Menu
21:22تفاصيل جديدة عن منفّذ هجوم نيس بفرنسا
21:20الأوقاف بغزة تغلق مسجدين في محافظتي غزة ورفح
21:19حماس تُعلن تضامنها مع تركيا بعد الزلزال الذي تعرضت له مدينة "إزمير"
18:37وفاة شاب غرقًا في خانيونس
18:26حشد تطالب شركة جوال بتخفيض أسعار الخدمات للمشتركين
18:11زلزال قوي يضرب ولاية إزمير التركية
18:10الحركة الإسلامية بالقدس تدعو لإحياء الفجر العظيم ورفض أوامر الهدم
18:07اشتية: على أوروبا ملء الفراغ الذي تركته أميركا بتحيزها لإسرائيل
18:00بالصور: حماس تدعو للانضمام إلى حملة مقاطعة البضائع الفرنسية
17:58خلافات لبنانية إسرائيلية بشأن ترسيم الحدود البحرية
17:57لا إصابات في صفوف الجالية الفلسطينية بتركيا جراء زلزال إزمير
17:55إصابة شاب بالرصاص المعدني والعشرات بالاختناق في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية
17:54الاحتلال يعتدي على المواطنين قرب باب العامود
17:53وفاة شاب غرقا في بحر خانيونس
17:52الخضري: خسائر غير مسبوقة طالت الاقتصاد الفلسطيني بسبب الاحتلال و"كورونا"

السنغال: كلفة الحج تصل إلى 4 آلاف و800 دولار

أرض كنعان/ متابعات/ تأمّل الكعبة عن كثب وملامسة حجرها، من الأماني التي يتطلّع جميع مسلمي السنغال لنيلها وتحقيقها.. غير أنّ ما يتطلّبه السفر إلى البقاع المقدّسة بالمملكة العربية السعودية من كلفة مادية تصل إلى 4 آلاف و800 دولار، وقد تزيد عن ذلك، يجعل من تحقيق أمنية مماثلة أمرا غير يسير بالمرّة.

لكن، ومع وجود تذاكر مجانية تمنح في كلّ سنة للراغبين في الحجّ عبر القرعة، أضحت تلك الأماني قيد التحقيق بالنسبة لمن حالفهم الحظ وحصلوا على تذاكر "من السماء"، وفقا لشهادات متفرّقة لعدد من المسلمين في السنغال، قام مراسل الأناضول بتجميعها.

حين بادر مراسل الأناضول "الشيخ سار" وهو عامل في بلدية بضواحي العاصمة السنغالية داكار، عمّا لو تمكّن من زيارة بيت الله لأداء مناسك الحج لهذه السنة، ردّ الأخير بسرعة "أنا أحلم طبعا، ولكن، بالنظر إلى وضعي المالي، فلا أعتقد بوجود وسيلة لذلك"، قبل أن يستدرك قائلا "لكن من يدري، دعواتكم لي".

في السنغال، لا يرتبط الحجّ ضرورة بتوفّر الموارد المالية اللازمة لدى الشخص المعني به، فالجميع هناك بإمكانهم الإعراب عن فيض أمانيهم بأداء الفريضة، وذلك مهما كانت وضعيته الاجتماعية، بما أنّ السماء تمطر هناك، في مثل هذه الفترة من كلّ سنة، تذاكرا للحج.

"باب موسى غاي" هو من أولئك المحظوظين الذي سيتسنى لهم هذه السنة زيارة مكة المكرمة وأداء مناسك الحج، فلقد حصل هذا الموظف في صندوق الضمان (حكومي)، بمعية اثنين من زملائه، على تذكرة تحقّق دعاءه المتكرر بالحج..

"أنا سأذهب إلى مكة؟".. هكذا ظلّ الكهل يردّد العبارة، حين بلّغ بالخبر السعيد..

وفي قراءة للموضوع من الناحية الدينية، قال المختص في الشؤون الدينية "تيام غاي"، في تصريح للأناضول، أنّ "لا شيء يمنع مثل هذه القرعة في الدين (الااسلامي)، بما أنه لا يوجد مقابل مادي لقاء المشاركة فيها".

وفي سياق متّصل، استرجع "حميدو سيك"، وهو موظّف في مصنع للإسمنت، ذكريات لا تنسى، حين برز اسمه ضمن الفائزين في قرعة الحج.. "كدت أختنق وأنا أراقب سحب الأوراق التي تحتوي على أسماء الفائزين"..

وأوضح "سيك" أنّ سحب تذاكر الحج يتزامن مع عيد المتقاعدين في الشركة التي يعمل فيها (غير حكومية)، وتدور العملية أمام أنظار جميع الموظفين في المصنع، "إنها قرعة مجنونة".. هكذا عقّب بابتسامة عريضة على شفتيه..

وعن كيفية إجراء القرعة، قال "سيك" تكتب الأرقام التسلسلية لجميع الموظفين، والذين يفوق عددهم 400،  على أوراق، ثمّ توضع في كيس كبير، قبل أن تبدأ عملية السحب، مشيرا إلى أنّ رقمه إلى جانب 5 من زملائه فازوا بتذاكر لأداء مناسك الحج في المملكة العربية السعودية..

وبسعادة عارمة تابع الرجل البالغ من العمر خمسين سنة، قائلا "لقد قفزت يومها وكأنني صبي صغير، وهتفت: أمر لا يصدّق!".

ورغم أنّ عملية السحب هي الفيصل بخصوص حصول الفائزين على تذاكر الحج للموسم الحالي في المؤسسات سواء كانت حكومية أم خاصة، إلاّ أنّ الأمر ذاته يمر عبر التسميات في المؤسسات البلدية، والحكومية في بعض الأحيان.

وفي تعقيب عن الموضوع، قال صحفي سنغالي يدعى "سليمان كاني" أنّ "الأمر جيد، طالما أنّه يتعلّق بمكافأة موظف مجتهد"، لافتا إلى أنّ كرم تلك المؤسسات قد يتعدّى حدود العاملين فيها.


أمّا رئيسة حي "روفيسك" بداكار "ماغيت غايي"، فتدين بالمرة الوحيدة التي أدّت خلالها مناسك الحج، لبلدية مدينتها، قائلة "حدث ذلك في 2011، حين تلقيت اتصالا عبر الهاتف من سيد قدّم نفسه على أنه مستشار رئيس البلدية، وأخبرني أن اسمي مدرج ضمن قائمة تتألف من 10 أئمة ومفوّضين عن الحي، تم اختيارهم للحج إلى بيت الله الحرام.. لن أنس ذلك اليوم ما حييت.. كان يوم ثلاثاء".

وبانقضاء موجة الفرح العارم، انتاب "غايي" شعور بإمكانية وقوعها ضحية خدعة، كما يحدث بين الحين والآخر للبعض من أقاربها وأصدقائها.. أرادت التأكّد، فلم تجد بدّا من معاودة الاتصال بمحدّثها مستخدمة هاتفا محمولا آخرا يحمل شريحة مغايرة لتلك التي اتصل عليها الرجل صاحب الخبر المذهل.. "لم أتمالك نفسي عن البكاء.. بكيت كما لم أفعل من قبل.. كانت تلك أجمل هدية أتلقاها طوال حياتي".. أضافت السيدة، والدموع تملأ عينيها وهي تستحضر أحداث ذلك اليوم الاستثنائي في حياتها..

"رقية ندوي" سيدة سنغالية، قالت، من جانبها، تروي طريقة حصولها على تذكرة لأداء الحج، أنّ المفاجأة كانت من قبل ابنها "عبدولاي سيسي"، والذي يعمل بإحدى المصارف في داكار.

"أمي، سنذهب إلى المدينة (المنورة).. هكذا قال لي ببساطة.. وبعد حوالي 20 دقيقة، كنا نقف ضمن صفوف طويلة من الناس، في انتظار دورنا للتسجيل.. ستذهبين هذه السنة إلى الحج.. لقد كانت بالفعل مفاجأة استثنائية بكل المقاييس".. هكذا تدفّقت الكلمات بانسياب من فم هذه السيدة التي تتحضر للالتحاق بوفود الحجيج السنغاليين المغادرين، ضمن الفوج الرابع للعام الحالي.

ورغم أنّ المختص في الشؤون الدينية "تيام غايي" لم يشكّك في مصداقية مثل هذه المبادرات، غير أنّه أعرب عن بعض التحفظات، بينها أنّ "الحج فريضة على من استطاع إليه سبيلا، أي من توفرت لديه الإمكانيات اللازمة سواء من الناحية البدنية أو المالية، في حين أعفي منه من هم دون ذلك"، مشيرا إلى أنّ الإسلام "يحثّ هؤلاء الأسخياء وجميع المتبرّعين بالمبادرة بأداء فريضة الحج".