أرض كنعان_وكالات/كشف الصحفي الأمريكي "ستيفن أمرسون" في تحقيق أجراه ونشره "مركز أبحاث الإرهاب" تفاصيل مثيرة حول الساعات التي أعقبت اختفاء الجندي الصهيوني "أورون شاؤول" في اليوم الأول من المعركة البرية شرقي حي التفاح في مدينة غزة.
وبحسب الصحفي "أمرسون"، فإنه ربما قام عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام باستخدام هاتف الجندي "شاؤول"، والذي كان بحوزته ساعة اختطافه، ودخلوا إلى حسابه على "فيسبوك" وكتبوا أن الجندي بحوزتهم في محاولة لتحدي الجيش الصهيوني وضرب معنوياته في اليوم الأول للاجتياح البري.
وتحدث عن الشكوك التي راودت الجيش بخصوص حمل "شاؤول" لهاتفه داخل القطاع، بخلاف التعليمات، ما مكن مقاتلي حماس من الوصول للحساب ونشر صورة رقم الجندي الشخصي على صفحته في محاولة لإثبات أسره، لكن المعلومات غير ثابتة بهذا الخصوص حيث لا يعرف حتى الآن كيف تمكنوا من الوصول للحساب بسرعة بحسب "أمرسون".
وأشار "أمرسون" إلى أن هذا التصرف أوحى لجيش الاحتلال أن بإمكانه الوصول لمكان الجندي عبر تتبع مكان إرسال هذه الرسالة.
وإزاء ذلك، توجه الجيش في اليوم التالي للعملية وبتاريخ 21 تموز بطلب لمكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي FBI لتسليمه كامل المعلومات عن حساب "شاؤول "وذلك للمساعدة في كشف مكانه.
وقال إن الطلب تم تحويله على عجل لوزارة العدل الأمريكية لإعطاء الضوء الأخضر لتسليم كامل بيانات الحساب للجيش مع الإشارة إلى وجود حركة غير اعتيادية في حساب "شاؤول".
لكن وزارة العدل الأمريكية رفضت -بحسب أمرسون- الموافقة على الطلب، بحجة أن هكذا طلبات بحاجة لوجود معاهدة قضائية مشتركة بين البلدين وتسمى MLAT.
وأشار إلى أن هكذا معاهدة معدة للعمل مع مواضيع غير ملحة ولكنها لا تتطرق إلى مواضيع حياة أو موت كموضوع "شاؤول".
ولفت إلى أن هكذا حجة كانت غير مقنعة وبخاصة كون الموضوع ملح جداً وبين دولتين يفترض أنهما في حلف مشترك ضد "الإرهاب"، حيث صدم جيش الاحتلال من الرفض الأمريكي بتزويده بالمعطيات اللازمة.
ومع ذلك، نوه أمرسون إلى أنه لم تكن هنالك ضمانة بالوصول إلى معلومات مهمة جراء تعقب حساب الجندي "شاؤول" ومعرفة مكان إرسال الرسالة.
وفي الخامس والعشرين من شهر تموز، أعلن الجيش عن مقتل الجندي "شاؤول" وكتب في تقرير القضية أنه لا زالت الكثير من الأسئلة مفتوحة حول هذه القضية.
في إطار ذلك، نقل الصحافي عن ضابط صهيوني كبير قوله: إن "الجيش لم تكن لديه معلومة حول مصير الجندي في ذلك الحين وهل كان حياً أم بين الأموات".
وخلص أمرسون إلى القول بأن وزارة العدل الأمريكية قالت إن الذي رفض تسليم المعلومات "لإسرائيل" كان المدعي العام الأمريكي في حين أعرب عن اعتقاده بأن المسألة أعمق من ذلك وبحاجة للجواب الشافي من مصدر رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية.
بدورها، عقبت عائلة الجندي الأسير "أورون شاؤول" على التحقيق قائلة إن جميع تساؤلاتها فيما يتعلق بجثة ابنها سيتم توجيهها لمسئول ملف المفقودين الجديد "ليؤور لوتان".
وقالت العائلة إنها تفوض الحكومة للقيام بكل ما يلزم لإعادة جثة ابنها للدفن في الكيان الصهيوني، في حين فضل لوتان والناطق بلسان الجيش عدم التعقيب على التحقيق.