أرض كنعان_الضفة المحتلة/تتزايد الهواجس الأمنية للحكومة الإسرائيلية بعد تحذيرات الأوساط السياسية والأمنية والإعلامية من تمدد ما أصبح يطلق عليه الانتفاضة الثالثة، وأطلقت دعوات تحث الحكومة على إطفاء النيران في القدس قبل انتشارها، وذلك عبر تشديد القبضة على المقدسيين ومضاعفة انتشار قوات الأمن والجيش وزيادة الاعتقالات والغرامات وزيادة الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش وعزل المقدسيين.
ويذكّر المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل بأن العنف في القدس يغلي على مقربة من سطح الأرض منذ عدة أشهر، قائلا إن ما يحدث "انتفاضة مدنية".
ويقترح المعلق السياسي شيمعون شيفر على حكومة نتنياهو التوقف عن الثرثرة وتحمل المسؤولية وتوفير الأمن الشخصي الكامل لسكان القدس بدلا من اتهام الرئيس عباس.
ويرى عضو الكنيست عن حزب ميرتس -نيتسان هوروفيتش- أن الكثير من أعمال العنف الفلسطينية في القدس المحتلة هي رد فعل على اعتداءات المستوطنين وممارسات الاحتلال.
ونبه إلى أن (إسرائيل) تسمح لليهود بالإقامة في سلوان، وتمنع دخول المسلمين الحرم القدسي في أعياد اليهود.
ويشير إلى أن تنامي قوة المستوطنين في المؤسسة الحاكمة وفي الشارع يدفعهم لزيادة اعتداءاتهم المتنوعة على الفلسطينيين.
ونبه إلى أن هؤلاء يؤمنون بالقوة والقبضة الحديدية ويحظون بتعاطف السلطات في أحيان كثيرة، مشيرا إلى أن الصدامات مع الفلسطينيين تخدم المستوطنين لأنها تقطع الطريق على تسوية الدولتين.
كما كتبت صحيفة (إسرائيل اليوم) أن اليهود المتطرفين يحاولون اشعال المنطقة حول المسجد الأقصى بهدف دفع الجيش للتدخل ومنع المسلمين من دخول والحرم القدسي بالإضافة إلى تقليل المعارضة لسيطرة المستوطنين على المنازل العربية في القدس بالإضافة إلى استخدام العنف ضد الفلسطينيين المحتجين بل وإعدامهم.
ودعت الصحيفة إلى مواجهة تلك الانتفاضة بالفصل بين اليهود والفلسطينيين، وزيادة عسكرة المدينة بزيادة حواجز التفتيش من أجل الفصل بين المتطرفين من الجانبين والتقليل من فرص الاحتكاك بينهم.
وادعت أن الفلسطينيين لديهم دوافع كثيرة للقتل عوضا عن الدافع الديني، مشيرة إلى أن الشهيد إبراهيم العكاري قد يكون أقدم على تنفيذ عمليته بتشجيع وتأثير من أحد أقاربه الذي أطلق سراحه في صفقة شاليط مما يثبت أن المعترضين على إتمام تلك الصفقة كانوا على حق.
وختمت الصحيفة بالقول أن الوقت الآن ليس للاعتراضات والحلول طويلة الأمد، بل لقمع هذه الانتفاضة الثالثة قبل أن تخرج عن السيطرة.
أما صحيفة جيروساليم بوست فقد قالت أن الأحداث التي شهدتها وتشهدها مدينة القدس كمحاولة اغتيال ايهودا غليك والهجمات بالسيارات وقذف الحجارة ليست أعمالا منعزلة، فكل شخص عايش الانتفاضتين في المدينة سيشعر بنفس الخوف الذي كان يعتريه في ذلك الوقت.
وتابعت: إن الأحداث في المسجد الأقصى لم تكن أيضا ارتجالية فقد تم تنظيمها على يد عدد من الفلسطينيين الذين تجمعوا في الليلة السابقة لمهاجمة الاسرائيليين الذين دنسوا المسجد الأقصى.
وقالت الصحيفة وسواء كانت تلك انتفاضة ثالثة أم أعمالا عرضية مؤقتة فإن المدينة المقدسة تتعرض لأشرس هجمة على الاسرائيليين منذ عقد من الزمان. والسؤال المطروح الآن حسب الصحيفة: ماذا سيفعل القادة الإسرائيليون في مواجهة تلك الهجمة؟ هل ستشجع المزيد من شراء البيوت في سلوان؟ أم ستشدد العقوبات على قاذفي الحجارة؟ وهل ستدعو إلى حرية العبادة لليهود في المسجد الأقصى؟ في الحقيقة كل ذلك لن يساهم في تهدئة الأوضاع في القدس.