق التهدئة في حينه، وطلب اغتياله أثناء خروجه من البيت.
في 19 آب 2014 انطلقت مقاتلة ألـ ف 16 لتنفيذ مهمة الاغتيال، حيث كان رئيس الحكومة ورئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي يتابعان العملية بشكل مباشر، خلال ثواني تبين أن هناك شيء ما لا يسير حسب الخطة، والقذيفتان اللتان كان من المقرر أن تقتلا محمد ضيف لم تنفجرا، ما أشعر نتنياهو والقيادة العسكرية في إسرائيل بالإحباط.
وأشار التقرير إلى أن التقديرات الإسرائيلية أظهرت أن محمد ضيف استطاع مغادرة المكان بعد عملية القصف الأولى في ظل الغيوم التي احاطت بالبيت بعد القصف، أو ربما لم يكن في البيت المذكور.
وأكد ضابط الشاباك أن لدى جهازه "مشكلة في الحصول على المعلومات التي تنقل من الفم إلى الأذن، لكننا استطعنا جمع معلومات بوسائل أخرى، ومن أهم هذه المعلومات كانت تلك التي حصلنا عليها من أحد القادة العسكريين لكتائب القسام وهو محمد القدره، كان على علم بمكان الكثير من أماكن المتفجرات التي تم زرعها، وقام بمرافقة مُركزي الشاباك وإرشادهم لمكانها، فقد كان القدرة يتمتع بذاكرة جيدة في هذا المجال".
وعن موضوع الأنفاق قال: لم ندرك خطورة الأنفاق إلا بعد عملية ناحال عوز التي قتل فيها خمسة جنود من الجيش، وحسب المعلومات التي توصلنا لها، كانت كل كتيبة من القسام لها الأنفاق الخاصة بها، والمسؤولة عنا بشكل كامل.