العمل المقاوم النوعي في الضفة الغربية يبث السعادة والبهجة لدى الجمهور الفلسطيني, ويلقى التأييد والتشجيع والدعم لعمليات الخطف, والتي آخرها عملية الخليل, وخطف الجنود في الخليل يعطي دلالة واضحة على توحد الجمهور خلف عمليات خطف الجنود مهما كانت التبعات المترتبة على ذلك، وأن عمليات خطف الجنود هي الطريقة الأهم والوسيلة الأفضل لإغلاق ملف الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ما يميز عملية الخليل المكان والزمان والظروف المحيطة, فقد جاءت في وقت يخوض فيه الأسرى إضرابًا يعتبر الأطول لأكبر عدد من الأسرى في تاريخ الحركة الأسيرة ومرور 53 يومًا على بدء الإضراب الذي انضم إليه عشرات الأسرى من قيادات الأسرى، جراء التعنت الإسرائيلي في معالجة ملف الأسرى الإداريين.
العملية الفدائية بغض النظر عن نتائجها ومن يقف خلفها فإن عوامل نجاحها واردة لاعتبارات المكان, حيث إن مدينة الخليل نُفذ فيها خلال الأشهر الأخيرة العديد من العمليات الفدائية منها قتل مستوطن وانسحاب المقاوم بسلام, وقبلها العملية الشهيرة من قناص الخليل الذي نفذها في وضح النهار ضد جنود الاحتلال حيث قتل أحدهم, ولم يكشف من يقف خلفها حتى الآن، وعمليات إطلاق للنار بين الفترة والأخرى لم يتوصل الاحتلال لخيط من يقف خلفها.
عملية خطف الجنود في الضفة الغربية تعيد الأمل للأسرى وعائلاتهم بأن تحريرهم قد اقترب وبات قاب قوسين أو أدنى, ليغلق ملف المعاناة على أيدي المقاومين بعد فشل مسيرة التسوية في إخراجهم وفشل أجهزة التنسيق الأمني في ملاحقة المقاومين، بل وكسر هيبة الجيش الذي لا يقهر ويهدر ملايين الدولارات والدورات واللقاءات التي نظمها دايتون ومن تبعه لبناء الفلسطيني الجديد, الذي سحق تحت أقدام المقاتلين الذين خطفوا الجنود في الخليل.
الضفة الغربية تنتقل اليوم إلى مرحلة جديدة نوعية في العمل المقاوم, وتؤكد أنها هي أرض المواجهة في المرحلة المقبلة, وأن الفشل الذي وقع فيه الاحتلال له ما بعده, والهستيريا التي أصابت الاحتلال بعد إفشال عشرات المحاولات خلال السنوات الماضية بفعل التعاون والتنسيق الأمني بين جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية التي تتبع السلطة.
الدعوات والصلوات من كل الفلسطينيين أن تكون عملية الخليل عملية تبادل لإطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال, وبلسمًا لجراح ما يزيد عن 5000 أسير فلسطيني لكل واحد منهم جرح وألم ومعاناة للتخلص من عذاب السجون والفراق, والتفرغ للقضايا الوطنية الأخيرة في سبيل إزاحة الاحتلال عن الضفة الغربية، وأن أفضل نصرة للأسرى هي خطف الجنود.